أتجوز ليه؟

                                         

                             ريهام مازن

أتجوز ليه؟ عبارة عامية.. لكنني أردت أن أستخدمها كما هي دون إدخال تعديلا عليها باللغة العربية الفصحة، فوقعها كما سمعتها أقوى من "لماذا أتزوج".

في الحقيقة هذه العبارة سمعتها على لسان شرائح مختلفة من الفتيات، لكن أكثرهن من فتيات الطبقة الوسطي، فالفتاة الآن تتخرج من الجامعة، ثم تفضل أن تشق طريقها للعمل لترى مدى نجاحها في الحياة العملية، حتى إذا كان ذلك على حساب الزواج ، ناسية متناسية أن الله خلقها لتعمر الأرض بنسلها.

ولم يعد مفهوم العريس يشكل لديها أهمية كبرى.. لكن ما يهم أن تكون هي بنفس القدر من الأهمية مثله، ولا يعنيها إذا كان العريس "لقطة" بمعايير زمان، فبعلمها وعملها استطاعت أن تكسر هذه المعادلة التي هي من أيام الزمن الجميل!

ما نحن بصدده في هذا المقال، هو الوقوف على تلك الظاهرة التي باتت تهدد الأسرة المصرية، ولم أكتب هذا المقال من أجل الهجوم على أفكار جيل هذه الفتيات، ولكن لمناقشة هذه الأفكار وتطويعها من أجل الحفاظ على كيان الأسرة.

من سلبيات العولمة التي صدرتها إلينا، أن نرى الفتاة تقوم بمناطحة الرجل وتناقشه كتفا بكتف، بل من الممكن أن تتطاول عليه بالقول أو بالفعل، وهي سلوكيات تنأي بمجتمعاتنا الشرقية عن أسس الاحترام المتبادل، والقائمة على احترام كيان المرأة.

من الجميل أن تشعر الفتاة بكيانها وسط أسرتها، لكن هذا لن يكون على حساب أن تكون زوجة في المستقبل، ولن يقلل من شأن الفتاة أن تصبح زوجة وأم ولن ينتقص من شأنها أن تحترم زوجها وتطيعه، كما أمرها الإسلام.

ولن يقلل من شأن المرأة أن تستند إلى الشريعة الإسلامية وفقه المرأة المسلمة... إذ قررت الشريعة الإسلامية بجميع مصادرها حق الزوج على الزوجة بالطاعة، وعليها أن تطيعه في غير معصية، وأن تجتهد في تلبية حاجاته، بحيث يكون راضياً شاكراً.

ونجد ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها ".

وفي قول الله سبحانه وتعالى: "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"

فمن أول الحقوق التي قررها الدين للرجل هي أن تطيعه زوجته في كل ما طلب منها في نفسها مما لا معصية فيه، إذ ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

وعلى الجانب الآخر، على الرجل أن يقدر طاعة زوجته له، ويكفيها حقها كما أمره الإسلام، فلا يقوم مثلا بإهانتها ويعاملها معاملة حسنة.. وكما يقول الرسول: الكلمة الطيبة صدقة.. فلا يعقل أن يكون الرجل طاغية، ويتوقع أن يتوج على رأس زوجته، حتى إذا عاملته معاملة حسنة، لكن داخلها تكون مستاءة، فلها جزاءها عند ربها سبحانه وتعالى.

وفي أحد البرامج التي تذاع يوميا على أحد الشاشات الفضائية، قال الدكتور على جمعة، المفتي للسابق للديار المصرية، جعله الله زخرا بعلمه الوفير للمسلمين، أن الزوجة ليست بخادمة لزوجها في الأمور المنزلية، إذا كان في استطاعته أن يوفر لها من يقوم بخدمة المنزل.. لكن إذا قامت هي تطوعا بذلك، فلابد أن يقدر لها ما قامت به ويكرمها ويعاونها على ذلك.

من قلبي: لن تنصلح أمورنا الحياتية، إلا إذا عدنا لصحيح الدين، في المعاملات والسلوكيات، من هنا ستسقيم الحياة والعلاقات الأسرية، وأدعو الله من قلبي أن يقبل الفتيات والشباب على الزواج، لأنها سنة الحياة!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1356 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع