الايام الصعبة لدمشق و طهران

                                               

التصريحات الاخيرة لرئيس المخابرات الالمانية و التي أکد فيها أن أيام الدکتاتور السوري بشار الاسد قد باتت معدودة، ليس مجرد تصريح عادي و لم يأت إعتباطا خصوصا وان الالمان معروفون بتحفظهم في إبداء مواقفهم تجاه الاوضاع في الشرق الاوسط، وهو تصريح يدل على ان الاوضاع أسوأ بکثير من تلك التي يصورها النظام السوري و حليفه في طهران.


التطورات الدراماتيکية التي باتت تأخذ مسارا استثنائيا بلغ الى حد نقل المواجهة الى عقر دار النظام السوري أي دمشق، حيث تتناقل وکالات الانباء و وسائل الاعلام المختلفة تقارير خبرية تشير الى تحقيق الجيش السوري الحر و أطراف سورية معارضة أخرى للنظام تقدما ملموسا على العديد من المحاور فيما تتکبد القوات الموالية للنظام الکثير من الخسائر و تجبر على التقهقر و التراجع و الانکماش على نفسها، مما يعطي ثمة إنطباعا قويا بقرب حلول جولة الحسم التي ستطيح بالدکتاتور السوري و تضع حدا لحکمه الدموي.
التحليل الذي نشرته صحيفة"التايمز"، البريطانية يوم السبت الماضي و الذي شارك في کتابته مراسلها الذي يغطي ميدانيا تطورات الاوضاع في سوريا، الى جانب المحلل في الصحيفة نيکولاس بلانفورد، والذي تناولا فيه الخيارات المحدودة أمام الرئيس السوري، حيث أکدا بأن سيطرة الثوار على دمشق ستدفع بالاسد الى مواجهة عدة مصائر محتملة حيث من الممکن أن يلقى حتفه في القتال او يؤسر و يحاکم و يعدم، مثلما من الممکن أيضا أن يطاح به في إنقلاب ينفذه قادة الجيش او القوات الامنية على أمل التوصل الى صفقة مع الثوار ينجون بأنفسهم من خلالها، وقد وضع هذا التحليل الهام أيضا إمکانية أن يختار الاسد اللجوء الى منفى في خارج البلاد، وتکمن أهمية کل هذا في ضوء التأکيدات الاخيرة لمرشد النظام الايراني و التي شدد فيها على ضرورة دعم نظام الاسد و عدم السماح بسقوطه، مما يؤکد و بشکل قاطع على وخامة أوضاع النظام و ترديها الى الحد الذي تجاوز الکثير من الحدود، لکن حالة الانذار القصوى التي أعلن عنها مرشد النظام الايراني تعکس الاهمية الکبرى التي يمثلها بقاء النظام السوري و عدم سقوطه بالنسبة لطهران، خصوصا وان مختلف اراء و وجهات نظر الاوساط السياسية المطلعة تؤکد بأن المحطة التالية التي ستعقب سقوط النظام السوري ستکون في طهران، ولذلك فإن توجيهات مرشد النظام الايراني لقادة قواته من مختلف الصنوف بالعمل على الحيولة دون سقوط النظام، رافقتها أيضا استعدادات و إحتياطات غير مسبوقة من جانب القوات الامنية في إيران تحسبا من أي طوارئ في حال سقوط الاسد، و بحسب مصادر مطلعة معارضة للنظام الايراني، فإنه من المحتمل جدا أن يبادر النظام في حال إنهيار النظام السوري الى إعلان حالة التأهب القصوى لمواجهة کافة الاحتمالات.
الايام الصعبة الحالية للنظام السوري يمکن إختصاره حاليا بنقطتين هما:
ـ إشتداد بأس الثوار و تحقيقهم لإنتصارات إستراتيجية و نجاحهم في نقل المعرکة الى دمشق و التي يعني حسمها من جانبهم نهاية النظام.
ـ إزدياد العزلة الدولية للنظام و توجه دولي ملفت للنظر بالاعتراف بالاطراف المختلفة للثورة السورية.
أما الايام الصعبة للنظام الايراني فإنها تخضع لجملة نقاط متباينة أهمها و أکثرها حساسية هي:
ـ إتجاه الموقف في سوريا بإتجاه الحسم لصالح الثورة السورية مما يعني فقدان النظام لأهم حليف استراتيجي في المنطقة و مجئ نظام سياسي رافض و مخالف له تماما.
ـ المساعي الحثيثة التي تبذلها المقاومة الايرانية بعد شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب من أجل الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة الايرانية و وجود إشارات تدل على إحتمال تفعيل هذا المطلب، وهو مايشکل مصدر رعب و هلع للنظام.
ـ الاوضاع الاقتصادية الصعبة جدا التي يعاني منها النظام بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه و التي ترى عدة اوساط سياسية أن قبضة النظام سترتخي بسببها على مقاليد الامور.
ـ الصراع الدائر بين اجنحة النظام و الذي يزداد شدة و ضراوة مع التطورات و المستجدات الدراماتيکية التي بدأت تعقب الاحداث الدائرة في المشهد السياسي السوري، والذي بات يشکل واحدة من الازمات الاستثنائية التي تلقي بظلالها على إيران و ترسم صورة قاتمة لمستقبل أقل مايقال عنه أنه قد بات مجهولا بالنسبة للنظام!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الطرب الأصيل

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع