لن يصمد حزب الله بعد سقوط بشار؟
بقلم: صديق المجالس الدائم
هل يصمد حزب الله بعد سقوط الأسد؟
كل التحليلات تؤكد بأن حزب الله في لبنان لن يستطيع الصمود في مواقعه وقوته بعد سقوط نظام حليفه الاستراتيجي نظام بشار الأسد. فحزب الله – حسبما تشير التحليلات المتخصصة- لم يعد يمارس نفس المستوى من السيطرة على مؤسسات الدولة حيث إن أمراً أساسيا قد تغّير في لبنان، فـ"حزب الله، وكيل سوريا لفترة طويلة بلبنان قد أصبح وحشاً جريحاً ، وهو يمشي على خط رفيع يفصل بين حماية ممتلكاته وتقديم مساعدته لنظام على وشك الانهيار خلف الحدود. كما أنَ كل الحقائق والتحليلات تؤكد بأن حزب الله لن يستطيع الصمود في لبنان بعد سقوط الأسد، وبشأن قدرة حزب الله على تحمل زوال نظام الأسد فالجيش اللبناني حصل أخيرا على الغطاء السياسي، من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي بشكل أساسي، لمواجهة حزب الله وحلفائه ووقف العنف بمدينة طرابلس شمالي لبنان.
كما أن الجيش اللبناني اعتقل مؤخرا مسلحين من عشيرة المقداد التي لديها ارتباطات بحزب الله وصادر شاحنتين مليئتين بالأسلحة وهي التي قامت باعتقال مواطنين سوريين في لبنان واحتجازهم كرهائن مقابل مواطنيها المخطوفين في دمشق!!... . وأن هذا الاعتقال له أهميته السياسية البارزة. إنه يعني أن رئيس الوزراء اللبناني والرئيس لم يعودا راغبين في تهديد استقرار لبنان بمنحهما غطاءاً كاملا لحزب الله كما اعتادا على ذلك منذ يونيو/حزيران 2011، عندما تشكلت حكومة في لبنان يهيمن عليها حزب الله.
من الواضح تماماً أن نظام الحكم في سوريا يخسر كثيرا في لبنان، كما أن حزب الله لم يعد يمارس نفس المستوى من السيطرة على مؤسسات الدولة اللبنانية كما كان، فهو يخسر على مستوى الشارع العربي باعتباره حليفا لدكتاتور ظالم يقتل شعبه. كما أن سيطرة حزب الله في لبنان بدأت تتآكل منذ اعتقال صديق بشار الأسد ومستشاره الوزير السابق ميشيل سماحة فيما يتصل بالقبض على متفجرات كانت معدة للاستخدام بشمالي لبنان.
إن فقدان الشعبية في المنطقة شيء، لكن فقدان حزب الله لدائرته داخل لبنان شيء آخر لا يمكن أن يتسامح معه. فالانتخابات البرلمانية المقرر لها العام المقبل، وحزب الله لا يفضل المخاطرة في هذا الشأن. فهو على استعداد لعمل أي شيء للحفاظ على سيطرته على لبنان. وكذلك إيران مستعدة أيضا. كما أن إيران تبذل أقصى ما يمكنها لإطالة عمر نظام الأسد، ومن المرجح أن تفعل في لبنان أكثر مما فعلت في سوريا للحفاظ على نفوذها بلبنان. فإيران لا تستطيع فقدان الاثنين.
إعتقال القوى الأمنية اللبنانية الحكومية للوزير ميشيل سماحة الصديق المقرب لبشار الأسد وحسن نصر الله، بخصوص ضبط السلطات الأمنية اللبنانية لمتفجرات كانت معدة للاستخدام بشمالي لبنان، واتهمته السلطات اللبنانية هو ومدير الأمن القومي السوري الجنرال علي مملوك بـ"التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية" واغتيال شخصيات سياسية ودينية لبنانية.
العاصفة السياسية التي رافقت اختطاف السوريين في لبنان خمدت تقريباً بعد اعتقال الوزير سماحة على الفور، ولم يعلق حزب الله على الاعتقال، لكن رئيس الحزب حسن نصر الله قال لجمهوره إنه وحزبه لا يستطيعان السيطرة على الشارع ملمحاً بصورة غير مباشرة إلى احتمال وقوع المزيد من أعمال الفوضى.
في هذه الأثناء، فشلت الحكومة اللبنانية التي لا تزال تحت هيمنة حزب الله في معالجة أي من القضايا المحلية مثل توفير الخدمات العامة والاستقرار الأمني. وبدأ العديد من الطوائف والفئات الاجتماعية بما فيها الشيعة بالجنوب والضاحية في التظاهر احتجاجا على فشل الحكومة، خلال الأشهر القليلة الماضية احتجاجا على انقطاعات الكهرباء.
حاكم سوريا وجزارها هو كما وصفته احدى الصحف ((ميت على قيد الحياة!!))، حيث إن بشار الأسد لم يتوصل إلى قناعة بأنه ميت على قيد الحياة، لكن حزب الله توصل إلى ذلك. ومع ذلك، لا يعني هذا أن حزب الله سيغيّر موقفه تجاه سوريا كما غيّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفها. وإذا فعل حزب الله ذلك، فسيفقد خطوط إمداده من إيران، لذلك فإن الهدف الرئيسي لحزب الله هو تفادي انفجار كامل بلبنان قبل الانتخابات البرلمانية.
ويبدو أن حزب الله لديه مصلحة في الاحتفاظ بمستوى متوسط من العنف بالشارع اللبناني حاليا، لكن كلما طال بقاء الأسد، كلما كبر خطر أن يتفجر الصراع الطائفي في لبنان، فحسن نصر الله يشعر تماما ان سقوط بشار معناه انقطاع الصلة مع اسياده في طهران، وانقطاع الامدادات اللوجستية، كما ان سقوط نظام بشار يعطي دفعا وزخما معنويا لقوى 14 آذار والقوى المتحالفة معها لاعادة السيطرة على الشارع اللبناني عودة السيادة للجيش واجهزة الامن اللبنانية وللسلطة وانتهاء سيطرة الميليشيات على الشارع، ان تطورا كبيرة تتسارع في لبنان والمنطقة بانتظار سقوط نظام الحكم الدموي في دمشق..
918 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع