محمد علي الامام
لايخفى على المراقبين للمشهد العراقي انه كان على شفى حفرة من الانفجار منذ سنين وخاصة بعد عام 2003 وافرازات الاحتلال البغيض وتصرفات العملاء بشكل حكومي وباشكال اخرى مليشياتيه وطائفيه والسياسات الخاطئه من اعتقلات وتعذيب واعدامات وتهميش طائفي تحت يافطة الارهاب والتعامل الطائفي الذي بدأته حكومه ابراهيم الجعفري التي ادارت الحرب الاهليه وقتلت او تسببت في قتل الالاف من العراقيين بوسائل متعدده اهمها كانت فرق الموت الحكوميه التي كانت تجوب الشوارع والازقه لتغتال وتخطف وتعتقل وتفعل كل شيء ..
في عهد المالكي ازداد الطين بله وبدأت عمليه تطهير مذهبي ابتداءا من المؤسسات الى المناطق في بغداد ثم انتقلت الى المحافظات وسامراء نموذج لذلك والكيل بمكيالين وتعرض العرب السنه والاخوه الكورد الى تعامل منافي للشراكه في الوطن وبشكل شوفيني مذهبي طائفي تشم منه رائحة الحقد الفارسي واضحه .
وكلما بان في الافق تغير ما تفائل العراقيين بالامل والتغير نحو الاحسن ولكن النتائج كانت دائما مخيبه للامال بل وازداد السوء والظلم والتراجع والتخريب حتى اصبحنا الدوله الاولى في كل شيء رديء وفاشل على مستوى العالم ..
اعتصم العرب السنه في محافظات سته مطالبين بحقوق مشروعه اقرها الدستور الاعرج الكسيح ولكن الحكومه التي يقودها حزب الدعوه الايراني اصر على تفاقم المشكله وتضخيمها وكان بالامكان حلها بيسر وسهوله ولكن وكما يبدو ان الاجندات الخارجيه منعت ذلك وحصل الذي حصل في حزيران 2014 في نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى وبغداد واليوم ترك المالكي المنصب ومن انجازاته التي ظل يتبجح بها وهو في خطاب التنحي لم يفارقها وهناك 40% من اراضي العراق خارج سلطة الحكومه ويتحمل هو وحزبه كامل المسؤوليه عما جرى كما ان هناك قوى شعبيه تخوض معارك مسلحه وتهدد بالدخول الى بغداد والجيش منهار والمليشيات تسيطر على الوضع في المناطق الباقيه وهناك ثوره بمعنى الكلمه تحقق نجاحات هنا وهناك ولها رصيد ومؤيدين كثر في عموم العراق بالرغم من محاولات خلط الاوراق بينها وبين الارهاب ..
ماحدث في العراق بعد العاشر من حزيران 2014 يعتبر تحولا كبيرا ادى الى الاتفاق في تصوير الموقف العراقي بان عراق مابعد ذلك اصبح عراقا آخر ..يقول ( جي غارنر ) اول حاكم للاحتلال الامريكي للعراق : "
العراق مقسّم حالياً وينبغي تقبُل تلك الحقيقة، فالعراق الذي كنا نعرفه لم يعد موجوداً اليوم
ويقول السيد مسعود البارزاني
يجب التعامل بين المركز والاقليم على اساس مابعد احداث نينوى وهو واقع جديد يجب الاعتراف به ويقصد كركوك
الكثير من دول العالم غيرت نظرتها الى العراق والى حكامه بعد احداث الموصل وهيأت سياساتها للتعامل مع واقع جديد املته الاحداث ان كانت من الدوله الاسلاميه او من ثوار العشائر والجميع يتفق ان السبب هو السياسين الشيعه الذي لم يتمكنوا من ادارة الدوله خلال عشرة سنوات ضاعت فيها ارواح وسفكت فيها دماء ونهبت فيها اموال وعم الفساد والاجرام والفوضى حتى بات العراق بيد المليشيات ونحن والصومال سواء بسواء ..
يقول مسؤول سياسي كردي رفيع المستوى ان هناك اجتماعات تتضمن كيفية حل المشكلات القائمة بين السنة والكرد من جانب وبين الشيعة من جانب آخر".
ويضيف إن "طريقة الحكم في العراق تتجه إلى التغيير، وحتى اليوم لم يتم التوصل إلى قرار نهائي، ولكن تم الاتفاق على ضرورة منح المحافظات استقلالية إدارية ونظام لا مركزي ولن يُسمح للحكومة في بغداد بالتدخل مجدداً في شؤون المحافظات ..".
لقد اخفقت الاحزاب الدينيه الشيعيه المهيمنه على الحكم في العراق منذ عام 2004 وحتى الان في ادارة العراق على صعيد جميع الملفات الامنيه والسياسيه والاقتصاديه والخدميه وفشلت في تحقيق مصالحه وطنيه كما فشلت في بناء جيش وشرطه وطنيه ذات عقيده ويقول الرئيس الامريكي بهذا الصدد :
في معرض الاجابه على سؤال بشأن العراق مفاده هل كان من الأفضل بقاء القوات الأميركية في العراق لمنع العنف؟ يقول اوباما .
"لم نكن بحاجة لبقاء قوات أميركية لولا إن الغالبية الشيعية الحاكمة أضاعت فرصة تقاسم السلطة مع الأكراد والسنة، فالشيعة أقروا قوانين اجتثاث البعث وقوانين ظالمة أخرى ضد السنة والأكراد" هكذا أجابه أوباما.
وبالإضافة إلى كلام أوباما كانت هناك خطوات أخرى حدثت في الأيام القليلة الماضيه تشير بشكل واضح إلى إن المجتمع الدولي لا يرغب بالتعامل مع السياسين الشيعة، بل يرغب بالتعاون مع الأكراد والسنة ودعم قادتهم.
أبرز هذه الخطوات قرار واشنطن بتوجيه ضربات جوية ضد عناصر "الدولة الإسلامية" عندما حاولوا الاقتراب من إقليم كردستان، بينما تجاهلت واشنطن طلب الحكومة في بغداد بتوجيه ضربات جوية عندما سيطر التنظيم ذاته على مدن الموصل وتلعفر وتكريت وأجزاء واسعة من الأنبار...
كما قرر الاتحاد الأوربي في اجتماع عاجل عقده الاسبوع المنصرم تسليح المقاتلين الأكراد "البشمركة" وأكد دعمه للمساعدة العسكرية المباشرة التي قدمتها بعض الدول الأعضاء من بينها فرنسا .
وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال بعد الاجتماع "توصلنا إلى موقف مشترك يفيد في مضمونه أن الدول الأوروبية ترّحب بتسليح قوات الأمن الكردية".
الصدمة سيطرت على السياسيين الشيعة بعد هذه القرارات الدولية التي تدعم الأكراد، فيما تم تجاهل قوات الجيش الاتحادي في بغداد التي تواجه تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوب بغداد وشمالها وفي ديالى وسامراء . اضافة الى عقد العديد من الاجتماعات مع الاخوه الكورد وبعض الشخصيات العربيه السنه من مجالس العشائر والثوره .
وعلى الرغم من أن العديد من وزراء الخارجية زاروا بغداد الأسبوع الماضي لكنهم لم يعرضوا أي دعم عسكري على الحكومة بينما أكدوا دعمهم للقادة الأكراد خلال زيارتهم إلى أربيل.
وفي خطوة تؤكد تذَمر الحكومة في بغداد من التطورات شمالي البلاد، أصدرت الحكومة الاتحادية بيانين انتقدت فيهما الضربات الجوية الأميركية شمال العراق وتسليم الأكراد تجهيزات عسكرية دون الرجوع الى موافقة الحكومه ..".
ماذا حصل اذا ؟؟ اختيار العبادي وحسب تحليلي الشخصي هو تحويل الملف السياسي العراقي الى الانكليز لان الدكتور العبادي هورجل من رجال بريطانيا في العراق و من التيار الانكليزي ليس لكونه مقيم ويعتبر مواطن بريطاني لحمله الجنسيه البريطانيه ولكن حزب الدعوه الذي ينتمي اليه العبادي له اربعة ولاءات وارتباطات ( امريكيه – ايرانيه – سوريه لبنانيه – انكليزيه ) وسوف يبدأ التغيير الناعم باسلوب ابو ناجي المعروف بالدهاء السياسي .
نعود الى من روج للاقاليم او الانفصال فالحل وجده الانكليز وحصلت موافقة التحالف الشيعي عليه وهو اقرار نظام اللامركزيه للمحافظات في كل شيء عدا الدفاع والماليه والسياسه الخارجيه والموارد القوميه ..وسحب القيادة العامه للقوات المسلحه من صلاحيات رئيس الوزراء وانشاء مجلس الدفاع الاعلى يرأسه رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء عضوا فيه ..
فهل سيستقر العراق ام نحن من حفره الى حفره ولانزال في النفق المظلم ؟؟
محمد علي الامام
888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع