محمد علي الامام
من يراقب ويتابع المشهد العراقي فانه يلاحظ تنوع المتناقضات والتقاطعات في كل شيء وينطبق عليه (شي مايشبه شي) ولكثرة هذه التناقضات والمتضادات لايمكن حصرها مجتمعة وقد يشغلك موضوع منها ولم يتسنى لك الوقت لاكتمال الصوره حتى ينتقل بك المشهد الى صوره اخرى ومصيبة اخرى بل وبلوى اخرى وتتكالب علينا البلاوي دون حل لواحده منها مهما كانت بسيطه ويبدو ان ذلك مقصود لارباك الموقف وتشويش الصوره وتشتيت الفكر وضياع الحقيقه ,, ومن هذه التقاطعات والتناقضات اعرج على واحده منها لان الاخريات تحتاج الى موسوعه لدرجها جميعا ...
التحالف الوطني المتناقض
ليس ابعد من كلمة التحالف وهي التي تعني التوافق والاتفاق في امور على الاقل الاساسيات والجوهريه منها وترك الهوامش ولكن هذا التحالف الذي امرت به ايران ان يكون غطاء للشيعه ضد الاخرين يبدو واضحا انه متضاد ومتقاطع في الداخل بشكل كبير وليس اغرب من ان يكون فيه ثلاثة فروع متناقضه لحزب الدعوه ( المالكي / الجعفري / الخزاعي ) والتناقض بينهم كبير ومبدئ] وليس سطحيا وزاد فيه الصراع على السلطه والكرسي والتناقض الاخر هو دخول المجلس الاعلى عضوا في هذا التحالف وهو يتقاطع تماما مع الجميع ومن مدرسه مختلفه في المرجعيه والتوجه وكذلك الحال للتيار الصدري والفضيله والمستقلين الذي تحالفوا مع الشيعه كطائفه وفقدوا استقلايتهم وبقيت بالاسم فقط ..
ومن الغريب ايضا ان هذا التحالف محكوم يالتقوقع وعدم امكانية الحركه خارج الطوق الذي فرض عليه من ايران او غيرها والا لماذا لايحزم امره بالتحالف مع اي كتله سياسيه اخرى من خارج التحالف كما يفعل كل دول العالم ؟ وحسم امر منصب رئيس الوزراء وهل المنصب حكرا على الدعوه واي دعوه منهم او حكرا على الشيعه واي شيعه منهم ؟؟ منذ اكثر من شهرين والتحالف الهميم والسياسي النشيط والمخلص للعراق يناقش ويمحص ويدقق في اختيار مرشح للحكومه والخروف العنيد لايوافق ولايريد للعراق ان يعبر النهر ولايتمكن القصاب من ذبحه ولاالذئب من اكله ونلف وندور ونعود الى نفس الخروف ونفس العنز واهملونا وسوف نصل الى قرار يوم غد وبعد غد ومطلع الاسبوع القادم وبعد العيد وبعد دورة السنه وبين العياد وبالزكريا وهم اثنان من الخرفان او ثلاثه بالكثير لايفرق عبود عن ابو عيون السود شهاب الدين اضرط من اخيه ومع ذلك لم يحسم المرشح والغريب ان كلمة مرشح باللغه العربيه تعني هو الذي يعبر من الغربال تاركا الشوائب ومن ورق الترشيح يعني المونه والخلاصه والزبده .. هنيئا لكم ايها العراقيين هذه الزبله ..
في كل الديمقراطيات في العالم هناك ممارسة واضحه في حالة عدم وجود اغلبيه لكتله معينه او حزب معين ان تجري التحالفات وفق برامج تطرحها الكتل وتتلائم مع طروحات البعض او تختلف معهم وتكون التحالفات على هذا الاساس لتكوين كتله برلمانيه من عدة كتل او احزاب متآلفه لتشكيل الحكومه ويتم الاتفاق على رئيس الحكومه ومن اي كتله حسب برنامجها وثقلها البرلماني تثبت الاهداف والسياسات والبرامج ... اما العراق فان ديمقراطيته غريبه فريده فأن المناصب به موزعه على الكتل حتى قبل الانتخابات فرئاسة الجمهوريه من حصة الكورد حتما ومن حصة الحزب الوطني الكوردستاني ورئاسة البرلمان من حصة السنه ورئاسة الوزاره من حصة التحالف الوطني حصرا وحزب الدعوه تحديدا ومن الشيعه وجوبا ,,ومع ذلك يجب ان توافق ايران وامريكا وبوركينا فاسو عليهم .. هل سمع احد بهكذا ديمقراطيه في العالم ؟؟ افتونا ايها المنظرون والسياسيون ولاتقولوا لنا وضع العراق مختلف بل عقول السياسيين وجيوبهم تختلف واحزابنا وسياسيونا يختلفون عن كل العالم لانهم لايعملون للبلد بل لانفسهم واحزابهم فقط ..
لماذا لاتطرح برامج حكوميه تلتف حولها الكتل السياسيه ويتم الالتزام بها لتسيير الامور بموجبها ؟؟
اليست امور عجيبه ومتناقضه ومختلفه عن كل العالم ؟؟
عجيب امور غريب قضيه
محمد علي الامام
1175 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع