مناظر حزينة ومؤلمة هذه التي نراها يوميا لاولاد وبنات بعمر الزهور وهم يتسولون او يعملون اعمالا اكبر من اعمارهم بل وحتى اكبر من طاقتهم ومقدرتهم الجسدية ونراهم يعيشون ويتكيفون مع عالمهم بطريقة او باخرى من اجل لقمة العيش التي كان من المفترض ان يوفرها اهلهم لهم لا بالعكس ولكن الظروف المحيطة بهم والتي نعرفها كلنا هي التي تجبرهم على العمل او التسول ليجدوا انفسهم وهم الذين لم يشبعوا من ...
حليب امهاتهم..كما يقال..في متاهات عجيبة غريبة عليهم التكيف معها كي يستطيعوا العيش وسط غول كبير اسمه الشارع,ترى كيف سيكبرون وكيف سينظرون للمجتمع الذي تخلى عنهم وحرمهم طفولتهم وصباهم وجعلهم يحملون الهم قبل اوانهم؟من المسؤول عن انحرافهم فيما اذا خرجوا عن جادة الطريق؟ومن الذي يتحمل دمعتهم والمهم وجوعهم وملابسهم الرثة التي لاتحميهم من برد الشتاء وحر الصيف ؟ومن الذي سيحميهم من انفسهم ومن الشيطان الذي يجدهم غنيمة سهلة لنخر المجتمع وتدميره؟وهل يجوز لنا ان نتفرج عليهم ونقول....خطيه....هل هذا كل مانستطيع فعله؟الا يجب ان نخجل من انفسنا ومن تقاعسنا وعدم احتضاننا لهذه الفئة من المجتمع التي اعتبرها قنبلة موقوتة ستدمر المجتمع وسترد الصاع صاعين متى ما استطاعت ذلك ,متى سيكون هناك دور فاعل للدولة ولمنظمات المجتمع المدني في الاخذ بيد هؤلاء ؟قد توجد منظمات مجتمعية تعنى بهم وبرعايتهم ولكنها قليلة بالنسبة لاعدادهم التي اخذت بالتزايد لعدم وجود قانون يرعاهم ويؤمن لهم العيش الكريم الذي يستحقونه لانهم ولدوا في هذا البلد ولهم حقوق ومن ابسطها حق رعاية الطفولة وتمكينها من العيش بيسر وامان,ان الذي يريد شعبا متحضرا ومبدعا عليه رعاية طفولة الانسان كي ينشأ سليم العقل نزيه القلب والضمير فمتى ننتبه لهؤلاء الاطفال ولمستقبلهم وحل المشاكل التي دفعتهم للتسول او
العمل؟اعتقد ان كلنا نتفق ان الحل يكمن في معالجة مشاكلهم واهمها الفاقة التي تعاني منها اسرهم عن طريق تذليل كل الصعوبات المالية وذلك بصرف راتب مجز يؤمن للاسرة العيش بكرامة ومن خلالها يتمتع الاطفال بحياتهم وطفولتهم واعتقد ان هذا يعتبر شيئا بسيطا لبلد مثل العراق عنده من الخيرات ما يفوق التصور..اضافة الى تهيئة رياض الاطفال والمدارس والملاعب والنوادي المجهزة بكل ما يغذي العقل وينمي المقدرة وعندها سنمحو كل الصور البشعة التي نراها لهؤلاء الاطفال وهم يرددون بذل وتوسل..الله يخليك..اشتري مني ..الله يخلي الك هاي الحلوة الي كاعدة يمك..او يبكي ويقول ..انا جوعان واريد اكل ....وغيرها من الكلمات التي تعلمه الاستهانة بنفسه وبكرامته وتعلمه الكذب واللف والدوران,ولايفوتني ان انبه الى زيادة اعداد البنات اللواتي يتسولن وما لهذا من تأثير سيء عليها وعلى المجتمع الذي نمثله نحن وكيف نخاف على بناتنا من الهواء فما بالنا لانخاف على البنات المتسولات وهن اللواتي يمثلن الجزء الكبير من مبادىء المجتمع وقيمه,لن اقول اكثر لكن علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لانصاف هذه الشريحة المهمة من المجتمع لانها ستشارك في بناء المستقبل لهذا البلد الجريح..فيا ترى كيف ستكون مشاركتها لو بقيت على هذا الحال وازدادت اعدادها؟الجواب لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع تحياتي........هناء الداغستاني
868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع