نزار ملاخا
بعد عام 2003، اي بعد سقوط العراق بيد الأعداء، وبعد ان تدنست أرض العراق الطاهرة بأقدام المحتلّين الغزاة الأمريكان وغيرهم، وبعد أن تكالبت قِوى الشَّرِ والعدوان وقررت تدمير العراق لأي سبب كان، حيث قرروا حلّ الجيش العراقي، وشرّعت الابواب امام الأعداء ليقع العراق تحت غزو من جميع الجهات، ومن مختلف الميول والإتجاهات، فانقسم العراق ما بين إقليم ودولة إسلامية ومحافظات، وبذلك ذهبت هيبة العراق، وذهب إحترام العراق مع ما ذهب من حضارته وتاريخه وتراثه وشرفه وغير ذلك .
هذه الأسباب كلها أدّت إلى أن يصيب الظلم الشعب العراقي في كافة مفاصل حياته، وتشكيلاته، وقد اصاب المسيحيون العراقيون جزءاً من هذه الإضطهادات، فظهرت وطفت على السطح، الفصائل المتشددة الإسلامية التي نست أو تناست أن أقدام الصهاينة ما زالت تدنس أرض فلسطين الطاهرة، وأن ساحة القتال الرئيسية هي فلسطين وليس تدمير العراق، ولكنه المخطط الصهيوني الرهيب القاضي بإفراغ العراق من مسيحييه، والشرق الأوسط ككل، ولتنفيذ هذا المخطط، وجدوا ضالتهم في الفصائل الإسلامية المتشددة، لقد هوجم المسيحيون العراقيون في عقر دارهم، فطُرِدوا من دورهم، وفُصِلوا من وظائفهم، ومُنِعوا من العودة إلى دوائرهم، وتم الإعتداء على شرف عوائلهم، ( بناتهم ونساؤهم ) واستُبيحت أموالهم، ولم يكن المسيحيين العراقيين وحدهم بهذا الألم وبهذه المأساة، فقد عاش وما زال يعيش الشعب العراقي بكامله هذه الماساة، وما زالت جروح العراقيين جميعاً تدمي وكلومهم تتفجر دماً وألماً، ولكن كما يقال " بأن الطعجة تبيّن بالمسيحيين أكثر " وذلك لقلة عددهم، كما هم الصابئة والإيزيدية، وإن المسيحيين لم ينالوا الأذى بسبب خيانتهم للوطن، او بسبب وقوفهم بوجه الدولة والسلطة وغير ذلك، ولكن فقط بسبب تمسكهم بهويتهم الدينية، فالمسيحيون لم يكونوا في يوم] من الأيام طرفاً في الصراعات السياسية أو المذهبية او القومية أو الطائفية في العراق، ولكن بسبب هويتهم الدينية المسالمة، وخصوصيتهم في المجتمع العراقي، فمسالة العرف العشائري والشيخ والقبيلة قد تجاوزوه منذ زمن ليس بالقصير، ومسألة الثار والقتل والإنتقام والخيانة والتحالفات، هذه مسائل عفا عليها الزمن عندهم، وهم لا يعترفون بها ولا يعيرون اية أهمية لها بسبب إيمانهم المطلق بالسلطة والدولة والقانون، هم مقتنعون ومؤمنون بأنه لا يمكن لفئة أن تعلن الحماية لفئة أخرى تحت شعار " دفع الجزية وأهل الذمّة " وذلك من خلال إيمانهم بأن المواطنون جميعاً متساوون في الحقوق، وإن على الدولة أن توفر الحماية للجميع، ولكن كيف يتم توفير الحماية وهي ضعيفة ومهزوزة، وغير قادرة على حماية نفسها، فهي ماتزال ولحد اليوم وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على سقوط العراق نراها ما زالت متقوقعة في المنطقة الخضراء، ويوماً بعد يوم تزيد من الحواجز والعوارض والميليشيات، وقد أهملت ماساة شعبها، فكان وما زال هَمّ السلطة هو المَنْصَب والكرسي والحصول على المال وتجنيد الميليشيات كل لصالحه، وعند إلإختلاف في الرأي فإنه يُفسد للود قضية، فتقوم ميليشيات فلان بتفجير مواقع علاّن وهكذا، وجيش الحكومة نال البطولة من خلال قصفه دور مواطنيه، وتحضرني قصة في هذا المجال، ومثل يُقال " أولاد قَسّومي " عندما كانوا يلعبون خارج الدار كان أولاد المحلة يشبعونهم ضرباً، وما أن يدخلوا الدار حتى تدخل بهم الشياطين فيقتل أحدهم الآخر " هكذا جيشنا فهو بَطَل على ابناء شعبه، أما على الآخرين فيهرب من أول إطلاقة ويستنجد بالأغراب، إذن إن كان جيشنا هكذا فمن الذي سيحمي المسيحيين العراقيين ؟ نقول بأن التأثير بدا على المسيحيين العراقيين اكثر من غيرهم بسبب ما مرّوا به من ويلات ومآسي على مر الزمان، لقد أغتالوا قادتهم الدينيين مثل رئيس اساقفة نينوى للكلدان الشهيد المطران مار بولس فرج رحو وهو شيخ بلغ من العمر عتيا، فلا أحترموا شيبته، ولا أحترموا مكانته الدينية، ولا أحترموا مرضه، قتلوه مع ثلاثة من مرافقيه، وارادوا مقايضته بفدية، بعد ان منعوا عنه الدواء والماء، ثم قتلوه بعد ان رفض إشهار إسلامه، ثم توالت الإغتيالات لرجال الدين المسيحيين كالأب رغيد كني والأب بولس وغيرهم، وتم خطف عدد كبير منهم، بدون اي سبب، فلم يكونوا قادة ميليشيات، ولم يؤسسوا أحزاب، ولم يقفوا بوجه السلطة، ولم يقودوا التظاهرات، ولم يكونوا من قادة الإضرابات، ولم يكونوا سبباً في أعمال النهب والسلب والقتل والإغتيالات، ولم يشتكوا على أحد ولم يتظلموا عند أحد منطلقين من المقولة القائلة " الشكوى لغير الله مذلّة " بل كانوا كهنة ورجال دين مسيحيين مسالمين، غايتهم إكمال رسالتهم الدينية بكل إخلاص.
الإرهاب أثقل يده على المسيحيين آكثر والدولة صامتة صمت القبور، لم تحرّك ساكناً، كما ظل قادة الأحزاب الدينية والسياسية والميليشيات في هدوئهم وإنشغالهم بأمورهم وكأن شيئاً مما حدث لا يهمّهم، بينما هزّ المسيحيين من الأعماق، بعدها تقوّت التنظيمات الإسلامية المتشددة، فقامت بتفجير الكنائس ودور العبادة، وأستولت على الأديرة، وطردت الرهبان، وحرقت المكتبات بما فيها من مخطوطات تاريخية مضى على قسم منها أكثر من ألف وخمسمائة عام، وأعتدي على حرمة المقدسات المسيحية، كل هذا حدث والدولة لا حراك فيها، بينما تعالت بعض الأصوات الشريفة النزيهة التي نكن لها كل التقدير والإحترام، تلك الأصوات من بعض المسلمين اصحاب الضمائر الحية، من ذوي الغيرة والشهامة وهم كُثُر والحمد لله، حيث هالها وأرعبها ما يحدث للمسيحيين وما يسير إليه العراق من خراب ودمار، وتذكّروا التاريخ القريب الذي مضى وكيف عاش المسلم مع جاره المسيحي بإخوة ووئام، وبكل طمأنينة وأمان، لذلك أعترضوا وكتبوا المقال تلو المقال، ينبهون إلى ماساة جديدة تحدث في العراق من خلال الفراغ الأمني وتقاتل أصحاب المصالح على الكراسي والكعكة، وإن إفرغ العراق من مسيحييه كارثة كبيرة تصيب الوطن، فقد كتب المؤرخ العراقي الأستاذ الدكتور سيّار الجميل مقالات حول هذا الموضوع، بينما راح الشاعر فالح حسون الدراجي ينظم قصيدته الشهيرة يا مسيحيي العراقي تحت هذا الرابط http://www.youtube.com/watch?v=rCP8eZmnh_g
ومثلهذا الشيخ الكريم https://www.facebook.com/photo.php?v=260318747471040
وأذكر مثلاً آخر هو ما قاله الدكتور عدنان إبراهيم تحت هذا الرابط https://www.youtube.com/watch?v=kYhkrCH9KAk
أو من أمثال هذا الشاب وكيف لم يرتضِ بما قاله الشيخ السَلَفي
http://www.youtube.com/watch?v=z8KLA4dwF-s&feature=youtube_gdata_player
كما كتب الأستاذ كاظم فنجان الحمامي https://www.youtube.com/watch?v=jVCOXlAUTrA
وغيره من الشرفاء الأصلاء المسلمين كتابات جميلة وممتازة بحق المسيحيين العراقيين، ولكنها تبقى كلمات لم يتمكن قائلوها أن يحولوها إلى واقع ذو تأثير حقيقي على الحالة السائدة، هذه الأصوات الشريفة الأصيلة الداعمة والساندة للمسيحيين، لم تَفِ بالغرض المطلوب، لأنها ليست في مواقع صنع القرار، أو ضمن دائرة التأثير المباشر، أو في دوائر المسؤولية، بل كُنّا ننتظر من المرجعيات الدينية العليا صاحبة القرار ومن هيئة علماء المسلمين ومن اصحاب الفتاوى، أن يبيّنوا مواقفهم تجاه إضطهاد المسيحيين، ومنها على سبيل المثال المرجعيات الشيعية، والسادة الشيوخ وغيرهم، كان المفروض بهم ان يصدروا فتوى بتحريم إضطهاد المسيحيين، وبتحريم الإستيلاء على دورهم وممتلكاتهم وتهجيرهم، وغير ذلك من اساليب الإرهاب التي مورست واستُخدمت ضد المسيحيين، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، لذا تبقى كل هذه الدعوات الفردية المتميزة أسيرة المواقع الألكترونية والأوراق، وإن كانت في الحالة العامة بلسماً لجروح الكثير من المسيحيين، ووقعت في القلوب والعقول موقعاً حسناً متميزاً مما خفف لوعة تلك الالام وبدد جزءاً من تلك الأحزان ، ولكن يبقى السؤال المحيّر أين الحل ؟
ولكن مع كل هذا فقد حدثت ماساة نينوى ولم يجد المسيحيون العراقيون حامياً لهم، الجيش هرب، القادة كلّهم هربوا، الجنود القوا السلاح وتبعوا قادتهم، البيشمركة كذلك، ولما تنبه المسيحيون الموصليون، رأوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام جلاديهم، وأمام ذئاب بشرية كشرت عن انيابها، وهم لا حول ولا قوة، مجردين من القوة والسلاح، سلّموا أمرهم لله، وتركوا كل ما لديهم وهربوا، وكان الألم الأكبر عندما شاهد العديد من المسيحيين الموصليين أن جارهم المسلم الذي تخاووا معه وتقاسموا الزاد والملح هو كان أول من نهب دورهم وسلب حاجياتهم بحجة إنها مُلك لدولة العراق الإسلامية، فاين الوفاء وأين الإخلاص واين حوبة الزاد والملح ؟ وأين هذا المثل الطالح من أمثال تلك القامات العظيمة التي ذكرناها ؟
اليوم لا تجد في نينوى مسيحي واحد، بعد أن كانت ممتلئة بالمسيحين من الأطباء والمهندسين والمحامين والمهن الحرة والصنّاع والصاغة والتجار والمعلمين واساتذة الجامعات والكهنة ورجال الدين، وبقيت بعض الشواهد التي تدل على أنه في يوم ما كان يسكن هنا مسيحيين عراقيين أصلاء واهل دار وفضيلة وعلم، ونتيجة لهذا الوضع الماساوي الذي مر به المسيحيون العراقيون بشكل خاص وبقية ابناء العراق العظيم عامةً، كانت ماساة الموصل القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أضطر بعض رجال الدين وقادتهم من المسيحيين بعد ان رأوا هشاشة النظام العراقي وإهتزاز الدولة العراقية، مع صمت مطبق من باقي الفصائل والأحزاب والقِوى، فكان لا بد من الإستغاثة بالغريب، فتعالت أصوات من هنا وهناك تطالب الغرب وتناشد الضمير الإنساني بعد أن مات الضمير العراقي الأصيل، تناشدهم بحماية المسيحيين وإنقاذهم من الدمار، وبما أن أمريكا هي الدولة الغازية والمستعمرة والمحتلة، وهي المسبب لكل هذه الأحداث والحوادث، وهي التي جيشّت الجيوش لإحتلال العراق وهي بإمرتها يتم تعيين حكام العراق وولاته، لذا من الطبيعي أن يتم توجيه النداءات إليها، لأنها القوة الأعظم في المنطقة ومفتاح الحل بيديها. والتي بيديها وموافقتها يتم تعيين حكام العراق وولاته، لذا كان من الطبيعي أن توَجَّه نداءات الإستغاثة إليها، فهي الوحيدة القادرة على أن تقف بوجه الظلم والعدوان بعد أن فشلت كل القِوى الأخرى،
ولكنني اقول وبالرغم من مأساة المسيحيين في العراق أرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل أجنبي وليس أمريكي فقط في العراق بحجة حماية مسيحييه، فمتى كانت أمريكا والغرب حامياً للمسيحيين، كما يرفض كل كلداني وطني التدخل الأجنبي في العراق، فهو صيغة من صيغ الأستعمار الجديد، وهو دعوة لغزو جديد تحت غطاء الحماية، نعم من واجب الدولة حماية مواطنيها، وأن يكون القانون هو سيد الكل، ولكننا أمام خيارين أحلاهما أمر من العلقم، فأما الإيمان بالواقع المؤلم إلى أن يأتي الإرهاب على آخر مسيحي في العراق، وذلك بعد أن غسلنا ايادينا من الدولة التي أنهزمت أكثر من خمسة فرق عسكرية بكامل سلاحها وصواريخها ودباباتها من أمام الإرهاب، والتي لم تتمكن من حماية نفسها فكيف توفر الحماية لغيرها، وفاقد الشئ لا يعطيه، وأما الإستنجاد والإستغاثة بالخارج والقبول بالغزو والإحتلال تحت أية ذريعة لضمان فرصة الحياة في ظل شريعة الغاب، وكان اللـــه في عَون العراقيين جميعاً، وهذا ما لا ارضاه لوطني وبلدي فبلادي غالية وعزيزة وإن ظَلَمتْني
بِلادي وإنْ جارت علَيَّ عزيزةٌ أهلي وإنْ شَحّوا عَليَّ كِرامُ
ولكن والحق يُقال، إلى متى يبقى المعلم المسيحي بعيداً عن مدرسته والأستاذ محروم من جامعته وطلابه، والعامل بعيداً عن معمله، والمهندس بعيداً عن مصنعه، والطبيب يمشي الهوينا بين المخيمات ينتظر بشغف ليعود إلى عيادته ومستشفاه وطلبته في كلية الطب والصيدلة وغيرها، إلى متى يبقون في هذه الحال مشرَّدون
ينتظرون فُتاة خُبْزٍ ممن يتصدق عليهم، من المُحسنين، أو من مساعدات الأمم المتحدة أو غيرها، وهل العراق فقير إلى تلك الدرجة التي يقبل فيها صدقات المحسنين من ملابس مستعملة، وهل يرتضيها لنفسه، لِمَن كان يعيش في نعيم بفضل عِلمه أو شهادته أو عمله، إننا ننتقد مَن يطالب بالحماية الأجنبية، ونرفض تواجد الجيوش الأجنبية الغازية، ونرفض المساعدات لأنها تخدش الحياء وتجرح الكرامة، ونرفض الشكوى منطلقين من مقولة " الشكوى لغير الله مَذَلّة " ونرفض العيش في الخيَم والأكواخ لاجئين في وطننا، مُشرَّدين في وطننا، مهاجرين في وطننا، ونرفض ونرفض ونرفض !!! طيب أين الحل ؟ وبيد مَن ؟ مَن هو صاحب القرار ليوقف هذا الإنحدار وحالة التدهور لحياة وكرامة شعب العراق والعراق ككل ، أين الحل ياقادة العراق الكارتونيين ؟ اين الحل يا شيوخ العشائر ؟ أين الحل أيتها الثورة العربية ؟ اين الحل أيها الثوار الأحرار ؟ أين الحل أيتها الكتل والأحزاب ؟ اين الحل يا برلمانيي العراق والذي في أغلبيته يحمل جنسيات دول أجنبية وأنتم تتصارعون على الكراسي والمناصب ؟ أين الحل يا قادة الميليشيات ؟ أين الحل يا حكومات المحافظات؟ أين الحل يا قادة الإقليم ، أين الحل يا مَن ترفضون تواجد الجيوش الأجنبية على أرض العراق ؟ أين الحل ؟؟؟؟
يسالني مهاجر مسيحي من نينوى فقد نجا بجلده فقط، يقول أين كنائس ومزارات نينوى ؟ لا أحد يحضر اعيادها، لأن كنائسها مهجورة، وكهنتها يتنهدون ولا يدرون هل يتحملون أثم ومعاصي أهل نينوى جميعاً لذلك عاقبهم الرب، لقد أذل الرب نينوى، فرؤساؤها كالأيائل هربوا من وجه الطارد وألتصق لسان الرضيع بحنكه من العطش، والأطفال يطلبون خبزاً ولا مَن يعطيهم كَسرةً، الذين يأكلون الطيبات ماتوا جوعاً في الطرقات، والذين تربّوا في الحرير وعلى النعيم، اليوم ينبشون المزابل بحثاً عن الطعام، لقد سُفك الدم البرئ في وسط المدينة، ويستمر في ما قاله إرميا النبي في مراثيه، ويطلب من الله أن ينظر إليه بعين الرحمة حيث يقول : أذكر يا رب ما اصابنا، تحولت أرضنا إلى الغرباء، وبيوتنا إلى الأجانب، صِرنا يتامى لا أب لنا وأمهاتنا أرامل، بأيديهم يشنقون الرؤساء، ولا يحترمون وجوه الشيوخ، أنقطع السرور من قلوبنا وسقط التارج عن رأسنا، لذلك أغتمت قلوبنا وأظلمَّتْ مِنّا العيون
فإلى أن نرى ظهور قِوى عراقية أصيلة شريفة قادرة على حماية العراق والعراقيين جميعاً وليس فقط مسيحيي العراق، ويؤسسون لسَن قوانين منصفة، ويكونون قادرين على حماية حدود العراق، وتوفير الأمن والأمان للعراقيين جميعاً نحن في الإنتظـــار
23/09/2014
959 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع