زينب حفني
عوّدتُ وأنا أتناول فطوري صباحاً، مشاهدة القنوات الإخباريّة لمعرفة آخر المستجدات بالعالم. صديقاتي يُعلقن على ذلك بالقول: عليكِ بأخذ دواء فاتح للشهيّة وأنتِ تتابعين نشرات الأخبار المفجعة التي تُفاجئنا يوميّاً، حتّى صرنا نتمنّى لو نفتح أعيينا ذات صباح لنرى العالم قد أصبح يعيش في أمن وسلام، دون أن تخترقه أصوات البنادق وجحافل المدرعات وحرب الشوارع!
كنتُ أعتبر كلامهنَّ نوعاً من السخرية! لكن أعترف بأن اللقمة باتت تقف في حلقي، كلما شاهدت شريط فيديو لـ«داعش» أو جماعة بوكو حرام أو مشهداً لمرضى أصابهم أحد الأوبئة التي أخذت تظهر في العالم وتُفضي للموت، خاصة مع ظهور فيروس «إيبولا» حديث الساعة الذي يُعتبر حسب تقرير منظمة الصحة العالميّة، الوباء الأكثر شراسة وفتكاً بالبشريّة!
في الشهور الماضية شغلنا وباء «الكورونا» وكنّا نرتجف كلما أتى أحدهم على سيرته، وما أن تنفسنا الصعداء بعد انتصار الأطباء عليه، حتّى خرج علينا مرض «إيبولا». وهو مرض ظهر بداية بغرب أفريقيا وانتشر في ليبيريا. وهو شديد الخطورة حيث يتسبب في حدوث نزف كامل للمصاب من كافة أرجاء الجسم ويموت المريض به خلال أسابيع قليلة. وزاد الطينة بلّة إعلان الحكومة البريطانيّة أن مختبراتها العلميّة لن تتوصل للقاح للمرض قبل نهاية 2016، ما يعني أن الآلاف سيموتون به.
لا أعرف ما الذي أصاب كوكبنا! لقد أصبحنا نعيش مهددين وننام خائفين من أن نستيقظ على وباء جديد يتسرّب لحجراتنا ويزهق أرواحنا بغمضة عين! فهل هذه الفيروسات كما يرى علماء الطب قد انتقلت عدواها من الحيوانات، أم أن هناك علماء تورطوا بصنعها داخل مختبرات سريّة لاستخدامها كسلاح بيولوجي فتّاك؟!
لفت انتباهي مقال للكاتب المغربي «أحمد إفزارن» يحمل عنوان (بعد السيدا.. كذبة إيبولا)، حيث يرى أنَّ الأمراض التي هددت العالم بدءاً من مرض الإيدز ومروراً بجنون البقر وانفلونزا الطيور وانتهاءً بإيبولا، ما هي إلا صنيعة الدول الكبرى بعد فشل تجربتها الاستعماريّة الطويلة بالبلدان التي استعمرتها عقوداً طويلة، حيث قررت تحويل فكرة الاستعمار الجغرافي إلى استعمار بيولوجي، للوصول إلى تحقيق نفس الأهداف التي تصبُّ في الاستيلاء على خيرات شعوب الأرض ومن ضمنها ثروات أوطاننا العربيّة!
الكاتب إفزارن يقول إن فيروس السيدا (الإيدز) قد تمَّ زرعه في جسم القرد بعد أن تمَّ إنتاجه في مختبر سرّي! وإنَّ الإيبولا خرج من قرود الشمبانزي والغوريلا والخفافيش التي تمَّ زرع الفيروس في أجسادها هي الأخرى، وإن هذا ينطبق على كافة الحيوانات التي غرست بأجسادها فيروسات صُنعت في مختبرات سريّة يُشرف عليها علماء متخصصون!
قد يميل البعض إلى تصديق نظرية المؤامرة، وقد يرفضها البعض الآخر، ولكنني أتفق مع «إفزارن» في توجيه إصبع الاتهام لعدد من شركات الأدوية العالمية، وأنهم متورطون في إشاعة الفيروسات بكافة أرجاء العالم. فشركات الأدوية غدت متعددة الجنسيات مع تطبيق نظام العولمة، وهي المستفيدة الرئيسيّة من تصنيع أدوية باهظة الثمن لتصديرها للدول العربيّة الغنيّة لتلافي انتشار الأمراض المميتة، ومن ناحية ثانية كي تُسيطر على الشعوب الفقيرة التي تملك أرضاً غنيّة بثرواتها الطبيعيّة.
لا شك أن العالم أصبح يعيش فضوى أخلاقيّة، ومبدأ القوي يأكل الضعيف لم يزل سائداً! حيث أدّى التدهور الاقتصادي بالدول الكبرى إلى التخطيط لالتهام خيرات دول العالم الثالث بما فيها بلداننا العربية، باسم الدفاع عن سلامة البشر وحفظ حقوقهم! وأجد نفسي أقف بجانب الكاتب «إفزارن» في مطالبته بتقديم المتورطين إلى العدالة الدولية. لكن السؤال.. هل ستأخذ العدالة مجراها أم ستُمارس دور الجلاد والضحيّة؟
1314 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع