الفرس العراقيين

                                           

                                بقلم:الصقر

موضوع كتبته قبل حوالي عشرة سنيين عندما كانت لجنة كتابة الدستور تواصل اجتماعاتها للتوصل الى اتمام كتابته وعرضه للاستفتاء العام !!
واعتقد بان ما يجري على ارض العراق يستدعي اعادة نشره عسى ان نستوعب ما جاء به ونسبق الزمن ونتقي شروره

اصبحت الشكوك والوساوس ، وسادتنا اليومية التي ننام ونستيقض عليها ، نرشفها صباحا مع قدح الشاي .
نمضغها ليلا ونحن نتفرج على فضائيات بؤسنا ، وقتلنا اليومي ، سواء بيد الاحتلال ، او بيد (العبث المجنون ) الذي يحاصرنا ، ولانعرف له جنسية او لون او طائفة ، اصبحنا ناخذ كل كلام ، وكلام ، بالف نية ونية ، نحسب لما يقال الف حساب وحساب ، ودعونا قليلا ان نتجرد من الحيادية العلمية ( الصارمة ) واتركوا انفسكم لوساوس وهواجس ، وتعالوا نفكر معا ً، عندما وضع ( الاخوان ) في لجنة صياغة مسودة الدستور عبارة في ثناياه قالو فيها ( الفرس ) ، من ضمن ( قوميات العراق ) ، هب الجميع ثائرين وغاضبين ومنددين ، حتى الذين من المفروض انهم انتخبوهم واختاروهم لهذه المناسبة ، وسرعان ماتهاوت هذه ( الدعوة ) وماتت في المهد ، او ربما هذا مانضنه !.
الان خرجت علينا مادة جديدة من مواد هذا الدستور ( المرتقب ) تقول في تعريفها للعراقي ( انه من ولد من اب او ام عراقية ) . وانظروا معي لكلمة ( ام ) ، وخلافا لمعظم دساتير العالم التي تقر ان يكون الاب هو مورث الجنسية لاولاده ( بخلاف طرق اكتساب الجنسية الاخرى والتي تحددها بعض الدساتير ) . فان دستورنا يتميز بهذه الاضافة ( الفريدة ) ، والحق يقال ان دستورنا لم يكن الوحيد او الاول في تبنيه لهذه ( الاضافة ) . بل سبقته بعض دساتير  الدول في موضوع التجنس والجنسية ، واخرها كانت مصر قبل سنة او اكثر عندما سن مجلسها التشريعي قانونا يجيز اكتساب الجنسية من ( ام مصرية ) . سبب سن هذه القانون ( كما هو الحال في كثير من الدول الاخرى التي عملت بنصوص متشابهة يعود الى اهتمام المشرع بحالة اطفال وابناء ولدوا لامهات محليات واباء اجانب وهجروا زوجاتهم ورفضوا الاعتراف باولادهم فاصبح هؤلاء الاولاد بلا جنسية فعلية فهم يعيشون في دولة ( الام) ويكتسبون لغتها وعاداتها واهلها وطرائق معيشتهم ولكنهم لايتمتعون بجنسيتها ... وهذا ظلم وحيف .. وهي في الواقع حالة خاصة ، لايمكن القياس عليها ، ولكنها حالة خاصة قد ترتب عليها ( شذوذ ) في قاعدة عامة ، و التي هي ( توريث ) الاب لاولاده حصرا ً في قضية الجنسية ، الشذوذ هنا ، هو جواز توريث الام لاولادها حصرا ً .
عندما قرأنا المادة القانونية ( الشاذة ) من مسودة الدستور ، تساءلنا ورفضنا واحتجينا ، واذكر ان احد الذين كانوا ضمن لجنة كتابة الدستور ومن المحتجين على هذه المادة وفي اثناء لقائه بمسؤول (كبير ) في النظام السياسي الحالي قال له هذا المسؤول ( كفوا عن احتجاجكم على كل شي ، واي شي ، وهذه من صغائر الامور ) وركز على ماهو اهم من وجهت نظركم ، ونفس الشي سمعته من قطب كبير ومعروف من اقطاب الحركة الوطنية ومما لايرقى الى وطنيتهم شك عندما قال لي في جلسة خاصة ( نحن نعارض المحاصصة والتقسيم والتطئيف وتغييب العروبة ، فليس من المعقول ان نثير مشكلة ايضا حول هذه المادة ) ! ، والحق انني وجدت الحق معهم ، فلماذا نثير مشاكل حول كل شي ؟، لاسيما وهذا الامر ليس له على واقع حالنا (العراق) تطبيق ، او تنفيذ و كانت هذه وجهة نظري ، حتى لفت صديق لي انتباهي الى تكاثر ظاهرة زواج الايرانيين ، لاسيما الفرس منهم ، بالعراقيات في الاونة الاخيرة ! ، وقطعا انه ليس لدي احصائية دقيقة حول هذا الامر ، ولاسيما ان هناك انواع من الزيجات تاخذ طابع الشرعية الدينية كل حسب مذهبه ، وان هذا الامر لم يعد قضية فردية بسيطة في ضوء الازمة الاقتصادية الطاحنة التي يتعرض لها شعبا وانفتاح السياحة والاستثمار ( الايراني في العراق) ، حتى قيل ان بعض الاسر صارت تطلب المهور بـ ( التومان الايراني ) من فرط الاعتياد في التعامل معه في هذه الامور مثل اعتياد باعة التذكارات والسلع التعامل  بالتومان في مراقد العراق المقدسة خلال السنوات الاخيرة .
والمشكلة في هذه الزيجات ان اصحابها ليسوا ممن يتخلى عن نسائهم واطفالهم كما حدث في مصر من قبل ، والا ماكانت عوائل العراقيين لترضى بتزويج بناتها لهؤلاء الا فيما ندر ، بل ان الاباء هنا يصرون على اخذ الزوجة واكساب الابناء جنسية وقومية الاب ( وهذا من حقهم شرعا وقانونا ً ). ولكن ماذا لو قفز ( الابن) الايراني الجنسية والفارسي القومية والذي هو من ام عراقية ليطالب بالجنسية العراقية على اساس مادة القانون الشاذة هذه الا يكون هذا من حقه ؟ ! ، لاسيما وان دستورنا كفل الحق لاي عراقي بازدواج الجنسية .
تصوروا معي حجم الموضوع بعد خمسين عاما ً عندما يصبح لدينا  مئات الالوف وربما اكثر من الابناء والاحفاد ( الفرس ) والذين لهم في الاساس ( ام عراقية ) .
وقد لايعرف الكثيرون ان عادة التزوج من عراقيات هي عادة فارسية قديمة لاسيما من عوائل ( السادة ) والتي يعود نسبها ( لال بيت الرسول صلى الله عليه وسلم  الكرام ) ، وذلك للتبرك ونيل الرفعة والشرف بالتصاهر مع ال البيت ، وان الابن من الام العلوية يدعى في ايران بـ ( المرزة ) وهو رغم خؤولته العربية الصاخبة ، الا انه فارسي القومية وايراني الجنسية والهوى ، وان هذه الظاهرة ستنتج لنا فرسا ً عراقيين حسب المادة القانونية هذه ، ويحق لهم اتخاذ اللغة الفارسية كلغة محلية في المناطق التي يكثرون فيها وحسب فتاوي الدستور حول هذا الموضوع ومايتبعه من حقوق اخرى ، وعندما سيحتج عند ذاك ( شوفيني قومي متعصب مثلي ) ! ، سيرد عليه الشفافون ، الانفتاحيون وبكل مودة وشفافية ، ان هذا الموضوع سبق وان اثير قبل اكثر من خمسين عاما عند مناقشته مسودة الدستور عام 2005 ، ونقصد به قضية ( الفرس العراقيين ) المزعومة ! وآن الاوان للاعتراف بالحقوق ( المهدورة ) لشعبنا العراقي الفارسي !..... ربما اكون ( موسوما ً ومصابا ً ) (بالبارانويا) ( جنون الارتياب ) ولكن هلا رد علي احدكم واخبرني بخطآي ؟؟.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

940 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع