عبدالله عباس
لأنها أحبطت حلم النضوج للامة العراقية :دعوة لاعادة تقيم ماحدث في 14 تــــــمـــــوز عـــــام 1958
انها دعوة مخلصة من اجل تأريخ : لأنه ‘ أولاً ‘ أن ماحدث في العراق في يوم 14 تموز عام 1958 يستوجب أعادة النظر في تقيمنا له كعراقيين ‘ والحقيقة التي يتهرب منها كثير من ذوي العلاقة بهذه المهمة يفرض استجابة لهذه الدعوة ‘ حيث يعرفون حق المعرفة ان ماحدث في ذلك اليوم لم يكن بشائر الخير للعراقيين ‘ وظهرت هذه الحقيقة في اول بادرة صراع بين قطبي قائمين بعملية التغيير في ذلك اليوم ( قاسم – عارف ) والطريقة التى اختارها الاول لمعالجة الازمة والموقف الثاني ومن كان معه في تصدي ‘
كانت اول اشارة لاختيار( الانتقام ) وبالتالي اللجوء الى العنف لكل التغييرات التي حدثت لاحقاَ والتي أدت الى فعل ورد فعل انتقامي بأنتهاك كل الاختيارات الوطنية لمعالجة جروح العراقيين ‘ الى أن أدى بالتالي ألى افراغ الساحة الوطنية في العراق من إلارادات الوطنية التى تم تصفيتها عن طريق اللجوء الى الانتقام بحيث فسح كل تلك الاحداث ولاول مرة في التأريخ ان ياتي احقر قوة غاشمة ليحتل عراق التأريخ تحت عنوان ( تحرير العراق ...!!) ومنذ ذلك اليوم : 9 نيسان 2003 ينزف دم العراقيين .
بل أن نزيف الدم والخراب في أقليم كوردستان ‘ كان من نتائج التغير الذي حصل في 14 تموز 1958 حيث ان العسكرين الحاكمين بعد ذلك التأريخ عندما أنكرو المادة الثالثة من الدستور المؤقت فتحت بذلك باب امام ظهور بوادر التفرقة في لحمة الوحدة الوطنية العراقية ‘ ليس هذا فقط بل ان إختيار الحكام العسكريين طريق تجيش القوة لتحدي مشاعر القومية المشروعة للكورد حيث لجاءت منذ ايلول 1961 الى عمليات ارض المحروقة وفرض حصار الاقتصادي على اقليم كوردستان بذلك ورطت الدولة العراقية في الحرب الذي ادام عشرات السنين وتداعيات وإفرازات ذلك الاختيار لايزال مستمرا ويهدد بتقطيع العراق .
و من يريد ان يوصل للتقييم الصادق لما حدث في 14 تموز 1958 سيصل الى نتيجة يقول ان هذا النزف بدأ في ذلك اليوم عندما فتح اول جرح وسقط بذلك جهد بناء الامة العراقية وبالتالي وبمرور الزمن سقطت ارادة العلاج الوطني تحت ضربات الانقلابات الانتقامية التي غيب وبشكل ممنهج الارادة الوطنية التي كانت يستهدف إعادة بناء الامة والدولة في العراق التي تحترم إرادة كل المكونات وإختياراتهم و فسح بدل ذلك مجال لزرع روح الانتقام والحقد وعدم سماح لقراءة إيجابيات تأريخ هذا الشعب وبدل ذلك فتح الباب لكل شيء ( وأي شيء ) يؤدي إلى تعميق الجراح والفرقة .لانهدف من هذه الدعوة اتهام الاشخاص ‘ اي شخصنة التأريخ والاحداث ‘ بل انها دعوة لعل الاستجابه لها ومناقشة صفحات الاحداث بالموضوعية مع وجود الارادة الوطنية يؤدي الى رؤية الضوء في نهاية النفق الذي ورطنا في عمقة ( اشرس عدو لارادة الشعوب الحرة – الادارة الامريكية القبيحة بل وحشية وحقيرة في ثوب ملون يظهر امام ساذجين : محرر ومدافع عن حقوق الانسان ولكن فقط لصالح اشرس حركة عدوانية لمعنى الحرية الحقيقية – الصهونية العالمية ) ‘
نعم، يمكن القول: أن عبدالكريم قاسم كان رجلاً نزيهاً ووطنياً، ويمكن القول انه الزعيم الوحيد في التأريخ العراق الحديث وصل الى موقع القياده العراقيه بدون اي(دعم) اجنبي، وانه كان يحلم بصدق ان يبني عراقا مزدهرا يعيش فيه الشعب بالسعاده والرخاء وهو كان يحب كل العراقيين وبدون اي تفرقه ، وكان رجلآ ورعا ومتواضعا وصادق النيه ...بالاختصاركانت به كل الاوصاف التي تتجسد با لانسان النظيف،رغم انه في موقع القياده، ويستحق هذا الرجل الطيب كل الاحترام، ولا تستبعدوا ان طيبته اوصلته الى هذا المصير، لم يسمح له ان يحتل ذراع من الارض العراق قبرآ له، حيث تم رمي جثمانه الممزق بطلقات الناريه،وبموافقة صديق عمره الراحل عبدالسلام محمدعارف في نهر ديالى!! والله وحده يعلم بمصيرذلك الجسد .......
وكان العراق في اول خطواته لتاسيس بنيان (الامه العراقيه)، وبدون قراء دقيقه لتاريخ العراق، وفهم لواقعه الجغرافي وانتمائه الاقليمي والدولي معقد !!هل كان يكفي حلم اشباع جياع وانقاذ كادحين من الظلم الاقطاع، وتعبيد الشوارع والطرق، ورفع شعار محاربة الاستعمار(كل الاستعمار!)؟هل يكفي الحلم الصادق النيه لتحقيق ذلك؟
عندما اقراء سيرة ذلك الرجل الطيب عبدالكريم قاسم الذي اتهمه اعداءه ب(قاسم الشعب) مع انه يحلم بتوحيده، اشعر ان الرجل من كثر طيبته لم يفكر بكل هذه التعقيدات، غير انه من تفكيره بالاحلام المثاليه الطيبه لاسعاد الشعب العراقي، وبدون أي تعمق في الوضع العراقي، والتخطيط الدقيق والمطلوب في حالات التغيرللمستقبل.
ومن هنا، يشهد الله اني احزن لهذا الرجل الطيب ومصيره المؤلم –وافكربمدى وحشية الذين اغتالوه، ليؤدي افرازات ما قامو بعمله بهذا الرجل ، لينعكس على الاحداث الان و في بداية الالفيه الثالثه ، ومؤثرا كذلك في حياة العراق ، وشعبه الطيب الى ما وصل اليه! !وكل ما اراجع تاريخ تلك الاحداث اجزم انه حتى عبدالسلام عارف الذي كان هو قائد التغير السىء في تاريخ العراق الحديث، حتى هو ماكان له ان يفكر بتنفيذ المطلوب منه بشكل منظم ومدروس،و بعد اسقاط الملكيه وما قام به بعد ذلك،واغراه بريق الاستقبالات الحاره في الشوارع، لم يكن له ان يفكر باهمية الشرق والشمال والجنوب و الوضع العام في العراق!! وعند مراجعه وتدقيق وقراءه ما حدث في العراق منذ 14 تموز1958و الى 9نيسان 2003 ، من الضروري ان يدفعنا ذلك وبالاعتماد على التاريخ والاحداث ونتائجه الى سؤال مهم: هل ان ا لقيام بالانقلاب التي سمي بثوره 14 تموز كان من الضروريات الملحه ؟ وهل فتح الطريق نحو التغير المطلوب وحسب متطلبات الشعب العراقي ومصلحته الوطنيه العليا؟
بدآ لتوضيح امام القاريء الكريم. عندما سقط النظام الملكي في العراق وتم تأسيس الجمهوريه انا كنت في بدايه الشباب وكنت املك معلومات ضئيله وافهم شيءقليل من المعاني والاحداث على الساحه السياسيه ؛ ولكن في مرحله الاخرى من عمري اواسط الستينيات وبداية السبعينات القرن الماضي وبحكم عملي في الصحافه والاعلام ومشاهداتي مايحصل على ساحه بلدي دفعني ان اتفرغ في كثير من الاوقات للقراءه الدقيقه لمرحلة النظام الملكي ، ومن المصادر الموثوقه ، وكذلك اسمع الناس الذين عاشوبعض من تفاصيل تلك المرحله،-- وبعد هذه الفتره، ويوما بعد يوم، اصبح لديه قناعه ان ماحصل في 14 تموز 1958 وماتلى هذا الحدث من توابع وافرازات(بغض النظر عن حسن النيه القائمين بالحدث وفي المقدمه الرجل الطيب الذي استشهد عقابا لطيبته وعشقه لشعب واحلامه المثاليه)-- وكنت في بعض الاحيان اشعر بان هذا الحدث هو بدايه الفتنه في العراق ، بل ايقض ودفع كل من يطمع بالعراق ان ينبش التاريخ ، وكانت البدايه لضهور كل السلبيات، وشجع وبشكل المنظم بدفعها الى الواجهه، شيئا فشيئا ، وبدات بالتاثيرعلى هذا البلد ، وعلى كل انسان ينتمي اليه!! وارجو من القراء والمعنين بالاحداث ان يقيمو ما حدث، بلغه بعيده عن التفلسف في التسميات الاشياء، وتقييم الاحداث بدافع سياسي معين ؛ انما ينطلق من فهمه لواقع العراق كانسان منتمي بعمق لهذا الوطن ، والتاريخ المشترك بين كل مكونات الشعب العراقي ا لطيب، وليس كما يراد له ان يصور تراكم الاحداث بشكل مصطنع عمدا....
منطلقا من هذاالفهم—اعود لاتذكر بعض الصورالتي تتحدث عن مسيرة العراق لبناء(الامه العراقيه) العصريه بجميع مكوناته الاثنيه والقوميه منذ تاسيس ما سميت بالحكومة الوطنيه برغم كل ما قيل عنها-- ولكن اصرارالعراقيين على بناء مستقبلهم في اول خطوه لتاسيس الجيش العراقي وطني ، والعمل لكتابه الدستور، ليكون ركيزه لبناء الدوله الطموحه-- كل ذلك كان من المطلوب ان يدفع بالمهتمين بمستقبل العراق ان يدعوا الى الحكمه والعمل الجماعي لترجمه هذه الخطوات الى العمل...فكانت الرساله المشهوره للمرحوم فيصل الاول التي استعملها بعض الاعداء ذريعه ضد الملك وضد الشعب العراقي، مع ان الرجل يحدد السلبيات ويتحدث عن العراق وعن مستقبله، وما هو المطلوب الى معالجه السلبيات ولايقصد الاساء الى العراقيين------
اتذكرمن صفحات العهد الملكي ومن الناس الصادقين في احاديثهم ، انه كان في ايام العاشر من محرم وهو يوم مقتل سيدنا الحسين،هذا اليوم الذي كان يحيي ذكراه كل العراقيين من اقصى شمال العراق الى جنوبه انذاك، وكان الصحفي الرائع حسن العاني يروي لنا ان اصدق ذكرى في هذه المناسبه و يذكرني ببشرى ميلاد الامه العراقيه ؛ ان اطفال منطقتنا ذو الاغلبيه السنيه عندما كانو يتهيئون لتمثيل(تشابيه) تجسيدا لمأساة كربلاء ، كان اكثريتهم يرفضون ان يمثلون يزيد او أي واحد من الرموز المسؤوله عن مذبحة كربلاء ، باعتباران هؤلاء هم من أسا ءو لال النبي(ص)، وهم اول من فتح الباب لاحداث الانشقاق الاسلامي الذي استفاد منه اعداء الاسلام.ولايزال--- ؛وصوره اخرى من ذلك العهد انه كانت هناك حرية للكورد في قلب العاصمه العراق السياسيه والثقافيه والاجتماعيه،و كانت بنفس اتساع الحرية التي كانو يمارسونها في قلب اقليم كوردستان، ولم يكون هناك عراقي يتحسس عندما تسلم رئاسة الوزراء العراق شخصيه كورديه، وعندما كان تسلم وزارة الداخليه شخصيه الكورديه ايضا وهو سعيد القزاز، ولم يسجل في سجل الاحداث ان أي من فئات الاخرى من الشعب العراق اعترض اوطلب حصته من وزارات اخرى ، مقابل هذا الاختيار ، وكانت هناك جمعيات ونوادي كورديه ناشطه في بغداد، لم يكن له وجود لمثيلاته حتى في المدن الكورديه، ولم يكن أي عربي يتحسس من هذا الوجود، ولا الكورد يستغلون هذه الحريه والانفتاح لاغراض تمس وحده العراق،--انني
من خلال التذكير بهذه ا لنماذج الشعبيه والبسيطه للحياة العراقيين في الزمن الملكي ، اقصد ان العمل الهاديء لبناء الامه العراقيه الذي كان يجري اولا من اوساط الكادحه وبدأت منذ الاربعينيات القرن الماضي الولاء في المدن لصالح الامه يتسع ، وفي الريف بدأت معالم الشعور بالانتماء يزيد عن الولاء للعشيره----و عندما نريد قراءة التاريخ ودراسه طموحات الانسان في لحظات ا خفاقاتها ونجاحاتها،فمن الضروري ان نتعلم من هذه القراءه الدروس والعبر، ومع الاسف ان الذين قاموا بتخطيط وتنفيذ التغير في 14 تموز1958 ؛ لم يقرأو تاريخ بلدهم جيدا، الذي خرج من ظلم الامبراطوريه العثمانيه توآ،ووقع تحت الاحتلال البريطاني الذي كان اكثر وضوحا في النيات السيئه للهيمنه من الاحتلال العثماني الذي سبقه، حيث لم يكن يملك المبررات الدينيه والروحيه والاخلاقيه، كما كان للاحتلال السابق ؛وخلال الاحتلال العثماني واجتياح البلد من قبل الانكليز لم يستقر العراق وشعبه ولم يخطو خطوات نحوه الاستقرار المنظم الا بعد 1921 ----ومن الجدير بالذ كر ان
بعض المصادر تتحدث عن تاثير ما قام به الظباط الاحرار في مصر على قادة الجيش العراقي الفتي ، واذا كان هذا صحيحا فان هذا بحد ذاته د ليل اخر على ان عبد الكريم قاسم ورفاقه(ودائما بغض النظر عن نياتهم الطيبه!) ليسوا فقط لم يقرأو تاريخ بلدهم الذي تم استلامه من احتلال متشابك(العثماني) الى احتلال واضح المعالم والنيات(الانكليزي) ؛فهم لم يقرأو تاريخ المنطقه وامتهم ايضا فحسب،بل انهم لم ياخذو العبر والدروس منه.....ان مصر رغم انها كانت ايضا تابعه لامبراطورية العثمانيه وبعدها الاحتلال الانكليزي ايضا-- لكنها ولفترات زمنيه طويله احتفظت بالاستقلالية و الاراده الشعبيه،واستطاعت الحفاظ على كيانها المنظم،الذي ضمن لها في كثير من الانعطافات الحاده في المنطقه على تقويه روابط الوحده الوطنيه من خلال نشاطات احزاب وجمعيات وطنيه منتميه الى قلب المصر...وهذه الظاهره لم يراها المجتمع العراقي ---
وان العراق ومنذ سقوط الدوله العباسيه وهو موقع لتجاذبات والصراع لكل القوى في المنطقه، وبعد الاجتياح المغولي الى قيام الدوله العراقيه سنه1921 لم تسيطر على العراق قوه تستند على اهلها وتاريخها وهذه الحقيقه بحد ذاتها ظاهره تاريخيه خطيره ومهمه ، كان من المفروض ان تكون امام كل من يبحث عن التغيرات، اذا كان هدفه بناء العراق وحرية شعبه،لان الحقيقه التاريخيه تؤكد ان العمل لبناء الامه العراقيه لايمكن ان يستند على االعنف فقط، لان كل قاريء لتاريخ العراق وهومحب لشعبه كان من المفروض ان يكون بمستوى الفهم والمسؤليه ؛واي عمل كهذا وعلى اساس هذا الواقع الذي قام عليه العراق بعده 1920 يعني فتح الابواب الجهنم على العراق والعراقيين من قبل كل طامع بالارض السواد!! وهذا ماحصل. وكما أشرنا في مقالنا اسبوع قبل الماضي،من الضروري ان يكون هناك اختصاصين يتحدثون بلغة بسيطه للعراقيين؛ ان هذا البلد و ناسه الطيبين ابتلو بعد احداث 14 تموز 1958 باشباه سياسين وحكام طائشين لما يسمى بالاحزاب العلمانيه عموما،وكذلك واليساريه خصوصا، بل ان قادة بعض الاحزاب وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي تصرفو بشكل فوضوي وفتحو كل الابواب السلبيه على مستقبل العراق، وكذلك القوميين العرب الذين تصرفو بشكل اكثر فوضويه ،وان التسرع غير ناضج وعدم الفهم للواقع العراق،وواقع الامه العربيه قدظهر بشكل جلي، وتبين ان طموح والهدف ليس العراق بل وصول الى كرسي الحكم وبسرعه، وان الشيء الذي كان اكثر ايلامآ في ذلك المشهد كان بعد 1963، و اثبت ان هؤلاء القاده (ادعياء اليسار والعصرالحديث)( وادعياء القوميه والوحده الفوريه)! ! انهم عملو بشكل مفضوح لاحياء روح العائله في المدينه ، وتعزيزالولاء العشائري في الريف ، تلك الظاهره المتخلفه التي اشار اليها الملك فيصل الاول وبين خطورتها بانها حجر العثره امام بناء الامه والدوله العراقيه العصريه والمتماسكه----
ان اي قراءه واقعيه وبدون أي رتوش بقصد اخفاء الحقائق لهذا السبب او ذاك ، او خوفا من سمعة تلك الاتجاه السياسي او تلك، يظهر كيف ان سير الامور بشكل سطحي ومتسرع ظهرت نتائجه فيما بعد،وكانت في البداية مذابح كركوك والموصل وبغداد وبعض المدن الاخرى ...ومن ثم التوجه الى تبنى اتهامات سطحيه ومتسرعه طريقا لاظهار الولاء للعهد الجديد ؛وانا شخصيا كمنتمي الى الشعب الكوردي اتذكر سطحية تصرف بعض الشخصيات السياسيه من خلال الافتراء وتوجيه التهم الملفقه الى بعض الشخصيات الكورديه في السلطه الملكيه او بعض المسؤلين البارزين الذين عملو في اقليم كوردستان فقط من اجل اظهار اخلاص للوضع الجديد غير واضح المعالم ؛ وعلى سبيل المثال ؛ ان بعض الجهات لم تتردد من جلب ام (خوله بيزه-تصغير لاسم محمود) وهي امراء اميه وخوله هذا او(محمود)كان رئيس عصابه وقاطع الطريق ازعج اهالي مناطق شهربازار وبعض المناطق الاخرى عن طريق السلب والنهب وارعب كثير من العوائل عن طريق قتل افراد الشرطه وهم من الاهالي تلك المناطق، وتمرد هذا الرجل الامي لم يكن له اى دافع السياسي مطلقآ، بل تمرده هو واخوانه على الخدمه العسكريه ، حيث قام هو واخوه بقتل الشرطي الذي ذهب لابلاغه بضرورة التحاق بالخدمه، وحضرت ام هذا القاتل امام محكمة ا لمهداوي (المسكين والشهيد) ودافعت عن ابنها كانه كان ثائرا من اجل تمتع الفلاحين والكادحي الكورد بحقوقهم الانسانيه ؛ بذلك شهدت على جرائم البشعه االتي ادعت انه ارتكبها اشجع قادة الجيش العراقي اثناء الحرب الفلسطينيه وهو(عمرعلى) حيث كان متصرفآ (محافظ) في السليمانيه وهوه بنفسه اشرف على انهاء جرائم تلك العصابه....ليس هذا فقط بل يتذكر كثيرين وبالحزن كيف انه وبنفس السطحيه ودون الحساب للماضي والغد الاتي لشخصيات الكورديه ذات وزن السياسي ؛ شجع بعض السياسين السطحين في المقدمه الشيوعيين الذين جلبو من السليمانيه عشرات من الاشخاص ليشهدو على (الجرائم المروعه!!)التي ارتكبها زورا وبهتانا الشهيد سعيد القزاز ذلك الشخصيه الكورديه الفذه الذى حصل موافقة تاسيس معمل سمنت سرجنار في السليمانيه بعد معركه باليد في مجلس الوزراء!! وبنفس تصرفات السطحيه وغير المدروسه في محافظات البصره والمدن الاخرى في الجنوب والوسط بل ان الاحزاب السياسيه في العراق وبعد مرور اقل من سنه اصبحوا عصابات مسلحه احدهم يقاتل ضد الاخر في الشوارع المدن---
ان كل شخصيه نزيهه ووطنيه عايشت تلك الفترات الحرجه والمريحه ايضا في زمن الحكم الملكي يشهدون على نزاهة اكثرية المسؤلين البارزين والمؤثرين في الحكومة الملكيه بما فيهم نوري سعيد الذي اثبت التحقيقات والوقائع انه ما كان يملك شىء يذكرمن الثروه ولا الاملاك حتى بقدر يليق بشهرته ونفوذه في العهد الملكي ، ولكن رأينا ايامآ في العراق بعد تموز 1958 اناسآ ماكانو يملكون لامال ولا ارضيه ولاطنيه اومكانه اجتماعيه ناهيك عن السياسه والثقافه اصبحو بين ليله وضحاها متحكمين بلاسواق التجاره والسياسه والمال من السحت الحرام ذلك فقط من خلال المتاجره بكلمات مؤثره في مجتمع (قلق وغيرمستقر) كمجتمع العراقي الذي معروف عنه سرعة التقلبات وصفة اطلاق التسميات من غير حدود، و نتيجة الاحداث وتقلبات السريعه رافقت حياة هذا المجتمع الذي اصبح بعد 14 تموز 1958 شضايا متناثره---
من البديهي ان القوه تاتي من مجتمع قوي يتشكل من انسجه مختلفه من قاعدته حتى قمته ، ومجتمع العراق كان يخطو في ظل النظام السائد منذ اواسط الاربعينات القرن الماضي بهذا الاتجاه بثبات مع انه كانت خطواته بطيئه بسبب بعض الاحداث السياسيه الداخليه والخارجيه ولكن العزم على السير بهذا الاتجاه لدى جميع الخيرين كان جدي وواضح والسلطه التنفيذيه كانت لكل العراقيين
1262 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع