فلاح ميرزا
لاشك فان العراقيون بحاجة الى تذكيرهم ببعض المناسبات التى تجلب الى نفوسهم الذكريات الجميلة التى كانت تدخل السرور والبهجة لما يطلعون عليه من ماتنتجه الدول والشعوب من صناعات واجهزة وافلام تبرز مظاهر التقدم والرقى التى وصلت اليها تلك الدول وشعوبها وهى بذلك تقرب الى اذهان العراقيين العالم وما يحويه من مظاهر تنال الاعجاب والتقديرعند مشاهدتها عن قرب وبحرية وتفاصيل واسعة وكانهم ذهبوا سائحين الى العالم ورغم ان موضوع كهذا يتكرر فى السنة لمرة واحدة الا انه كان يوازى بوجوده فرحة العيد لكون ان العوائل تاتى الى المناسبة من كل صوب من الشمال والجنوب والشرق والغرب وقد اكون قد اطلت فى وصف تلك المناسبة لكم دون اعطائها وصفها وتعريفها من البداية انها مناسبة دورات معرض بغداد الدولى السنوية التى تفتتح فى بداية شهر تشرين الثانى ونتهى فى الخامس عشر منه وتاتى تلك المناسبة لتبرز ماتوصل اليه العالم من تطورات صناعية وتجارية وسياحية ويرافقها ايضا انشطة واجتماعات للجان مشتركة يرتبط فيها العراق مع دول العالم الى جانب حضور عدد كبير من وزراء الدول وخبارئهم والمتنوعين وفرق فنية ونشاطات متنوعة اخرى لكلا الجانبين العارضين الاجانب والعراقيين وشهدت ظاهرة اقامة المعارض الدولية تطورات كبيرة شملت اساليب اقامتها وانواعها ومناسباتها واصبحت ذات اهمية واولوية للشركات الصناعية والتجارية فى اطلاع شعوب العالم وتعريفهم بما يصنعوه من منتجات وما يبغون الوصول اليه من خلال اقامة هذا النشاط وكان معرض بغداد الدولى وهو من المعارض الدولية المعروفة عالميا وذو شهرة واسعة يبرز تلك المشاهد لكل زائريه كل حسب تطلعاته ولذلك ارى من الضرورة اعطاء فكرة سريعة على نشاط هذا المرفق الذى بدء متواضعا فى 1964 وبمشاركة خمسة دول ولم يعطى الرعاية والاهتمام الكافى من قبل العراقيين لاسباب اولها قلة ثقافة الناس بما يؤديه هذا النشاط من ظواهر علمية وصناعية وثقافية ولكنه تدريجيا اخذ بالنمو والتوسع فى نشاطه ليصبح الاول فى منطقة الشرق الاوسط حيث وصلت مشاركة الدول يه الى 75 دولة واكثر من ستهالاف شركة عالمية الى قبل العدوان الثلاثينى فى عام 1991 ونتيجة لقرارات الحصار والمقاطعة الدولية ابان حرب الخليج الثانية انحسر نشاط معرض بغداد الدولى , وتحول نشاطه الى اقامة معارض للصناعات العراقية والمعارض الزراعية وبعض الانشطة الاخرى التى لم تؤتى بالنتيجة التى كانت دورات معرض بغداد الدولية بها لذلك بدات تدريجيا تتناسى اهميتها لدى العراقيين على الرغم من محاولات اعادته الى صورته القديمة بعد الاحتلال عام 2003 فقد احجمت الدول عن المشاركة نظرا لحالة التى شهدها العراق من تفجيرات وعدم استقرار الاوضاع الامنية والسياسية والتى لاتشجع الشركات والدول الى المشاركة وهذا يسحبنا الى ان مشاركته فى المعارض الدولية قد انتهت وابتعد العالم عن التعرف بحضارة العراق وصناعاته ومنتجاته الزراعية ومعالمه السياحية فى حين كان العالم ومن خلال مشاركة العراق فى المعارض الدولية يطلع على مايجرى فى العراق من تطورات وفى نواحى الحياة وكانت اكبر وسيلة اعلامية اضافة الى كونها تجارية ونتج عن تلك المشاركات بجوائز لبعض الصناعات ومداليات ذهبية من المعارض العالمية المعروفة ولاهميته فقد تم اخيتاره فى المكتب التنفيذى لهيئة المعارض الدولية ممثلا عن اثنى عشره دولة عربية كما وشملت يوميات معرض بغداد الدولى اقامة حفلات للدول المشاركة تتخلها عروض ازياء وفرق فنية وعادة يحضر تلك الفعاليات عدد من الوزراء والسفراء والخبراء وكبار المسؤولين وجمهور المدعوين ويتم خلالها تبادل وجهات النظر بمستوى المشاركة واهمية الاجهزة والمكائن المعروضة والاتفاق بشانها تلبية لحاجة الدوائر منها انها وبصراحة فرصة كبيرة للاتقاء مع الخبراء والفنيين القادمين من خارج الوطن دون الحاجة للسفر اليهم وبذلك فان الدولة تضرب عصفورين بحجر واحد الاول فان الوقت يتسع الى مزيد من النقاش حول مواصفات المكائن والاجهزة المعروضة والثانى هو الاطلاع على مختلف الصناعات من مصادر مختلفة تؤدى نفس الغرض ويبقى معرض بغداد بحاجة الى المزيد من التوضيح والشرح سيتم تناولها فى الحلقات القادم
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع