أيبكوت...

 

 علاء الدين الأعرجي

تُــليتْ هذه القصيدة في الندوة الشعرية التي خُصصت لأعمال الشاعر ، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في إطار أنشطة النادي العربي. ونشرت في عدة مجلات وصحف.

إيـبْـكـوت: رمزُ  التقدم العِلمِي والتكنولوجي
 [Experimental Prototype Community of Tomorrow]
EPCOT
مدينة مُستقبليَّة في "عالَم دِزني" بفلوريدا زارها الشاعرُ عدة مرات  وتأثر بممعروضاتها التي تعكس التقدم العلمي والتكنلوجي )
علاء الدين الأَعرجيّ



يا  شُعْلــةَ الفَـنِّ الرَفيـعِ وَوثـبَـةَ العَـقـْـلِ العَـتـيدِ
وخُلاصَـةَ العِلـمِ الطَّـمُوحِ تـُـزَفُّ في عـِقْـدٍ فَـريـدِ
يا  مَـوْكبَ التاريخِ يـَحْكي قـِصَّةَ الأشيـاءِ والأحيـاءِ في كُـلِّ العُـهـودِ

يا  مُعْـجِـزَ الإنـْسـانِ مُـنذُ عُهـودِهِ الأُولى إلى العَهْـدِ الجَديـدِ

يا حـافـِلا ً بالـمـُـنْـجَـزاتِ، مـُجِـدِّداً في كـُلِّ حَقـلٍ في الـوجـودِ

*          *          *

يا نُزهَـةً في الكَـونِ، فيها ألفُ ألفٍ، كَيـفَ  يَرويـها قَصيـدي:


مُتَـنَقِّلا ً شَرْقـاً  وَغَرْبـاً في مَـسـارحِ أرضِـنا، أرضِ الجُـدودِ

فعلى بِساطِ الريـحِ تَعـلـو في فَضـاءِ اللاسُـدودِ

وتُسابقُ الصاروخَ صَوْبَ النَّـجْـمِ في كَـوْنٍ مَديـدِ

وعلى خُـيـولِ السِّحرِ تَعْـدو فَـوْقَ بَحْـرٍ مِن لُـجَـيْنٍ أو جَليـدِ

*       *       *
فَإذا  سَـبَرتَ عَوالِـمَ الكَـونِ السَّحيقِ وَمـوْطِـنَ الأشْـباحِ في أَقصى الحدودِ

فَاعْـطِـفْ على أَرضِ الكِـنانةِ وادخُـلِ الأهرامَ واخطُـرْ في الصَّعـيـدِ

وإذا  رغِـبْتَ، نـَزَلْـتَ صَـوْبَ الـصِّينِ والسُّـورِ التَّـليـدِ

أو في ذُرى روما وَعِـنــدَ القُدسِ أو بغدادَ واليَـمَنِ السَّعيدِ

 *    *      *

وعَـواصِفُ الإعْلامِ تَـبْـعَثُ سَـيْـلَها، عَـبْـرَ الأثـيـرِ، إلى البعيدِ

كـُـشِـفَتْ لـَنا قـِصَصُ الحَضارةِ قَبـلَ أيَّـامِ الرَّشيـدِ

وعلى الأرائكِ جُـلَّسٌ، عَـبْـرَ الفـَضاءِ وفي البـِحارِ وفي الصُّـرودِ

تَـتَـنقَّلُ الحُـجُـراتُ فيـنا  في  الزَّمـانِ  وفي المَكانِ  بِلا  قُيـودِ

فَـتَطـوفُ ما بَيـنَ النُّـجومِ وفي التُّـخومِ وأنتَ في عَرْشٍ رَغيـدِ

فَـتَرى  نُـشوءَ الكائِـناتِ، وَبعدها تـَرقـى إلى عَصْرِ العَـبـيـدِ

وَطُفـولة الـبَشرِ الذي أمضى مَلايـيـنَ السنيـنِ يَـغُطُّ في جَهـْلٍ شـَديدِ

وَتَحـارُ في أمرِ الحياةِ وسـِرِّها، سِـرِّ الوجودِ، لذي الوُجـودِ

*          *          *

وَتـَرى الجُموعَ تَعـُجُّ فيهِ كَأنـــَّـها في يَومِ عِـيـْدِ :  

وَصَبـيَّـةً  كَالفَجْـرِ تَرفــُلُ بالحَـريـرِ وتَعْـتَـلي عـَرْشَ الورُودِ

رَقَصَتْ كَسَيـلِ السَّـلسَبـيـلِ، كَمَـوجَـةٍ في بَحْـرِ جُـودِ

وَعَـدَتْ على الأمْـواجِ في مَـاءِ البُـحَـيـرةِ كـَالشَّـرودِ

وَجَـرَتْ كَعَـصْفِ الريحِ يَـغْشـى لُـجَّـةَ السَّيـلِ الخَضيـْدِ1

*          *          *

إيـبْـكـوتُ شُعْـلَـةُ عالَـمٍ يَـصْبـو إلى يَـوْمٍ جَـديـدِ

لِلـنَّشءِ أنـتَ  مُـعَـلِّـمٌ، ومُـحَـرِّرٌ لِلعَـقـلِ مِـن أَسْـرِ الجُـمُودِ

مَاذا أقـولُ، وَفي فَـمي  مَـاءٌ، وَهَـل يُـجْـدي نـَشـيـدي:

إيـبْكوتُ، ماذا حَـقَّـقَ الإنسانُ للإنسـانِ مِـن عَـيْـشٍ سَـعـيـدِ!

إيـبْكوتُ، ماذا لَو رَأيْـنـا مِـنـْكَ نــَــزْراً في العِـراقِ أو الشَّــآمِ أو"السُّعودِ"!

حَـرْبـاً  على الأمـراضِ والجوعِ الذي أضْحى يُـهَدِّدُ جُـلَّ أبناءِ الصَعيدِ!2

حَـرْبـًا على الظُّـــلْمِ العَنـيدِ، وَظالِـمٍ يَـلْهـو بأشْـلاءِ العبـيـدِ!

هَـلا ّ نَشَـرْنا، نـَحْـنُ أبـناءَ العُروبـَةِ، شـُعْـلَـةَ العِلْـم النَّضيدِ

حَـرْبـاً على الـجَـهِـل الشَّـنيعِ مُـعَـشِّـشاً تَحْـتَ الجُـلُودِ!

حَـرْبـاً على  تِلْـكَ العُـقـولِ، لعـلـَّها أمْسَتْ كأَقـبِـيَةِ الصَّديـدِ!

*          *          *

العِـلْـمُ مِـفْتاحُ البَقاءِ، أو الفـَنـاءُ مَـصيـرُكمْ، يا قـومَ "هـُودِ"3

إيبْكوتُ قَـلْبُ العِلـمِ،

   يَـنْبـِضُ بالحيـاةِ،

لِذي الحياةِ، وَبالخـلودِ

 

1. الخضيد : المتكسِّـر

  2. الصعيد: الـتـُراب، وفي هذا السياق يعني الأرض

  3. قَومُ هُودِ: همْ قومُ عاد الذين باد

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع