في نقلة تعبوية مثيرة للسخرية وجدت دبابات بشار أسد ولأول مرة منذ مايقارب الأربعين عاما نفسها على تخوم هضبة الجولان السورية المحتلة
إسرائيليا أو المباعة لإسرائيل في الحقيقة من قبل وزير الدفاع السوري السابق ( حافظ أسد ) منذ حزيران/ يونيو 1967 بعد أن هرب منها قائد الجبهة السورية وقتذاك اللواء أحمد المير على صهوة حصانه تاركا أثمن موقع ستراتيجي بمثابة هدية مجانية لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي أعلن قادته في حكومة مناحيم بيغن الليكودية عام 1981 ضمها نهائيا لدولة إسرائيل رغم عدم إعتراف المجتمع الدولي بذلك الضم وهي مسألة ليست مهمة من الناحية الواقعية و الميدانية لأن المجتمع الدولي وهو منافق و مصلحي في طبيعته يغض النظر عن أشياء كثيرة و ( يغلس ) عن أشياء أخرى ، بل و يتواطؤ في ملفات خطيرة وأهمها الصمت الدولي المريب و المشبوه عن إرهاب الدولة وعن مجازر أنظمة شمولية حقيرة وبائسة ضد شعوبها كجرائم النظام السوري وغيره من الأنظمة التي تهاوت ولكن بعد تضحيات دموية شعبية رهيبة... ما علينا ، لقد تصورنا من خلال تتبع حركة الدبابات السورية الثلاث التي إخترقت خط الهدنة في الجولان بأن بشار أسد قد باشر بتنفيذ تهديداته الإعلامية السابقة وأختار المكان والزمان لتحقيق نظرية الصمود والتصدي الستراتيجي التي بشرنا بها نظام البعث السوري منذ عقود ثم تحولت للمستحيلات كالغول والعنقاء و الخل الوفي تماما !! فإذا بتوقعاتنا تذهب أدراج الرياح ويتأكد من أن دبابات ( جيش أبو شحاطة ) ليست في مهمة تحريرية مقدسة كما أنها لا تخبيء خلفها فيالق الحرس الثوري الإيراني أو كتائب حزب حسن نصر الله المتطلعة للتحرير والجهاد ! بل أنها ضلت طريقها ( ياضنايا ) وهي تطارد نفرا من الأحرار السوريين في مناطق الموحدين الدروز من أبطال ( بني معروف ) الذين إنضموا لرايات الثورة وقرروا تنظيف سوريا الحرة من الأدران الفاشية والندوب الإرهابية ، طبعا القيادة السورية المتهاوية وهي تعيش اليوم لحظات ماقبل الإنهيار الكبير بعد بروز مؤشرات واضحة لإنهيار البنية العامة لجيش النظام تحاول إرسال رسائل معينة و تطلب بشكل إيحائي مساعدة الدولة العبرية في الحرب ضد الثوار على خلفية تحريك الملف الأمني في الجولان وتسليط الضوء على إحتمالات مستقبلية لتطور الحالة وتحريك الجمود في ذلك الملف الذي أقفل على ملفاته نظام الأسد كل البوابات بالقفل و المفتاح بعد أن تمت عملية البيع والشراء وهو مانراه واضحا من خلال عدم حماس الغرب لرحيل نظام الأسد الضامن الحقيقي و الوكيل الشرعي لحماية الحدود الشمالية لدولة إسرائيل!! وهي واحدة من أكثر النقاط أمنا وسلاما في العالم بأسره؟ وهي قضية لا يمكن أن تحدث بدون التواطؤ العلني و المفضوح من عصابة نظام دمشق ، من الواضح إن دخول الدبابات السورية لخطوط الهدنة ثم إنسحابها وهروبها السريع كان مجرد حركة إستعراضية وإيحائية ، فمن يقتل شعبه ويقطع اوصال أطفاله وحرائره لا يمكن أن يكون مشروعا تحرريا أبدا ، والنظام بات يخبط اليوم خبط عشواء فطائراته الذليلة والهزيلة لا تجرؤ على الإقتراب من المجال الجوي الإسرائيلي لكنها تتسلل فوق السماء التركية وتمارس قصفها للآمنين في عمق العاصمة دمشق ! وفيالق التخريب والغدر الإستخبارية تمارس جرائمها علنا في لبنان ومن خلال المساعدة اللوجستية لعملاء النظام الإيراني من جماعة حسن نصر خدا ، فيما تتآكل الأرض في سوريا من تحت اقدام عصابات النظام وتتقلص تدريجيا مساحات الهيمنة السلطوية لصالح توسع مساحات الأرض السورية الحرة في إنتظار رصاصة الرحمة من المجتمع الدولي المتردد والباحث عن صفقات مستقبلية مربحة بغض النظر عن دماء السوريين ، دبابات الأسد الذليلة في الجولان هي مناظر مقززة لنظام بات يتسول القاصي و الداني من أجل البقاء فيما دماء الأحرار و المجاهدين في الشام تفعل فعلها وتتوحد نحو هدفها المقدس في الإطاحة بعرش الطغيان والجريمة ، لن تنفع النظام السوري كل أساليب البلطجة وإرسال الرسائل الإرهابية ، لقد أعلنها الشعب السوري الحر بصوت مدوي لا لنظام القتل والجريمة والخيانة ومزبلة التاريخ تنتظره بكل شوق.. وهلهولة للبعث السوري الصامد على جثث السوريين و المتوسل بالإسرائيليين.. فتبا وسحقا للقوم المجرمين...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
856 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع