صبري الربيعي
تركنا الحب وتمسكنا بكراهية قابيل لهابيل
تركنا الانتماء للحب ورمينا بقلوبنا الى المهالك
سؤال هام كبير, تتفرع عنه أسئلة كثيرة يقض مضجعي !.. لماذا لا يعمر الحب حياتنا ؟ لماذا لا يحتل قلوبنا المعفرة بالكراهية والانتقام ونبذ الآخر.؟. لماذا لا نكون نحن البشر في عالمنا العربي. كأولئك البشر في كثير من ارض الله الواسعة.ليس في تلك الأرض الغارقة بنعيم الهدوء والسكينة واستقرار النفس والتمتع بما حباها الخالق من متع بريئة.. وغير بريئة فحسب ! ولكن حتى في بلدان افريقية, تنتظر المطر ليغسل الناس رؤوسهم وأجسامهم تحته, في( مهرجان نظافة موسمية للأجسام والأسمال).. ولكنهم راضون, قانعون, محبون !.. يسيرون حياتهم كما هي نواميسهم.. حتى عندما يتخاصمون ويتحاربون سرعان ما يتفقون بعد أبسط وساطة.من اجل حياتهم القادمة !
لماذا لم نعد نقرأ صحفا تتناول الحب من شتى جوانبه وصوره الإنسانية؟ ولا نقرأ أونشاهد الا أخبار الاغتيالات والانفجارات والسجون\. وقمع الشعب وكم الأفواه. والصياح والنياح. واستباحة مقدراتنا الأخلاقية, ومحاولة تكريس الاستثناء في الحياة المفترضة, واقعا معاشا مفروضا.. لماذا لم نعد نسمع أغنيات تمجد الوفاء في الحب الإنساني. ويقتصر سماعنا ومنذ وقت طويل على أغاني الهجر والانتقام من الحبيب والتهديد والوعيد.وكأن الحب يمكن أن يأتي( بالقوة الغاشمة) متناسين أنه أجمل وأرق العواطف الإنسانية المجردة, عن أي من المنافع. ألا الرغبة في قرب الحبيب..
لماذا لم نمنح الحب الحيز الذي يستحقه في حياتنا, العطشى للحب, الذي لا تقف بوجهه أسوارا أو مسافات اوموانع .فهو مثل نسمة عاطرة, تخترق نوافذ الكون لتنشر الالق والتوق .. ولماذا لم تطري أوقاتنا أفلاما رومانسية. كتلك التي أسعدت الثلاثينيين والاربعينيين ؟, تحمل المضامين الإنسانية المنمية للذائقة الفنية والحسية.. ولماذا تحولت هذه الصناعة التي بدأت أساسا بمعالجة موضوعات الحب؟ إلى تناول قضايا المخدرات والجريمة والقتل واستخدام الأسلحة الالكترونية وإسالة الدماء والشركات الوهمية والفساد..؟ ولماذا لا تدخل قصص هذه الأفلام في صميم حياتنا ؟وتتناول سيناريوهاتها موضوعات معاصرة تنتمي لحاجات الإنسان الغريزية.. ولماذا لا تغوص في مشاكل الناس البسطاء الذين يتوسلون الحب في تغذية حياتهم. بعد أن فقدوا أشياء أخرى تعوزهم.. ولماذا نأينا بفنوننا التشكيلية عن التعبير عن مشاعر الإنسان واتجهنا إلى إنتاج أعمال غير مفهومة تحمل تعقيدات المدارس السريالية والتكعيبية والتجريدية. و(خر بشات الألوان). التي تحتاج كل منها إلى مترجم.يقول لنا.. ما الذي تعبر عنه هذه اللوحة ..؟
ولماذا لا نر سياسيين يجعلون الحب هدفهم. في قواعد علاقاتهم فيما بعضهم.ولماذا يخفون وجوههم الحقيقية. خلف براقع من الزيف والتحذلق؟ ولماذا أصبحت كلمة الحب محرمة في حياتنا واقترنت مفاهيمها بالجنس فحسب.؟. ولماذا لم نتذكر كتابا تلمسوا نفحات الحب في حياتنا؟ولماذا لم يبرز أحدا منهم, ليصبح علما, كما كان كتاب الروايات الرومانسية الكلاسيكية ؟.. ولماذا نستحي من الحب, ونشيد حوله أسوارا من السرية والكتمان؟ وننأى به عن الدنيا؟ ولماذا نحبس إطلالاته على الآخرين ؟ ولماذا صار الحب بعد الزواج في نظر الكثيرين أجدى من الحب قبل الزواج.؟. وفي النتيجة لم يفز الحب بالجائزة بل فاز القرف والندم والملل والعيش ألقسري! وتحول الزواج لدى كثيرين إلى شراكة مالية وتجارية سرعان ما تفض؟ ..
أسئلة كثيرة, مشتقة عن سؤال واحد رئيس, ولكن الإجابة عنها تبقى مجهولة! وغائبة تماما كالحقيقة الضائعة في حياتنا !وسط كومة المتناقضات. ممزقة الأوصال.. مشتتة الأجزاء.. معتدى عليها أزليا.. مستكينة,ترنو إلى الخروج من وحدتها..ولكننا لا نفسح لها مجالا.. لسبب واحد بسيط.. لأنها الحقيقة التي تفضح مافي الصدور والقلوب! . والتي تبقى الأجدى والأحلى وألابهى.. فلنصل للحب كي يعمر قلوبنا ونفوسنا وعقولنا.!. ولنجعله سيدا في حياتنا.. فهو لا يغدر ولا يكره..فهل نفعل ؟
الگاردينيا:المادة اعلاه تنشر لأول مرة ..ارسلتها حرم المرحوم..فألف شكر لها وننتظر المزيد..
3343 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع