فيصل معتوق جاسم الاسدي
رغم مضي عشر سنوات على التغيير في العراق لم يعد في الأفق بصيص أمل من أن تصبح تجربة العراق نموذجا كما ادعى الأمريكان ولا نريد هنا التشكيك بالدور والنوايا الامريكيه بالتجربة فالأمر لم يعد محكوم بالاراده الامريكيه فقط فالمحيط العراقي تربص للتجربة وغير مسارات كثيرة من خلال أدوات سياسيه دفعها باتجاه مضاد لنجاح التغيير أضافه إلى الطبيعة الديموغرافيه للعراق والإرث التاريخي المرير للحكم بالعراق والذي طبع مسارا لايتحمل التغيير.
ورغم المرارة التي يعانيها الشعب العراقي من الأوضاع الامنيه والسياسية والتي هي نتاج هذا الصراع لكن تبقى الخشية على مس!
تقبل العراق من الأسلوب المنظم من عمليه التدمير الذي يشهده البلد من خلال انحرافات ممنهجه في بناء المؤسسات وفي التعليم وفي القيم ألمجتمعيه لا يمكن أن تلمس أثارها بسهوله لكن في مراحل متقدمه يمكن ان تبدأعمليات تفكك للنسيج العراقي
فالعراق اليوم أمام مواجهه مسلحه مع قوى الإرهاب وهي واضحة في أسلوبها وأصبحت ضعيفة لكن غطت بضلالها كل الثغرات التي نفذت منها قوى عملت وتعمل على هدم كل عمليه بناء فالفساد المصنف على انه اخطر من الإرهاب هو نتاج زرع قيادات أداريه متخلفة على رأس المؤسسات وأبعاد وتهميش كل الكوادر والكفاءات فهذا الأمر لايمكن أن يكون طبيعي دون أن تقف خلفه أرادات تهدف إلى التعطيل كمرحله أولى ثم الانهيار بعد أن تترسخ قوى التخلف في مواقعها وترسم مسارات تقود إلى الهاوية.فالتعليم رسمت له مسارات تكون مخرجاته ناس أميين فلم يعد التعليم سوى سنوات يمضيها الطالب على مقاعد!
دراسية مهشمه مشفوقا عليه بالعطف لينال الشهادة الدراسية ويتمتع بأمتيازتها ألوهميه
فهذا الموت البطيء الذي يستهدفنا كشعب أذا لم يتم تداركه والتصدي له في هذه ألمرحله سيكون من الصعوبة مواجهته في المستقبل فالقاعدة العريضة للتخلف في مناحي الحياة المختلفة بدأت تتسع وتنهار معها القيم وتتداخل الرؤية ألدينيه مع هذه الانهيارات لتشكل ستار يزيد من عمق الانحرافات
ولايمكن للحكومة في ظل هذا الوضع مهما كانت وطنيتها أن تنهض أو تتصدى لهذه الظواهر لان اغلب أدواتها معطله وفاقده للقدرة على التنفيذ فعملية النخر في جسد ألدوله يصعب إيقافه دون أن تكون هناك أراده تتحمل مواجهة وتضحيات وألا سنمضي مسرعين نحو هاوية غير محددة
والمؤلم في الأمر أن المنظومة السياسية في البلد بكل توجهاتها تدفع باتجاه تعميق كل حالة تخلف أو تقف بالضد من كل برنامج يهدف إلى النهوض بدافع المزايدات ألسياسيه فالطبقة ألسياسيه في العراق اعتلت فوق هموم البلد بعد أن تحصنت بالثراء الذي جعلها لاتبالي بما يحدث فأغلبهم وضع قدم في العراق وقدم خارجه ولاندري فالتاريخ العالمي والعربي قدم لنا كثير من الشواهد على دور المنظمات ألصهيونيه في زرع أدواتها وأوصلتهم إلى مواقع عليا في هرم الدول لتلعب دورا تدميريا منظما فأيلي كوهين ثابت واحد من الشواهد الذي زرعته ألصهيونيه في قلب النظام السوري في ستينيات!
القرن الماضي وهو صنيعه مبرمجه والكثير هي الأدوات فأساليب الحروب اختلفت ولم تعد هناك حاجه لتقديم جيوش أذا كانت هناك خاصرة رخوة في جسد ألدوله وأدوات رخيصة فالذي يمارس الفساد المالي وهو في هرم الحكومة والبرلمان من السهل أن تلتف عليه هذه القوى لتقعه في شباكها وتخلق منه أداة تخريب فاذا كان علينا أن نتصدى فلنبدأ بالتربية ألسياسيه التي تشوهت بفعل المتطفلين على العمل السياسي الذين قادتهم القوائم ألمغلقه إلى الواجهة السياسية للبلد ليمارسوا التهريج والضجيج عبر وسائل إعلاميه وفضائيه تمارس ذات الدور في إشاعة الإرباك من خلال التضخيم والدس المقصود حتى لاتجد تشابه في طبيعة وأنواع الثارات فهناك عمليه منظمه ما أن تنتهي ازمه حتى تبدأ ازمه جديدة جميعها يراد منها أن لا يلتفت احد إلى الهدف الأكبر هو عملية التفتيت ولاندري هل يدرك المخلصين من السياسيين هذا الواقع أم أنهم غارقون في زحمة الأزمات والصراعات
995 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع