توسع عمليات دولة العراق الاسلامية في كردستان

                                           

                               د.وليد الراوي

تصور الكثير ان هناك نوع من الهدنة او تخادم المصالح بين الدولة الاسلامية وقوات البيشمركة عندما اقتحم  مقاتلوا الدولة الاسلامية مدينة الموصل ولم تتدخل حكومة كردستان في تلك الاحداث ولم تتصرف قوات البيشمركة حيال الموقف,

لقد ذهب الكثير من الباحثين الى ان هناك اتفاق سري بين السيد مسعود البرزاني والدولة الاسلامية حيث سمح لهم من اخذ الموصل مقابل سكوتهم عن سيطرة البيشمركة على كركوك والمناطق المتنازع عليها.
الا ان سير الاحداث اثبتت وجود هدنة غير معلنة او غير متفق عليها تتضمن عدم التعرض كلا الطرفين لمناطق الطرف الاخروقد لوحظ ذلك في بعض الافلام التسجيلية التي بثها كلا الطرفين حيث نلاحظ مواقع للبيشمركة في مقابل مواقع لمقاتلي داعش وكان هناك اتفاق رسمي بين الطرفين, الى ان جاء رد الفعل العنيف للدولة الاسلامية ,حيث قامت الدولة الاسلامية بالتعرض على قطعات البيشمركة في قضاء سنجار ونواحي زمار ووانة وربيعة يومي 3,4 من شهر اب2014.
يوم 6 اب 2014 اعلن تنظيم الدولة الاسلامية ,ان عملياتهم هذه جائت كرد فعل لقصف قوات البيشمركة لمواقع الدولة الاسلامية في ربيعة , لكن الباحث يرى ان هناك اسباب اخرى ادت الى تصاعد الموقف وصولا الى اندفاع مقاتلي الدولة الاسلامية وتهديد اربيل بالاقتحام ويمكن اجمال الاسباب بمايلي:-
1.قصف مناطق تواجد مقاتلي الدولة الاسلامية في منطقة ربيعة وضواحيها
2.دخول عناصر من الميليشيات الشيعية الى مناطق كردستان في نية التعرض على مناطق في كركوك
3.عقد اجتماع لسياسين وشيوخ سنة في اربيل لتاسيس كتائب صحوة جديدة لمقاتلة الدولة الاسلامية
4.زيارة الرئيس مسعود البرزاني لمخيم الخازر وحديثه للاجئين واعلانه عن نيته في زيارتهم في مدينة الموصل بعد عودتهم مما فسر على نية اقليم كرستان التعرض على الموصل وتطهيرها من الدولة الاسلامية.
بالرغم من محدودية عدد مقاتلي الدولة الاسلامية الى انها تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من العراق خلال الشهرين المنصرمين حزيران وتموز وليعاودوا الاندفاع مجددا مع مطلع شهر اب في  قتال قوات البيشمركة وسيطرتهم على معظم المناطق المتنازع عليها في محافظتي نينوى واربيل تقودهم عناصر كردية من تنظيم انصار الاسلام الذي بايع ابو بكر البغدادي خليفة لهم مع الكتائب الكردستانية الشديدة المراس في القتال.
يرى الباحث ان هناك عدة عوامل تتعلق بالامكانية العسكرية التي ساعدت مقاتلي الدول الاسلامية على تحقيق هذا الاندفاع السريع واهمها:-
1.كمية ونوعية الاسلحة التي سيطروا عليها بعد سقوط الموصل وهروب 4 فرق من الجيش العراقي , حيث ان غالبية هذه الاسلحة اميركية الصنع متطورة من دبابات ابرامز ومدرعات وعجلات همفي اضافة الى الصواريخ والاسلحة المتوسطه والمدفعية الثقيلة.
2. التجربة السورية,بالرغم من خبرة الدولة الاسلامية في العراق عبر قتالها للقوات الاميركية قبل انسحابها والقوات العراقية بعد ذلك ,الا ان تمدد ساحة عملهم الى سوريا ونجاحهم في تاسيس جبهة النصرة ومن ثم تمدد الدولة لتكون الدولة الاسلامية في العراق والشام قد اكسبهم خبرة ميدانية واسعة من خلال العوامل التالية:-
أ. امتزاج خبرتهم مع خبرة جميع الساحات "الجهادية "في العالم عبر         تدفق  الالاف المقاتلين من كل مكان.
ب. قتالهم جيش نظامي ذو تسليح وتجهيز عالي المستوى تقف       بجانبه دولتان قويتان هما روسيا وايران .
3.توخي الهدف, اختيار المعارك بشكل علمي مدروس.حيث تم اختيار ارض المعارك مستفيدين من مقاتلي انصار الاسلام ومن خبرة ضباط الجيش العراق السابق من سكنة تلكم المناطق السنية , من الضباط القادة والاعوان الذين انظموا للتنظيم " عقيدة" او من الضباط الذين اجبروا على التعاون معهم مما اكسبهم خبرات عالية في مجال التخطيط والتنفيذ والذي ادى الى انهيار قوات البيشمركة المدربة والمجهزة بشكل جيد.
4.اعادة بناء الحاضنة الشعبية. طالما عمل تنظيم دولة العراق الاسلامية وقبل تمدد عمله الى سوريا على اعادة بناء الحاضنة الشعبية هذه الحاضنة التي سبق ان قاتلتهم عبر مشروع الصحوات حيث حاول التنظيم تلافي جميع اخطاء الماضي من خلال تعريق قيادات التنظيم واصدار العفو مرارا عن عناصر الصحوات ,في المقابل تزامن هذا الفعل الناعم مع الحواضن الشعبية مع تزايد وتيرة العنف والاستهداف الطائفي من قبل قوات الحكومة للمناطق السنية حصرا وعدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين في المحافظات السنية ولاكثر من عام مما ساعد على اعادة العلاقة وتوفر حاضنة شعبية في الموصل وضواحيها وبعض الساحات الرئيسية لعمل الدولة الاسلامية.
5.الاستخدام الامثل للدعاية والاعلام. لقد وضفت الدولة الاسلامية الالاف المواقع الالكترونية للتعبئة و لبث العقائد والافكار.
6. استخدمت اسلوب " الصدمة و الترويع " من خلال اخافة وارهاب اعدائهم عبر بث خلال عملياتهم المصورة والتي يظهرون بها قدرا كبيرا من القسوة والاجرام مما شكل هاجس رعب لدى المواطنيين والعسكريين على حد سواء فعند تسريب خبر بتقربهم او نيتهم في الهجوم على المحور المنتخب نلاحظ سرعة الانهيار النفسي والمعنوي لدى سكان تلك المناطق خصوصا اذا كانوا من الشيعة او من الاقليات الغير مسلمة مما يساعد على انهيار المنظومة الحكومية العسكرية والامنية في تلك المنطقة, في منطقة سنجار الخاضعة لقوات البيشمركة لوحظ انهيار سريع في قوات البيشمركة وفي سلطة الادارة المحلية ولدى السكان والذين غالبيتهم من الطائفة اليزيدية حيال سماعهم بتقرب مقاتلي الدولة لمناطقهم.
7.ضعف قوات البيشمركة.لقد ظهر للمراقبين والباحثين ضعف قوات حرس الاقليم الكردستاني المتمثل بالبيشمركة في دفاعها عن حدودهم حيث لوحظ سرعة الانهيار وتكبدهم خسائر جسيمه وقد اعلن السيد فؤاد حسين والسيد هوشيار زيباري وير الخارجية والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في مؤتمر صحفي عقد في اربيل يوم 8 من اب 2014 بان حجم الخسائر التي تكبدوها بلغت 150 قتيل و500 جريح .
الخاتمة :-
ان مناطق كردستان العراق لم تكن هدفا اساسيا لعمليات داعش بل كانت عمليات محدودة وغايتها تنحصر في عدة امور هي:-
1.عمليات جس نبض لمعرفة حجم القوة الحقيقية للبيشمركة
2.عمليات رد فعل لما سبق ان ذكر في تدخل البيشمركة ومحاولة الاقليم تحرير الموصل وضواحيها من داعش
3.ا رسال رسالة واضحة من ان حدود اقليم كردستان في المرحلة الحالية هي حدود ماقبل الغزو الاميركي عام 2003
واخيرا القول ان لاحدود مصطنعة امام اهداف الدولة الاسلامية.
الدكتور
وليد الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1216 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع