قد يساعدك الرب لتكفّر عن ذنب أحدثته في وقت مضى ،وكنت فعلت ذلك وقد فعل الله ذلك،ذلك الذي فعلته هو إيذاء قطط ولدت للتو،وذلك الذي فعله الله أنه ساعدني في الحصول على فرصة ثانية للتعويض وللتكفير عن الذنب الأول ،ووجدت قططا صغارا بعد سنين من الحادث الأول وضعتها القطة الأم بين أكوام من الطابوق المفخور القاس وكان عمال يشتغلون وكان مؤكدا أنهم سيتسببون بقتلها جميعا دون شعور منهم،ونقلتها الى مكان آمن وشعرت بالإرتياح .
في مرات تكررت كنت أفعل الشئ ذاته ،أساعد في إنهاء معاناة حيوان،وفي مرات كنت أعمل على توفير موت مريح كما حصل معي حين وجدت عصفورا يحتضر وكان ملقى على طريق المارة الذين تجمدت روح الرحمة في دواخلهم،وضعته على ورقة وجعلته في الظل بعيدا عن المارة السيئين لكني لم أضمن له أن لا يقتل قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة من قبل قط متهور أو قطة طائشة تمر به.
صديقي ماجد كان يخدم في الجيش وكان يسير لمسافة طويلة من مدخل المعسكر حتى مكان تجمع الجنود وقد يحظى بسيارة تقله وهذا أمر كان من النادر حصوله لكنه كان يسير الى جانب الطريق المعبد بالإسفلت،وجد في ذلك الصباح حمارا كسرت ساقه وكان متعبا للغاية وقد أرهقه المرض والالم،بذل ماجد جهدا جبارا لنقل الحمار الى مكان لايتعرض فيه الى خطر الدهس أو فقدان كامل للكرامة ،وصل الى مكان التجمع بعد نصف ساعة وكان الضباط حضروا وبدأوا بتفقد الجنود والتأكد من أعدادهم ،كان ماجد عرضة لعقوبة قاسية كما هو الحال في كل معسكرات الجيش العراقي في ثمانينيات القرن الماضي ،سأله الضابط الكبير عن سبب تاخره ؟وشرح له الأمر تفصيلا،الصدفة التي هي خير من ألف ميعاد جعلت الضابط يمر بماجد وهو يعاين الحمار ثم يخفف عنه عذابه وينقله بعيدا عن الطريق والسيارات وعرف الجندي وتأكد منه..قال له ،أنا كنت أنظر إليك وأنت تفعل ذلك وسامحه.لابأس أن نتوقف من أجل أن نعمل شيئا لنصرة المستضعفين من البشر والحيوانات.
قبل أيام رفض ذكر نحل مغادرة السيارة وأضطررت لإحكام غلق زجاج النوافذ فيها بعد ركنها في مرآب،حين عدت وجدته ميتا وحزنت،كانت الحرارة قاسية والهواء لم يكن متوفرا والشمس كانت حادة للغاية،وأخيرا مات المسكين،وتوفرت فرصة أفضل لذبابة في المرة التالية،كنت أريد النزول من السيارة والذبابة ترفض المغادرة من النوافذ المفتوحة،ستموت.ولن أسمح بذلك،فالحرارة عالية والهواء سيكون شحيحا،بذلت جهدا حتى طردتها ومضت في حال سبيلها.
أضحك في سري لكني أرغب بإستمرار مايريده الله منا أن نفعله على الدوام من الرحمة والتسامح والعطف والرفق وحتى الشفقة بالناس والحيوانات،والطريق الى الرحمة بالناس يبدأ من الرحمة بالبهائم،لذلك علم الله نبيه محمدا أن يرفق بالكلاب والنعاج وأن يرعى نعجات في الصحراء ويجبر كسر واحدة منها ثم ينهى عن إيذاء كل حيوان،مانفعله في حياتنا مختلف فنحن نقتل بعضنا بأخس الأساليب وأشدها وحشية وننكل بالأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ.شاهدوا التلفاز لطفا لتعرفوا أكثر عن القتل بدم بارد.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
906 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع