كانت النظرات الزائغة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال حضوره لقمة طهران ال16 لدول عدم الإنحياز تعبر عن الحيرة و التخبط أكثر من تعبيرها عن الثقة و الإطمئنان ، فالرجل و حكومته في وضع لا يحسدان عليه بالمرة ، والعراق تحت ظل حكومته الفاشلة و الناقصة حتى اللحظة رغم مرور سنوات عديدة على تشكيلها منذ الإنتخابات الأخيرة قد صنف نهائيا ضمن تصنيف ( الدول الفاشلة )! وهو الإنجاز المتميز الذي حققه حزب الدعوة
الإيراني الحاكم وهو يقود العراق من فشل لفشل ومن نكبة لأخرى ، وبما عزز الهيمنة و السيطرة الإيرانية شبه المطلقة على شؤون العراق الخاصة و العامة وحوله لحديقة خلفية لمصالح النظام الإيراني و مغامراته و ألعابه البهلوانية في مقاومة الحصار الدولي المفروض عليه و بالشكل الذي ورط الإقتصاد العراقي المهدد بالإنهيار التام بسبب تلاعب مافيات الإقتصاد الإيراني بالإقتصاد العراقي الهش أصلا.. ورغم أن مفهوم عدم الإنحياز قد تعرض لمتغيرات كبرى منذ عقد مؤتمر باندونغ الذي أسس لتلك الحركة الدولية عام 1955 وحتى الواقع الدولي الراهن إلا أن دول العالم الثالث ظلت ترفع شعارات عدم الإنحياز رغم إفراغها من مضامينها الحقيقية.. وتلك قصة أخرى و مختلفة بالمرة ، ولكن لوحظ في مؤتمر طهران الأخير بأن قيادات النظام الإيراني قد إهتمت بالتظاهرة الإعلامية لذلك المؤتمر وحاولت تجيير قضايا صراعاتها مع العالم من أجل التوافق مع المطالب الإيرانية ، كما لوحظ حضور عدد من القيادات الإيرانية السابقة كالرئيس الإيراني الأسبق و احد أعمدة نظام الخميني الراحل هاشمي رفسنجاني للمؤتمر ، كما لفت إنتباهي حضور رئيس مجلس القضاء الإيراني الأعلى السابق وولي العراق الفقيه الذي يحتوي حزب الدعوة و مرشح علي خامنئي الشخصي لتولي قيادة المرجعية الشيعية في العراق بعد رحيل السيستاني وهو آية الله محمود شاهرودي ( الهاشمي سابقا )!! ولا أدري حقيقة الصفة التي يحظر بها مرجع ديني لمؤتمر سياسي دولي!! وهي خلطة إيرانية عجيبة و غريبة و مثيرة لألف تساؤل وتساؤل ؟ ولكنها البهارات الإيرانية التي تحاول صنع إنتصارات وهمية سيحصد من روج لها نتائجها قريبا جدا ، وطبيعي القول إن النظام الإيراني يحمل على أكتافه ازمة حليفه الوثوق و المخلص النظام السوري الذي يتعرض لنيران ثورة شعبية سورية كبرى وشاملة يأبى نظام الولي الإيراني الفقيه الجامع للشرائط كما يقولون الإعتراف بها و يعتبرها مؤامرة أمريكية صهيونية خليجية رجعية إمبريالية ناصبية سفيانية أموية..إلخ.. رغم أن الضحايا وهم بالآلاف قد هزت صور جثثهم المرعبة العالم بأسره إلا أن المعسكر الإيراني لايريد أن يرى شيئا ويصر على إختراق العدالة الإنسانية المفترضة و يهذي بخرافات و أكاذيب مخجلة و سقيمة ، وطبعا فشل النظام الإيراني في تسويق ترهاته إسلاميا وكان لموقف الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الشجاع و المتميز دور مركزي في فضح التواطؤ الإيراني المعيب مع قتلة الأطفال و الحرائر في الشام من جند ( شمر بن ذي جوشن العصر الحديث بشار المجرم و بطانته من القتلة و الأوغاد ).. المهم إن المعسكر العدواني ممثلا في النظام الإيراني و توابعه من أهل الأحزاب الإيرانية الصفوية وعلى رأسهم حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي حاولوا إستغلال المؤتمر الدولي لفك عثرة النظام السوري القاتل فكانت النتيجة هزلية فيما سمي بالمشروع العراقي لحل الأزمة السورية؟ وهو مشروع ولد ميتا وفاقدا لأدنى درجات الحياة بسبب أن الطرف الحكومي العراقي ليس محايدا في النزاع بل أنه طرف مركزي من أطراف الصراع و الموقف العدائي للمالكي و جماعته من الثورة السورية واضح و بشع و لا يتناطح عليه عنزان رغم أن عراب ذلك المشروع وهو النائب المدعو عزة الشاهبندر حاول إصطناع بطولة بهلوانية دبلوماسية عبر إدعائه بأنه تحاور مع النظام و المعارضة في سوريا ؟ ولكن من يعرف الوقائع يعلم جيدا بأن عزة الشاهبندر ليس سوى ظل و تابع ذليل للواء الإستخباري السوري محمد ناصيف خير بيك المستشار الأمني لبشار أسد و الذي يعتبر عراب أهل المنطقة البغدادية الخضراء وحامل ملفاتهم السرية و معلمهم الكبير! ، وطبعا المشروع العراقي رفض من قبل جميع أطراف المعارضة السورية لأنه لا يتضمن حقيقة أساسية وهي أن النظام السوري قد إنتهى بالكامل و إنه لا إمكانية حقيقية تتيح إعادة تأهيله وجعله قابلا للحياة بعد كل المجازر التي جرت ، و الطريف إن نوري المالكي العاجز عن معالجة ملفات الفشل العراقية و الفاشل في عملية إدارة الصراع الداخلي في العراق يتنطع لأدوار إقليمية أكبر منه و من إمكانياته كثيرا!!.. فهل من فشل في بناء وطنه و حماية شعبه يتمكن من تعويم و إنقاذ الآخرين ؟ إنها نكتة الموسم بكل تأكيد ، فالفاشلين لا يصنعون التاريخ أبدا ، بل أنهم عالة عليه ، و الثورة السورية أطهر كثيرا من أن يدنس صفحاتها الجهادية العطرة أتباع النظام الإيراني و جمهرة الأحزاب الصفوية... الثورة السورية ولدت لتنتصر ، وستحيق الهزيمة النكراء بمعسكر الفاشية و الإرهاب و مشاريعهم الفاشلة التي سيكون مكانها الحقيقي مزبلة التاريخ...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع