ايناس نور
اليوم عيد،والعيد فرحة ،لكن يبدو أن مزاجنا لم يعد مبرمجا على ذلك، لا أبالغ ولنتابع ما أعده القائمون على الفن السابع ،السينما من برنامج نكد العيد وكأنهم يحلفون على الإمعان فى إشاعة وترسيخ صورة أن المصرى مجرم ،بلطجى، مدمن ،فاسد وغير ذلك من أسوأ الصفات.
أرى أنه لو كانت تلك الصفات هى ما يميزنا ، فمن واجب ذلك الفن أن يعمل على زرع بدائل إيجابية واستحضار مزايا الخلق الحسن والقيم والفضائل التى تعطى أسوة حسنة للاقتداء بها . للأسف صغارنا وشبابنا باتوا يقتدون بتلك الأخلاق المعيبة المنفلتة، يبهرهم ما يقوم به الفنانون ويتخذونه نموذجا يقلدونه، فلم نتعجب من انتشار جرائم العنف والتحرش والاغتصاب ونحن نبذر بذورها فى النفوس الضعيفة؟
أمثلة “ احتفاء “السينما بالمصريين فى العيد حاليا تطالعنا به إعلانات عن أفلام العيد السعيد :وش سجن ، إعدام برىء، حديد، النبطشى, الجزيرة2 وغيرها. المقولة الشهيرة بترك الفن يقدم مايشاء والجمهور يختار ما يناسبه ،تكون مقبولة لو كان هناك تنوع فى الانتاج وليس كله على تلك الصورة المتدنية التى تسعى بكل قوة لتأصيل عادات وأخلاق لا نقبلها ولا تمثلنا. فمن الذى يريد تأصيلها فى المصريين؟ أظن التحرك السريع لوقف هذا التدهور أمر ملح وليس أقل أهمية من تطوير التعليم والتنمية الاقتصادية .القوة الناعمة أصابها الخلل، والدليل هو تراجع الإقبال على انتاجنا الدرامى فى السنوات الماضية، وبات الانتاج التركى له حظوته رغم ضعف مضمونه ،إلا أنه يحرص على تصدير صور ومناظر خلابة وصور اجتماعية وإنسانية ،نتفق ونختلف معها ،لكنها ليست إسفافا أو مغالاة فى الشر. كانت الدولة تدعم الانتاج السينمائى سابقا ، فهل تستأنف دورها مجددا من خلال وزارة الثقافة أو هيئة السينما ؟
نأمل أن تشهد الأعياد والمناسبات القادمة انتاجا فنيا على مستوى مصر الجديدة .
1475 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع