أيام في القاهرة!

                                    

                          بثينة خليفة قاسم

عشرة أيام قضيتها في القاهرة، وكانت هذه أول مرة أنزل فيها أرض الكنانة بعد ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي أعادت الأمور إلى نصابها وأعادت مصر إلى مكانها الذي يتمناه لها كل العرب ويتمناه لها المخلصون من أبنائها.

أشياء كثيرة تغيرت في القاهرة، ما عدا شيء واحد وجدته كما هو، وهو مقابلة الشيخ راشد بن عبدالرحمن سفير مملكة البحرين في جمهورية مصر العربية، الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو سفير شاب ولكنه كبير بعلمه وثقافته وأخلاقه وهو ما يجعله جديرا بتمثيل البحرين في العواصم الكبيرة مثل القاهرة وغيرها من العواصم ذات الزحام والمشكلات والهموم والتنوعات الكثيرة.
الشيخ راشد بن عبدالرحمن يرعى كل بحريني يذهب إلى القاهرة بشكل يعمق الانتماء في نفسه ويجعله يحترم بلده ويعتز بذاته، وهذا هو شأن السفير الناجح الذي يضع بلده بين عينه.
لم أذهب مرة إلى القاهرة إلا وذلل لي الرجل وطاقمه المحترم في السفارة كل الصعوبات وجعلني أشعر وكأنني في بيتي، فشكرا له ولمن معه جميعا على ما قدموه لي هذه المرة من حفاوة واحترام.
أما القاهرة فقد رأيتها مختلفة هذه المرة، فكل شيء يبعث على الاطمئنان ويجعلك تشعر أنك تمشي داخل دولة لها أجهزتها الأمنية ولها هيبتها واحترامها، على العكس من الفترة التي سبقت ثورة الثلاثين من يونيو التي كنا نخشى خلالها الخروج من الفندق ليلا بسبب الانفلات الأمني.
من خلال نظرة بسيطة في وجوه الضباط والجنود، الذين يقفون في الأماكن الحساسة لمنع الفوضى التي يريد انصار الإخوان أن ينشروها بالبلاد، تشعر أن هناك تصميما واضحا على عودة الدولة القوية.
صحيح أن هناك أحداثا إرهابية من وقت لآخر ولا يزال هناك شهداء من رجال الشرطة يسقطون أثناء تأدية واجبهم في حماية الوطن، ولكن كل الدلائل تقول إن الارهاب ورعاته لم ينجحوا في جر مصر نحو الفوضى والاحتراب الداخلي.
وخلال وجودي رأيت أن جماعة الإخوان لم يعد لها ذات الوجود والتأثير الذي كنا نراه خلال التظاهرات في مرحلة ما قبل 30 يونيو والأشهر التي تلتها، وهذا دليل على أن شعبية الإخوان أصبحت في الحضيض وأن المصريين لفظوا هذه الجماعة ولم يعد لها وجود في الشارع وأنها عادت للعمل السري وتنفيذ العمليات الإرهابية من وقت لآخر.
والناس في الشارع أصبحوا أكثر تفاؤلا بالمستقبل رغم ارتفاع الأسعار والتقشف الذي وجدوا أنفسهم فيه خلال هذه المرحلة.
إن عودة مصر قوية هي طوق النجاة للمنطقة للخروج من أتون المؤامرة التي نسجت والتي لا تزال تنفذ بإصرار من القوى الساعية لإعادة فك وتركيب المنطقة طبقا لمصالحها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1401 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع