الدكتور الشهيد رياض أبراهيم الحاج حسين .. نموذج للوطنية والنزاهة
المرحوم الدكتور الشهيد رياض أبراهيم الحاج حسين , هو نموذج أصررت على كتابة نبذة عنه قبل أن يغادرنا التأريخ ولكونه ظلم بعد أستشهاده, كما ظلم في حياته الناصعة .
كان الدكتور رياض أبراهيم الحاج حسين من الطلبة المتفوقين دراسيا في دراسته الأبتدائية والمتوسطة والثانوية في الأعظمية .. دخل كلية الطب في منتصف الخمسينيات وأنتمى الى حزب البعث أن ذاك ... تزوج من أبنة المرحوم سلطان أمين من كبار ضباط الشرطة في العهد الملكي رحمها الله تعالى .
لقد عرف المرحوم الشهيد, بثقافته و تفوقه العلمي, بالأضافة الى أخلاقه النبيلة وشخصيته المتميزة وعلاقاته مع أصدقاؤه وجيرانه , وحسن هندامه دائما .
عين المرحوم الشهيد الدكتور رياض أبراهيم الحاج حسين وزيرا للصحة بعد أبعاد الدكتور عزت مصطفى عضو القيادة القومية والقطرية ومعاقبته بسبب محكمة رأسها لم يرض ضميره أن يحكم بها بالباطل ... تسلم الدكتور المرحوم رياض وزارة الصحة سنة 1977 وقد أصر على ترشيحه المرحوم أحمد حسن البكر رغم معارضة الكثير من قادة البعث في ذلك الوقت حسب ما سمعنا وتلك الأمور ليست من شأننا كوننا مستمعين ولسنا بحزبيين..!!!؟؟
عند أستلام المرحوم الدكتور رياض أبراهيم الحاج حسين الوزارة ,, بادر الى بناء مستشفى مركزي في كل محافظة وبعدد أسرة حسب الأحتياج الفعلي( سميت مستشفيات صدام لاحقا ) ,, حاول أرسال أكبر عدد ممكن من خريجي كلية الطب الى أحسن الجامعات في بريطانيا وأميركا,, حاول توفير الحماية الى أساتذة الطب في العراق ومساندتهم ,وبعد بروز عدد من الأطباء الحزبيين الثوريين المتعاونين مع السيد النائب للأطاحة بأعمدة الطب بالعراق !!!! نتحفظ عن ذكر الأسماء !!! ..( معظمهم غادروا العراق بعد أنتفاء مصالحهم في تسعينيات القرن الماضي وبعد أن !!!!!!) .
في عهد المرحوم الدكتور الشهيد رياض تطورت وزارة الصحة كثيرا .. حيث تم تجهيز المستشفيات بأحدث الأجهزة المتطورة والمختبرات والتجهيزات ( لأول مرة تدخل التجهيزات النابذة مثل الشراشف والاغطية في المستشفيات العراقية ) , كذلك وقف بقوة الى جانب حقوق الأطباء والحفظ على كرامتهم بعد أن أصبح التعدي عليهم شيئا مألوفا من قبل ضعاف النفوس من أصحاب الرتب الحزبية والعسكرية .
أستمرت وزارة الصحة في زمنه بالتطور الى حين بدأ الحرب العراقية الايرانية .. حيث وقفت وزارة الصحة العراقية وتوأمها مديرية الأمور الطبية العسكرية بكل شرف وأقتدار وأمانة لتوفير الخدمة للشعب والجيش .
في أحدى المهرجانات الخطابية التي كان يقوم بها الرئيس السابق وبعد معارك في قاطع فل الثاني , وفي مندلي بالذات .. وفي ندوة للصحة والخدمات الطبية ,, أنتقص الرئيس السابق من الدكتور رياض حول نسيان أبرة ( كانيولا ) في أحد سواعد الجرحى ووبخ القائمين من الكوادر الطبية على هذه الغلطة !!! فأنتفض الدكتور الشهيد وقال :
أن هذه الحوادث تحدث في أرقى المستشفيات في العالم وليس في ظروف معركة!! مما سبب غضب رئيس الدولة وأنتشى بسيكار قائلا !!!! نحن نرسل المرضى الى أنكلترا واوروبا للعلاج على حساب الدولة ويأتون معافين !!!! فأجابه الشهيد الدكتور رياض .. أنت ترسل الحالات البسيطة وممن يأتونك بما معناه باللواكة والتملق ,, حيث أرسلت أحدى مديرات المدارس لمشكلة بسيطة في أصبعها ( زوجة أحد أطباء الأسنان ) , وأرسلت بعض الفنانات ولكنك لا تسأل عن من أرسلتهم وعادوا الى العراق بالصناديق (أي مرضى السرطان والحالات المستعصية ) ...
فأمتعض رئيس الدولة من تلك الأجابة وبينت علائم الحقد وتغيرت شخصيته كالعادة !!! قال الجميع ممن رأى تلك المقابلة ( الله يستر ) ... بعدها قال المرحوم الشهيد الدكتور رياض , لماذا لا نأتي نحن بالأجانب ونوفر لهم مستشفى نموذجي وتمريض متقدم حيث العيب ليس بالاطباء , أنما بالتمريض !!
فوافق الرئيس مرغما . وتم بناء مستشفى أبن البيطار وتجهيزه بالطاقم الأيرلندي .. ودار التمريض الخاص وتجهيزه بطاقم تمريض فليبيني وكوبي ...ولكن بقت حسرة لدى الرئيس السابق من جرأة الشهيد الدكتور رياض ,, حيث أستغل شكوى قدمها المرحوم الدكتور يوسف النعمان ضد المستلزمات الطبية والادوية , حول تركيز مادة البوتاسيوم كلورايد ,, حيث أستدعي للتحقيق ومن ثم سجنه وأهانته , ومن ثم أخراجه والطلب منه تقديم العفو من الحبر الأعظم الذي لم يتردد في أطلاق النار عليه بيده وحسب ما ذكر في ذلك الوقت ...
تم الأيعاز الى الدكتور المرحوم غازي الهبش بأستلام جثة الشهيد من الطب العدلي كونه صديق العمر بالنسبه له وهكذا ذهب نجم ناصع نقي من نجوم العراق بسبب طيش وحماقة ......
رحم الله تعالى الدكتور الشهيد رياض أبراهيم الحاج حسين ورحم الكثير من المخلصين الأبرار ..
869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع