محمد علي الامام
لايزال لغز الموصل يطرق الباب طرقا قويا للغموض الكبير الذي يلف الموضوع واصرار الحكومه العراقيه الممثله بالقائد العام للقوات المسلحه على عدم الكشف عما جرى ولم يشكل لجنة تحقيقه عليا ولم يحيل اي قائد عسكري او امني الى المحاكم العسكريه..
ولم يسمح لاي خبر اعلامي او تصريح عسكري حول القضيه وجاءت باقي الاحداث متلاحقه سريعه قد لاتكون مرتبطه مع الحدث الرئيسي في نينوى ولكنها ايضا لم تحظى بالاهتمام المطلوب من القياده العراقيه وخاصة ماحدث في صلاح الدين وتحديدا في قاعدة ( سبايكر ) كما لايزال الجهاز الحكومي صامتا امام مصير الالاف من الجنود وصغار الضباط المفقودين والذين اختفت آثارهم منذ اكثر من شهرين مما جعل للاشاعات والاقاويل ان تنتشر بسرعه وكذلك هبة اهالي المفقودين بالمطالبه عن بيان مصير ابنائهم ويضاف الى كل هذا الكذب المفضوح لوسائل الاعلام الحكوميه ومن ورائها وهنا لابد من تسليط الضوء حول ماجرى والاسباب التي دعت الحكومه الى الصمت وعدم التصريح او حتى التنويه ..
لقد سبقت احداث الموصل بيومين احداث سامراء حيث تمكنت قوه من الدوله الاسلاميه من الدخول فجرا الى المدينه وبسهوله وبقائها لبضع ساعات ثم الانسحاب غربا وشمالا وهذا بالتأكيد مؤشر مهم كان يفترض ان يتبعه اجراءات سريعه وفعاله من قبل القيادات العسكريه والامنيه في باقي المناطق تحسبا لاي طارىء ولكن ذلك لم يحصل مما يثبت وجود تقصير واضح يتطلب المحاسبه والتحقيق والمحاكمه ولكن لم يحث مثل هذا ؟؟ لماذا ؟؟
1 . من المحتمل ان العمليه التي جرت في سامراء كانت محاوله تدريبيه او تجريبيه او ان تكون قد تغيرت الخطط باللحظات الاخيره وحسب قناعتي ان دخول سامراء وما تبعه في نينوى وصلاح الدين كان بعلم وتنسيق من قبل الحكومه العراقيه وباتفاق مسبق مع سوريا الاسد وقد تكون الولايات المتحده الامريكيه طرفا فيه ولكن تغيرت الخطط في اللحظات الاخيره وتوجهت البوصله نحو الموصل لاسباب منها :
ان الموصل ملائمه اكثر لانشاء دوله الخلافه ولعدم وجود حدود مشتركه عراقيه من كل الجهات ولكونها شبه معزوله ومناسبه للعمليه ..
عدم ضمان السيطره على اتباع الدوله الاسلاميه عند دخول سامراء من قيامهم بتفجير مرقد العسكريين مما يؤلب الشيعه في عموم العراق لقتال الدوله وهذا امر لم يدخل في حساباتها في الوقت الحاضر كما انه يسبب حرجا للحكومه العراقيه لانه يكون للمره الثانيه التي يفترض ان تكون الحكومه قد امنت له الحمايه الازمه اي سيكون وبالا على الحكومه .
عدم وجود ممرات آمنه للدوله الاسلاميه عبر الحدود مع العراق كما هو الحال في نينوى مع سوريا التي تعتبر القاعده الرئيسيه للدوله الاسلاميه .
ومن الملفت للنظر ان الاجراءات الحكوميه كانت تستبق الاحداث دون استنفاذ الحلول المتيسره ومنها انهاء واجب الجيش وتحشيد المليشيات والتكثيف في بغداد وترك باقي العراق مفتوح امام الدوله الاسلاميه ..
الصمت الامريكي وعدم التدخل ولاحتى المراقبه والسماح لقوات الدوله الاسلاميه بالتجوال في مساحات واسعه جدا تحت سمع وبصر امريكا يدعو الى الشك ..
اعادة التجربه التي نجحت في سوريا بعد ان تمكن الاسد من اضعاف المعارضه السوريه بواسطة الدوله الاسلاميه وتحول المعارضه الى قتالها بدلا من جيش الاسد دعا الى اعتماد هذا السيناريو في العراق لشق الثوره العراقيه وانشغالها بمحاربة الدوله الاسلاميه ولكن هذا لم يحصل لاسباب عديده اولها ان العراق يختلف عن سوريا وان العشائر والثوار استوعبت الدرس وفهمت السيناريو .
بعد السقوط السريع في محافظات العراق اختلف الامر واصبحت الدوله الاسلاميه ذات قوه عسكريه حيث استحوذت على اسلحة وتجهيزات اكثر من فيلقين عسكريين بكامل اسلحتهم ومعداتهم يضاف الى السيطره على منابع النفط الذي يباع الان باسعار قريبه من المجان الى امريكا بواسطه السوق السوداء الامريكيه والاوربيه والروسيه وكذلك حال النفط السوري الامر الذي جعل الدوله الاسلاميه تشعر بالقوه المفرطه وبامكانية البقاء والاستحواذ الاكثر والتمدد الى اماكن اخرى وهذا ما حصل في اقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها والاهم المناطق التي فيها عنصرين لديمومة الدوله الاسلاميه وهما ( النفط والماء ) مع تيسر الارض حيث تكتمل عناصر انشاء الدوله .اما افعال الدوله المغلفه بالتهجير وهدم الاضرحه كل ذلك يأتي من باب المظاهر والتخويف واعطاء الفكره الخطأ عن الاسلام ..
ليس من المستبعد ان تكون امريكا قد قررت ان تكون للدوله الاسلاميه مكان لتقام فيه تجربه مسيطر عليها تتجمع فيها العناصر المتشدده لكي يكون من السهل السيطره عليها وتوجيهها .
اما السيد المالكي الذي بلع الطعم وسهل للدوله الاسلاميه العمل ظنا منه انه قادر في هذا السيناريو ان يستبيح المحافظات المنتفضه بدون اي حرج دولي ويقتل ويفعل مايشاء تحت حجة الارهاب كما كان يفعل مع السنه في الماده ( 4 أرهاب ) ولذلك نراه استعجل في استخدام المدفعيه في قصف المدنيين الامنيين ومن ثم الطائرات وعندما فلت الامر وبدأ الثوار يحققون مكاسب على الارض حتى باتت بغداد هدفا قريبا جدا نرى تدخل امريكا التي حصدت مكسبين من العمليه اولهما التخلص من المالكي وتغيير الوجوه كما هي عادتها في الهاء الشعوب لبضع سنين ومن ثم استخدام الدوله الاسلاميه اداة ترهيب وتخويف حيث سارع اليها الكثير في طلب العون ومنهم من كان يظن انه قوي الى حين ( مثل لبنان والاردن واقليم كوردستان وغيرهم )..
اصبح المالكي اشبه ( ببلاع الموس ) كما يقول المثل البغدادي لاهو قادر ان يفضح اللعبه ولاهو قادر ان يصمت بعد ان استبعد شبه مطرود وسيحاسب حسابا عسيرا لكي تقول امريكا انها عادله وتتخلص من تبعات مافعله المالكي التي نصبته على العراق والتي كانت الى امد قريب توجه سياسته وتنسق معه وتموله وتسلحه ...
شكرا ماما امريكا لقد كسبت الجوله ولكننا كسبنا ايضا بخروج عمليكم التابع لمجموعة ايران من سدة الحكم واستبداله بعميل آخر من مجموعه انكلترا وكسبنا ايضا لاننا لانزال نصر على انها الاحتلال وتبعاته وسنفعل ذلك وكسبنا لان الاستفتاء الذي بدأ في موقع البيت الابيض حول المالكي يشير الى ادانته التي هي ادانه لامريكا وسياستها .. اما لعبة داعش فانها لن تنطلي علينا ونعرف كيف نتعامل معها عند الوقت المناسب ..
سلاما ياعراق الشرفاء
محمد علي الامام
1272 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع