قد يشك البعض والبعض ألاخر على يقين أن المنظمه الصهيونيه العالميه وراء تهجير يهود العراق ألى أسرائيل ولكي نصل ألى حقيقة ألامر لابد من الغور في تفاصيل مرت بشكل سريع في سرد بعض المؤرخين والكتاب ,
ولكن الحقائق لابد أن تظهر عاجلا أم أجلا وبذلك ننصف العراقيين وننصف يهود العراق , لم تكن بغداد الوحيده التي تضم اليهود بل كانوا في المدن جنوبا وشمالا ففي البصره كان 30 الف يهودي عراقي من أصل 150 ألف أكثرهم في بغداد وعدد منهم في الحله / بابل حيث أتوا أليها من أورشليم قبل 2700 سنه عند دخول نبوخذ نصر البابلي ليكونوا أكبر تجمع يهود في العالم وبعضهم كان في مدن شمال العراق ورغم أن بريطانيا وأسرائيل عملت كل مافي وسعها بتهجير اليهود ليس من العراق فحسب بل من أروبا حيث يقول بن غوريون:
( لن أخجل من ألاعتراف بالقول أني لو كنت أملك القوه كالأراده التي أملكها لصنعت مجموعه من الشباب اليهود ألاذكياء والمخلصين لدولة أسرائيل بالذهاب ألى أينما يوجد أاليهود الذين قنعوا بالعيش في تلك البلدان لينشروا بينهم الخوف والتفكير بالمجئ ألى أسرائيل بدلا من أستخدام الخطابات التي لاتنفع )
بهذه الكلمات وهذا النمط من التفكير بدأ برنامج ترحيل اليهود من العراق رغم رفض اليهود العراقيين لفكرة اللجوء لأسرائيل وترك العراق وخصوصا بغداد حيث كانوا يشكلون ثلث سكانها والمعروف أن اليهود هم سكان العراق كغيرهم منذ أنتقالهم من فلسطين ألى بابل في عهد الملك نبوخذنصر حيث أصبحت مدينة بابل أكبر مركز لتجمع اليهود في العالم قبل مجئ ألأسلام ولم يتغير ألأمر وضل اليهود يشعرون بأنهم عراقيون خلال الحكم ألأسلامي وصولا ألى نهاية الحكم العثماني في 1920 حيث بدأت القوى الجديده في المنطقه كبريطانيا وفرنسا وبدفع من المنظمات الصهيونيه التي بدأت تنشط في العراق وتمكنت من الحصول على رخصه رسميه للعمل في العراق بالتفكير بتأسيس دوله لليهود حيث تعتقد هذه المنظمه أن دولة أسرائيل أكثر أهميه من ألأفراد وعليه لابد لليهود أن يضحوا في سبيل قيام الدوله وهنا وجدت هذه المنظمه أن يهود العراق لايملكون الرغبه أو الدافع للذهاب ألى أسرائيل وهم عاشوا في وادي الرافدين جيل بعد جيل وحضارتهم جزء لايتجزأ من حضارة العراق حيث كان اليهود لهم مشاركه فعليه قديما أو حديثا ومنذ أعلان العراق كدوله مستقله أول وزير للماليه هو ساسون حسقيل كما كان لهم أستخدام العبريه حق دستوري وقد أستفاد العراق من مهارة اليهود في مجالات مختلفه وكان منهم مفكرين وأطباء ومعلمين بل كانت الفرقه السمفونيه العراقيه جميعها من اليهود ألامر الذي وصفه أحد أعضاء الهجانا بعد زيارته للعراق في عام 1941 بأنه أمرا غير مقبول ولابد من العمل على تغييره وأستثمار الصراع العربي الأسرائيلي لتأجيج المشاعر ضد اليهود وترحيلهم ألى أسرائيل وكان الفرهود هو أحدى النتائج التي سعت اليه ألمنظمه الصهيونيه ورغم ذلك في عام 1947 قامت الحكومه العراقيه بأصدار قانون يمنع من سفر اليهود ألى أسرائيل بأعتبارها كيان عدواني وقامت بسجن بعض من حاول الهروب لكن مع بدأ العام 1950 بدأت عمليات تفجير ضد اليهود أبتدأت في أذار من نفس السنه في أول حادثه قرب المعهد الثقافي ألأمريكي في بغداد حيث يجتمع كثير من شباب اليهود وفي شهر نيسان تفجير أخر في مقهى دار البيضاء في شارع أبو نؤاس وأنفجار ثالث في شركة بيت لاوي للسيارات وأنفجار رابع في شركة ستانلي التجاريه وفي 14 كانون الثاني عام 1951 القيت قنبلة يدوية على مجموعة من اليهود خارج كنيس مسعودة شيم , التفجير ادى الى أصابة 3 يهود بينهم صبي صغير اسمه اسحق الماشير, واصابة اكثر من 30 اخرين في اعقاب الهجوم , قفزت هجرة اليهود الى ما بين 600-700 في اليوم الواحد وفي نفس الوقت كان دولة أسرائيل ترسل عبر وكلائها رسائل تحذير لليهود من مذبحه جديده وتعدهم بجنسيه فور وصولهم وتسهيلات معيشيه ألأمر الذي دفع يهود العراق ألى التفكير جديا بالرحيل ولكي يتم ألأمر تدخلت بريطانيا بدعم أمريكي من الضغط على حكومة العراق بأصدار قانون يسمح لليهود بالهجره فتقدم مايقارب 40 ألف يهودي للتسجيل ولم يكن العدد مقنع لأصحاب برنامج ترحيل اليهود فحدثت تفجير أخر في مركز تسجيل اليهود ألأكراد ورغم أن التحقيقات أثبتت أن بعض التفجيرات كانت على يد أعضاء منظمه صهيونيه شعر اليهود أنهم مستهدفين سواء من قبل وكلاء أسرائيل أو أعداء أسرائيل ولم يكن لهم من يحميهم وقد أتهمهم البعض أنهم يحاربون ضد الجيش العراقي وقوات الشرطه في حركة رشيد عالي وألتي أستثمرها ألانكليز لتدخل قواتهم مدينة بغداد للقضاء على الحركه كذلك أثارة أعمال الشغب ضد اليهود ومع أختلاط الحقائق قامت بريطانيا بالضغط على حكومة نوري السعيد الذي أيقن أن بريطانيا العظمى وحلفائها لن تتوقف حتى يتم ألأمر لتسهيل عملية ترحيل اليهود مع منح الحكومه العراقيه كل أملاك اليهود المنقوله وغير المنقوله وألاتفاق على السماح بمبلغ 70 دينار لكل يهودي خارج من العراق مع 20 كيلو كحد أقصى للمتلكات الشخصيه وبذلك تم ترحيل جميع اليهود من العراق عن طريق الجو ولم يبقى سوى خمسة ألاف يهودي قرروا المغامره والبقاء في العراق بعد أن تعهدوا للدوله بعدم السفر خارج العراق لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر وتوقفت أسرائيل عن أفعال الترهيب حيث تعالت صيحات اليهود العراقيين في داخل أسرائيل بعد أكتشاف الكثيرمنهم الحقيقه حيث بدأو ينشدون في كل تجمع
----------------------------
ماذا فعلت يا بن غوريون
هربت بنا ألى هنا
بسب الماضي تنازلنا عن جنسيتنا
لنأتي ألى أسرائيل
ليتنا أتينا على ضهور الحمير لكي لانصل
ساعة سوداء هي كانت
الجحيم للخطه التي أتت بنا
------------------
لم يتوقف يهود العراق عن ترديد هذه الكلمات الحزينه حتى في ألأعراس حتى تعبت الحناجر وتوقفت عن ألنشيد ولكن الحنين ألى العراق لم يتوقف , يكشف نعيم جلعادي وهو عراقي يهودي من مواليد مدينة الحلة في (14/3/1929) عضو سابق في الحركة الصهيونية السرية عن خيبة أمل كبرى في دولة أسرائيل والذي اصدر كتاب على نفقته الخاصة بعنوان (فضائح بن غوريون) يقول فيه
-----
اليوم لا يوجد لدي اي شك في ذهني ان اعمال الشغب ضد اليهود في عام 1941 كانت مدبرة من قبل البريطانيين لتحقيق غايات سياسية, ديفيد كمحي كان قد تحدث علنا عن ذنب بريطانيا, كان مع الاستخبارات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية ومع الموساد بعد الحرب, في وقت لاحق اصبح المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلي , والموقف الذي حصل في عام 1982 عندما كان يلقي خطابا امام منتدى المعهد البريطاني للشؤون الدولية في لندن ردا على اسئلة عدائية حول غزو اسرائيل للبنان ومجازر مخيمات اللاجئيين الفلسطينيين في بيروت, كمحي لجأ الى الهجوم لتذكير المشاهدين بان هناك قدرا ضئيلا من الاهتمام في وزارة الخارجية البريطانية, حيث ان وحدات جورخا الهندية البريطانية شاركت في قتل 500 من اليهود في
شوارع بغداد عام أي ما يطلق عليه الفرهود هذا هو السبب في أنني أنشأت لجنة للتحقيق في إسرائيل تسعى إلى دفع تعويضات لليهود العراقيين الذين أجبروا على ترك ممتلكاتهم وأمتعتهم في العراق, ولهذا السبب انضممت الى الفهود السود في مواجهة الحكومة الاسرائيلية مع هذه
الشكاوى من اليهود في إسرائيل الذين جاؤوا من الأراضي الإسلامية. وهذا هو السبب في أنني كتبت كتابي , كتبت عما أسميه بالصهيونية المتوحشة وعن أول رئيس وزراء في إسرائيل (بن غوريون) لقد اكتشفتُ حقيقة ما وجدته في ارض الميعاد وزال الوهم على المستوى الشخصي وعرفتُ حقيقة العنصرية وبدأتُ أدركُ وحشية الصهيونية , يقول جلعادي بعد تنازلي عن الجنسيه الأسرائيليه وألاقامه في نيويورك أردت إخبار الشعب الأميركي ولا سيما اليهود الأميركيين بأن يهود البلدان الإسلامية لم يهاجروا طوعا إلى إسرائيل لقد نالوا كثير من ألأهتمام والحقوق طيلة حكم العثمانيون ولم يهضم أحدا حقوقهم لكونهم يهود، وبغية حثهم على الرحيل قتل اليهود إخوانهم اليهود ويضيف نعيم جلعادي , أدلي بمعلومات موثوقة عن ما عشته ولم أنقل أخبارا أو روايات من هنا أو هناك وقد بعت بيتي في أسرائيل لأدفع نفقات هذا الكتاب لكي يعلم الجميع أن حلم أسرائيل هو كابوس مقيت ليهود العراق
----------------
وأستمرعدد يهود العراق بالتناقص ولم يبقى منهم سوى عدد لايذكر وبهذا تنطوي صفحة يهود العراق وهم النخبه من يهود العالم لأجل أسرائيل حيث كان بن غوريون بحاجه ألى يد عامله رخيصه فوجد في يهود العرب ضالته أما الحديث عن تعويضهم فلن تعترف أسرائيل بفعلتها كذلك لن يجد اليهود العرب من يدافع عنهم من المسلمين بسبب الصراع العربي ألاسرائيلي وبهذا يصبح يهود العراق مجرد ذكرى حزينه تجد لها أثرا هنا وهناك في تأريخ العراق
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
922 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع