مقالة صحفية كتبها الشاب الدنماركي Christopher Røhl كريستوفر رول رئيس حزب الشباب الراديكالي Radikal Ungdomفي صحيفة الويكيند باللغة الدنماركية اخترت ترجمة هذه المقالة لشاب دنماركي لايتجاوز العشرين ولانه بعيد عن الصحراء الغربية والنزاع العربي الاسرائيلي جغرافيا وتربويا الا انه يقف موقف انساني رائع رغم بعده عن المنطقة العربية الا ان ضميره الحي يقف مع اهم قضيتين انسانيتين الا وهما القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية وهنا نشترك انا وكرستوفر رول بمبادئنا . ولهذا اخترت مقالته لترجمتها للعربية..
ترجمة المقالة بتصرف مكارم ابراهيم
تخيل ان بيتك سرق منك وعملك وجهدك يسرق منك من قبل شخص اخر وعندما تخرج للتظاهر والاحتجاج وتصرخ بجنون مطالبا بحقوقك التي سرقت منك تعتقل من قبل الشرطة تهاجمك وتمنعك من الاحتجاج وفوق كل هذا فان الامم المتحدة تشاهد كل ذلك لكنها تقف صامتة ساكنة دون حراك وكل الدول التي تثق انت بها لانها تنادي بالديمقراطية والسلام والحرية لاتمد لك يد العون بل على العكس تصب الملح على الجرح فهي تساعد المحتل في سرقة ارضك وثروات بلادك وبالتالي لاتملك انت شيئا سوى عائلتك التي تاخذها لتلجا الى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة وقصتك هذه تشبه الى حد كبير الاحتلال الصهيوني لفلسطين وازمتها التي تحتل مساحة كبيرة اليوم في الاعلام العالمي لكن الحقيقة مشكلتك اي ازمة الصحراء الغربية المستعمرة الاخيرة في القارة الافريقية هي ازمة الصحراء الغربية والاعتراف بها لااحد يذكرها كما تتناول الصراع الفلسطيني الصهيوني!
نفوذ الاحتلال المغربي:
الصحراء الغربية كانت مستعمرة من قبل اسبانيا حتى عام 1975 وبعد انسحاب اسبانيا من الصحراء الغربية نشبت حرب طويلة الامد بين المغرب والمقاومة الصحراوية الممثلة بجبهة البوليساريو الى جانب الشعب الصحراوي الذي يقطن الصحراء الغربية وحينها تشكلت جبهة البوليساريو الشعبية المقاومة للاحتلال المغربي واستمرت الحرب ضد الاحتلال المغربي حتى عام 1991 حيث تم عقد هدنة وقف اطلاق النار بينهم تحت اشراف الامم المتحدة وتضمنت الهدنة اجراء استفتاء شعبي للصحراويين يصوتون فيه رغبتهم بان يكونوا جزءا من المغرب او يطالبون باستقلالهم التام من المغرب واعلانهم دولتهم كجمهورية مستقلة عن المغرب , لكن ماحدث في هذا الوقت هو ان الحكومة المغربية كانت تعيق من اجراء الاستفتاء الشعبي للصحراويين على الرغم من ان الامم المتحدة مراقبة ومشرفة على الاتفاق الذي تم بين المغرب والصحراويين حتى ان الحكومة المغربية سببت في تهجير 100,000 مواطن صحراوي الى مخيمات اللاجئين في الجزائر في حين 360,000 مواطن صحراوي لم يهاجر الى الجزائر بل يعيش على ارضه المحتلة هاربا من الاعتقال ويائسا ويعاني الفقر رغم انه يعيش على ارض فيها كنوز عظيمة للثروات المعادن الطبيعية عدا ثروة الصيد الهائلة وفي نفس الوقت تعيش المغرب على سرقة الثروات الطبيعية الهائلة للصحراويين في الصحراء الغربية التي تحتلها المغرب.
النزاع المنسي:
الغالبية منا على علم بالنزاع القائم بين اسرائيل وفلسطين ونعلم بكل قذيفة تسقط على الضفة الغربية وقطاع غزة المحاط بجدار الاحتلال الذي يعزل الشعب الفسطيني عن المحتل الاسرائيلي وهنا يتساوى الصحراويين مع الفلسطينيين بوجود جدار من 2200 كيلوميترعازل بين الصحراويين وقوات الاحتلال المغربي وهذا يجعل الحكومة المغربية منتهكة لحقوق الانسان مثل القوات الاسرائيلية في فلسطين حسب القوانين الدولية واي دولة تبرم اتفاقيات مع المغرب تعتبر شريكة في هذه الانتهاكات الدولية لحقوق الانسان.
من الجدير بالاشارة ان نقول اننا نشاهد المينروسو او بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية وتعرف ب المينورسوالمسؤولة عن تطبيق الاستفتاء الشعبي في الصحراء الغربية ولديها تكليف في متابعة اتفاقية السلام في الصحراء الغربية الا ان هذه البعثة رغم مسؤوليتها في المراقبة الا انها اشبه بالكلب الحارس الذي لايعوي ولايعض فرغم انها تشاهد كيف يقمع المتظاهرون الصحراويين من قبل قوات الامن المغربية لكنها لاتتدخل ولاتسجل اي تقرير حول حوادث اعتداءات واعتقالات قوات الامن المغربية للصحراويين العزل ,في حين نجد ان مجلس الامن الدولي هو في خطوة على الطريق الصحيح في جمع اغلبية عددية لتشمل بريطانيا العظمى والولايات المتحدة في دعم التوسع الا ان فرنسا الحليف القريب للمغرب مازالت تقف عائقا في جمع العدد اللازم للاصوات الدولية من اجل وضع حد للانتهاكات الانسانية التي ترتكبها القوات المغربية في حق الصحراويين في الصحراء الغربية المحتلة وهكذا تستمر فرنسا في عرقلة وجود تصويت غالبية لمراقبة انتهاكات المغرب في الصحرا ءالغربية
تقول الحكومة الفرنسية يجب ان تكون هناك اتفاقية عادلة تضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي ولكن الكلام شئ والفعل شئ اخر فكل ماتفعله فرنسا بعيد جدا عن دولة ناضلت في سبيل الديمقراطية وحقوق الانسان فكلا من رؤساء فرنسا السابقيين نيكولا ساركوزي والرئيس الحالي اولاند يفتخرون بالاتفاقية القديمة لفرنسا مع المستعمرات الفرنسية في افريقيا ولهم احترام كبير للدول التي اابرمت معها تلك الاتفاقيات قبل الاعتراف بحقوق الانسان ومن ضمن تلك الدول المغرب
فعندما اشتعل الربيع العربي في تونس بداية عام 2010 فان فرنسا كانت تدعم الديكتاتور التونسي بن علي ولكن عندما وجدت ان العالم كله يقف مع المحتجين التونسيين ضد بن علي عندها سحبت فرنسا دعمها للديكتاتور التونسي بن علي هذا يعني ان هناك امل في فرنسا ان تاخذ موقفا صحيحا عندما يتحرك كل العالم
للعلم ليس فرنسا وحدها تعرقل استقلال الصحراء الغربية وتحررها من المغرب بل ان كل دول الاتحاد الاوربي يتعامى عن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وانتهاك المغرب للقانون الدولي.
فمنذ عام 2002 اكد هانز كوريل الوكيل السابق للشؤون القانونية في الامم المتحدة ينبغي بيع موارد الصحراء الغربية لصالح الصحراويين وليس لصالح المغرب .وفي عام 2009 اكد البرلمان الاوربي القسم القانوني فيه بان الشعب الصحراوي لايستفيد من الموارد الطبيعية التي تباع من ارضه لدول الاتحاد الاوربي فالشعب الصحراوي لايسال ولايستفيد من بيع ثرواته الطبيعية ومع هذا وجدنا ان الاتحاد الاوربي يوقع اتفاقيات غير قانونية مع المغرب بشان صيد السمك في الصحراء الغربية ولحسن الحظ ان بلدي الدنمارك رفض هذه الاتفاقية في اول اجتماع لمجلس الوزراء ولاحقا تم التصويت عليه في الشتاء الماضي حيث قبل عامين تم التصويت ضده تم اعتماد القرار في البرلمان الاوربي في نفس يوم اليوم العالمي لحقوق الانسان بسخرية وماساة وليس فقط اتفاقية الصيد البحري التي تورط الاتحاد الاوربي بها مع المناطق المحتلة في الصحراء الغربية بل اتفاقيات (DCFTA)داخلية عديدة مع المغرب.
اليوم هناك ثمانون دولة تعترف بالصحراء الغربية (SADR)كجمهورية عربية مستقلة وعضوة في الاتحاد الافريقي من عام 1976 لكن الى الان لاتوجد اي دولة في الاتحاد الاوربي تعترف باستقلال الصحراء الغربية
اما جيراننا الشماليون فهم اكثر منا تقدما في الاقتراب من الاعتراف بالصحراء الغربية وتنديد بالاحتلال المغربي فاخر التطورات كانت لوزير خارجية النرويج الجديد Børge Brende(Høyre) فقد اكد موقفه بشكل واضح من استقلال الصحراء الغربية علاوة على ان الصحراء الغربية هي الدولة الوحيدة التي ترفض وزارة خارجية النرويج ان تقام فيها اية شركات غربية وكذلك مملكة السويد على خطى مملكة النرويج حيث قرر البرلمان السويدي في عام 2012 الاعتراف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة تحت مسمى الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية وحاليا الدنمارك تتقدم على خطى النرويج والسويد فقد اعلن وزير التجارة والبرلمان الاوروبي نيك هيكةغوب طلب من الشركات الحكومية الدنماركية عدم التعامل او شراء اية منتجات من الصحراء الغربية باعتبار ان المغرب يسرق الارباح لجيبه الخاص ولاتذهب للصحراويين ومنذ ذلك الحين وجدنا اربع بلديات في الدنمارك لاتشتري ملح الطريق من الصحراء الغربية
ختاما فان الطريق واضحة ولكن يتطلب منا ان نتكلم بصوت عالي عن النزاع في الصحراء الغربية فالمصالحة الدبلوماسية لاتشير دوما الى الصراع الابدي بين اسرائيل وفلسطين ان وجود حل لهذا النزاع امر مرغوب لكن حدود الدنمارك لايجاد حل محدودة, فيما يخص النزاع في الصحراء الغربية اخر مستعمرة في القارة الافريقية لكن الاحتمالات عديدة منها الضغط على فرنسا المعرقل الاساسي في مراقبة انتهاكات حقوق الانسان من قبل القوات المغربية بحق الصحراويين في الصحراء الغربية وعدم اقامة اية شركات في الصحراء الغربية كما تفعل النرويج ويمكن ان نتحالف مع جيراننا السويد ونضغط على دول الاتحادالاوروبي داخليا لان الاتحاد الاوربي له نصيب بجزء كبير من الايرادات التي تشترى بها الثروات الطبيعية من الاراضي المحتلة
واخيرا وليس اخر لنكن الدنمارك اول دولة في الاتحاد الاوربي يعترف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة ونضغ ضغوطا كبيرة على بقية دول الاتحاد الاوربي.
على احدنا ان يتكلم عندما يصمت كل العالم وعلى الحكومة الراديكالية التي نؤمن بها ان لاتكون مجرد الكلب الحارس الذي لانبح ولايعض بل يجب ان تنبح وتصرخ وتعض في تحقيق القانون الدولي في النزاع على الصحراء الغربية في انتظار اللاجئين الذين يتضورون جوعا في مخيمات الجزائر ومنهم من لم يرى وطنه الام حتى الان لنصرخ وندافع ولانصمت كما يصمت العالم !
مع تحيات مكارم ابراهيم
31 اغسطس اب 2014
هوامش :
مقالة كريستوفر رول رئيس حزب شباب الراديكال في الدنمارك
https://www.radikalungdom.dk/flx/nyhed_side/anerkend-vestsahara/
958 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع