اسرائيل بين سامي لبيب وزئيف هيرتسوغ

                                   

                          مكارم ابراهيم

في الهجوم الاخير الذي شنته اسرائيل على غزة ارادت اسرائيل ان تبررقتلها لاكبر عدد من الابرياء بتزويرها قصة مقتل المستوطنين الاسرائييلين الثلاثة على ايدي حماس العلاقة التي تعلق اسرائيل عليها تبريراتها بقتل الابرياء في غزة دائما باعتبارها اي اسرائيل انسانية وديمقراطية فلاتقتل الابرياء بوحشية الا من منطلق الدفاع عن النفس

فقد اخفت عن الاعلام العالمي حقيقة مقتل الاسرائيليين الثلاثة لتبرر امام العالم قتلها للابرياء في غزة الذي راح ضحيته اكبر عدد من الاطفال فلم تسلم مدارس الاطفال من القصف الاسرائيلي الوحشي ولامناطق لعب الاطفال في ايام عيد الفطر ولاجوامع المسلمين ارادت اسرائيل ان تحصد اكبر عدد من الفلسطينيين فهي فرصتها قبل الهدنة حسب تحليل العديد من المحلليين السياسيين في العالم رغم قصف اسرائيل للجوامع في غزة  الا ان مسيحي غزة وقفوا مع مسلميها وعرضوا عليهم ان يؤذنوا للصلاة من كنائسهم هذه هي الاخوة الحقيقة في غزة المسلم اخو المسيحي لتعانق الكنائس القديمة المساجد وتقف فلسطين صامدة بوجه اغتصاب اسرائيل غالبية الشعوب الغربية خرجت في مظاهرات مناهضة لهجوم اسرائيل على غزة ولم تخرج مظاهرة واحدة مؤيدة لاسرائيل ولم نرى شخص واحد يرفع علم اسرائيل بل راينا امراة دنماركية كبيرة في السن ترفع علم فلسطين على كرسيها المتحرك لقد سجل غالبية الكتاب العرب  موقفهم من هجوم اسرائيل الوحشي على غزة منهم من وقف مع اسرائيل وحتى اعترف بانه صهيوني مثل الكاتب العراقي ماجد جمال الدين في مقالته الاخيرة الموجهة للكاتب الصهيوني يعقوب ابراهامي ومن الكتاب العرب من برر الهجوم بدفاع اسرائيل عن نفسها ضد حماس التي يعتبرها منظمة ارهابية ومنهم من اكدحقيقة اغتصاب اسرائيل لفلسطين واستمرار تعنت اسرائيل بعرقلة محادثات السلام التي توقعها الحكومة الفلسطيينية دوما رغم تمادي اسرائيل بخرق معاهدات السلام وبناء مستوطنات يهودية جديدة يوميا على انقاض بيوت الفلسطينين ضاربة عرض الحائط كل بنود اتفاقيات السلام مع الحكومة الفلسطيينة وفي نفس الوقت  بوليفيا تعلن على لسان الرفيق اليساري ايغو موراليس بان اسرائيل دولة ارهابية في حين الكتاب العرب يعتبرون منظمة حماس ارهابية وليس اسرائيل ارهابية بل اسرائيل تدافع عن نفسها.ليس من اهدافنا ان نضنع الكتاب العرب في خانات من مع اسرائيل ومن ضد اسرائيل نترك هذا الامر بل يهمنا قراءة تاريخ اسرئيل بشكل صحيح.
فلو قرئنا تاريخ اسرائيل من وجهات نظر مختلفة لكاتب عربي مصري اسمه سامي لبيب وبين دراسة لبروفيسور يهودي اسرائيلي وعالم اثار اسرائيلي في تل ابيب يدعى زئيف هيرتسوغ والمثير للسخرية في المقارنة بين الاثنين هي ان عالم الاثار الاسرائيلي نفسه يطعن بتاريخ اسرائيل ويعتبره مزيف لانه بنى على توراة التاناخ لتي يعتبرها مجرد اساطير غير حقيقية حولت من كتاب ديني لاقيمة له الى برنامج سياسي وتاريخ لليهود! في حين الكاتب العربي المصري سامي لبيب يريد ان يصفع  كل من يقول لاحق لاسرائيل بفلسطين يقول التالي " تعالوا نوثق كلامنا هذا من خلال القرآن لنبدأ بأول تأمل يصفع الذين يتكلمون عن لا حق للإسرائيليين فى فلسطين وأن كل الحق للفلسطينين لنقول بأن القرآن ذكر إسرائيل 41 مرة"انتهى .اذن عليه ان يصفع اولا الاسرائيلي عالم الاثار البروفيسور زئيف هيرتسوغ فهو من بين الباحثين اليهود الذين لايعترفون باحقية اسرائيل في فلسطين وزيف التاريخ الاسرائيلي!.
لقد كان الكاتب سامي لبيب ذكيا جدا لن اقول مراوغا  في تناوله تاريخ اسرائيل فهو حاول ان يسخر من تفاهة نصوص العهد القديم للتوراة لكنه في الوقت نفسه يدعمها  بنصوص القران   ليضع المتدين امام اختيارين لاثالث لهما اما ان يؤمن بنصوص كتابه المقدس القران و الانجيل والتوراة خاصة العهد القديم التي تؤكد بان اليهود شعب الله المختار وفلسطين ارضهم الموعودة او يكفر بكتبه المقدسة ويعتبر نصوصها بشرية الصنع وطبعا هذا مستحيل فالمؤمن يؤمن بالوهية وقدسية نصوصه ولن يعتبرها بشرية يعني سامي لبيب يضع المؤمنين امام اختيارين لاثالث لهما اما تؤمنون بالله وكتبه المقدسة واحقية اسرائيل بارض فلسطين او تكفرون بكل ذلك لكن فات سامي لبيب ان القراء يختلفون بافكارهم وشخصياتهم فليس كل القراء يمكن وضعهم بهذا الموضع واجبارهم بان يختاروا بين  اختيارين لاثالث لهما  فانا شخصيا لااقبل ابدا بهذه الحلول اما اسود او ابيض اما خير او شر لانني ارى الامور  بالوان كثيرة فبين الابيض والاسود الوان عديدة ولااختزلها بالابيض والاسود والحياة  لااختزلها  بين اختيارين  اما شر او خير اما شيطان او ملاك ولكن عامة البسطاء عند قرائتهم لمقالة الاستاذ سامي لبيب سيقعون في حيرة الاختيار اما نؤمن بالله واسرائيل او لانؤمن بالله واسرائيل هل نكفر بالله ونصوصه ولانؤمن باحقية اسرائيل في فلسطين  وسوف يحتار في تصديق ماردده الكاتب المصري سامي لبيب في مقالته الاخيرة الموسومة " إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
يقول الاستاذ سامي لبيب في مقالته
" وإذا كان هناك من يشكك فى حق اليهود بفلسطين فلن يستطيع أحد ان يُشكك أو يَنال من حق الفلسطينيين فى أرضهم ,وإذا كانت الأرض تصرخ بفلسطينيتها فالكتب الدينية كالكتاب مقدس والقرآن لا تعترفا ولا تعتنيا بحق الفلسطينيين بل تضع اليهود فى الصدارة ولا عزاء للفلسطينيين ولكل متعاطف ومؤمن بالقضية الفلسطينية" . ويضيف لبيب .. ما أريد قوله أن المسيحى العربى والفلسطينى لديه قناعات وإيمان بأن لهؤلاء المغتصبين الحثالة حق فى فلسطين كون هناك وعد إلهى بتلك الأرض

 حيث يعتبر اسرائيل هي الحقيقة وفلسطين لاوجود لها لانها لم تذكر في القران ولامرة في حين اسرائيل تردد ذكرها في قران المسلمين 41 مرة وفي سور عديدة ذكر القران بان اليهود افضل الشعوب وانهم شعب الله المختارهكذا ردد في مقالته.
ولكن دعونا نرى مايقوله باحث يهودي اسرائيلي البروفيسور وعالم الاثار في تل ابيب زئيف هيرتسوغ...يقول  
غالبية المؤرخين اليهود كانوا يعتبرون التوراة مجرد اساطير لاتمت للتاريخ باية صلة الا ان الصهاينة عموما وخصوصا  دافيد بن غوريون استخدموا التوراة العهد القديم الاداة الرئيسية لبناء اسرائيل . فقد رأت الصهيونية وبن غوريون في هذا الكتاب الديني الاساس الفكري لاقامة الدولة اليهودية. ولذلك جرت عملية فكرية واسعة لتعميق مفاهيم هذا الكتاب في الذهن الصهيوني، وتحويله من مجرد كتاب ديني إلى برنامج عمل .
غير ان "التوراة" كان في العرف الصهيوني مصدرا للتاريخ، وفيه تكمن كل مبررات الادعاء اليهودي بالحق التاريخي في فلسطين. وجاء هذا الاحياء لهذا المصدر في الوقت الذي كانت فيه أغلبية الباحثين في هذا الحقل ترى في هذا الكتاب مجرد اساطير لا يمكن الاستناد اليها، لا في كتابة التاريخ القديم لفلسطين، ولا في منح الحق لليهود في فلسطين.
واعتبر الجمهور اليهودي، باغلبيته الساحقة، معطيات هذا الكتاب حقائق تاريخية غير مشكوك فيها، لدرجة انهم اعتبروا الباحثين الانتقاديين مجرد معادين للسامية
لنرى مايقوله البروفيسور الاسرائيلي زئيف هيرتسوغ عالم الاثار الذ ي يقول بانه:" لا مرتكزات للتوراة في الواقع
(بعد سبعين عاما من الحفريات الاثرية المكثفة في ارض فلسطين، توصل علماء الآثار إلى استنتاج مخيف: الامر مختلف من الاساس. فافعال الاباء هي مجرد اساطير شعبية، ونحن لم نهاجر لمصر ولم نرحل من هناك. ولم نحتل هذه البلاد وليس هناك أي ذكر لامبراطورية داوود وسليمان، والباحثون والمختصون يعرفون هذه الوقائع منذ وقت طويل، ولكن المجتمع لا يعرف...).
من المنطقي الافتراض انه سيصاب بالدهشة عند قراءة هذه الوقائع المعروف منذ وقت طويل لعلماء الآثار الذين ينقبون في ارض "إسرائيل"، ليس فقط مواطنو "إسرائيل" وابناء الشعب اليهودي، بل الكثير من سكان العالم أيضا. وفي السنوات العشرين الأخيرة حدثت ثورة فعلية في تعامل الباحثين "الإسرائيليين" مع التوراة بوصفها مصدرا تاريخيا. فمعظم المنشغلين في المداولات العلمية في ميدان التوراة، علم الآثار وتاريخ شعب "إسرائيل"، الذين كانوا يبحثون حتى الآن ميدانيا عن أي إثباتات لصدقية قصص التوراة، يتفقون حاليا على ان مراحل تشكل شعب "إسرائيل" كانت مغايرة تماما للصورة الموصوفة في التوراة.:".
يقول البروفيسور الاسرائيلي زئيف " ، وبين الحين والاخر كان يبرز بعض اليهود الذين يحاولون استغلال الادوات العلمية والمكتشفات الاركيولوجية، لاعادة كتابة التاريخ على اساس واقعة. وكان من اول هؤلاء الفيلسوف باروخ سبينوزا الذي كتب في القرن السابع عشر ان من، "الواضح كالشمس في عز الظهيرة ان خمسة اخماس التوراة لم تكتب على ايدي موسى، وإنما بيد شخص عاش بعده بسنوات كثيرة"، فطردته الطائفة اليهودية من صفوفها ورفضه الكاثوليك والبروتستانت أيضا. وصودر كتابه، ففي نظر هؤلاء ان النبي موسى كتب الاسفار الخمسة الاولى بتوجيه الهي".
يقول البروفيسور الاسرائيلي زئيف " وعموما وجد الباحثون الكثير من التناقضات في التسلسل الزماني للاحداث الواردة في هذه الاسفار، وكذلك عثروا على قصص متكررة تحوي الكثير من التناقضات.
ولذلك رأى باحثون في التوراة اي التاناخ استند إلى أربعة مصادر مختلفة، وان مصدرين على الأقل قاما بالتأليف في فترة العداء بين مملكتي "إسرائيل" ويهودا، بحيث ان كل طرف يروي في التاناخ القصة من وجهة نظره الخاصة. "
والان ارغب في انتقاد معلومة تاريخية للكاتب سامي لبيب فقد انتقد اله التوراة والقران الذي وعد النبي ابراهيم بارض فلسطين  بدل القارة الامريكية لانه اعتبر الامريكيتين  ارض بلا شعب الغى الشعب الاصلي للامريكيين وهم كما نعلم الهنود الحمر الذين تمت ابادتهم على يد الامريكيين البيض اذ قال في مقالته التالي "  فألم يكن أجدى ان يمنح إبراهيم ونسله الأمريكتين حيث كل الخير والأرض بدون بشر بدلا من تلك الأرض الصغيرة الجرداء
ويتناول الاستاذ سامي لبيب نصوص من العهد القديم يقول في مقالته "من الصعوبة بمكان أن نورد كل ما جاء فى الكتاب المقدس عن وعد الإله للعبرانيين وتوصياته بالعيش على أرض فلسطين ولكن سنكتفى ببعضه ويضيف سامي لبيب " من هذه النصوص وغيرها تتأسس رؤية فكرية وتاريخية لدى المسيحى بأن لإسرائيل حق فى فلسطين بل السيادة والهيمنة والتفرد حسب قصة الوعد بأرض الميعاد والدعم الإلهى لذلك ومن خلال هذه القصص الساذجة التى رغم تهافتها تعترف من خلال سياقها أن العنصر العبرانى وافد على فلسطين حيث هناك كنعانيون يعيشون على الأرض .
ما أريد قوله أن المسيحى العربى والفلسطينى لديه قناعات وإيمان بأن لهؤلاء المغتصبين الحثالة حق فى فلسطين كون هناك وعد إلهى بتلك الأرض . ..ويضيف " لنجد الكثيرون يناهضون إسرائيل إما من منظور إنسانى أو قومى إلا أنهم لا يستطيعون ان يتهربوا من نص الكتاب المقدس الذى يتشكل منه وعيهم التاريخى ليعطى لليهود كل الحق فى فلسطين لذا يجب عليهم الإعتراف بشفافية أنه إغتصاب اليهود الأوائل لأرض كنعان ومن هنا إما تفتر روح المقاومة فيهم أو تنحرف البوصلة أو يتصادموا مع النص ويتجاهلونه لأقول لهم إما أن تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون بالرب:"
هنا سامي لبيب يقول للمؤمنين اما تؤمن بالله واسرائيل او تكفر بالله واسرائيل وضع الاثنين الله واسرائيل في سلة واحدة!اما ان تشتري كل السلة البضاعة او لاتشتري كل السلة !

في الوقت الراهن ونحن نعاني من الارهاب التكفيري وتقتيل المسيحيين على يد عصابات داعش في العراق وسوريا وتهجير المسيحيين من العراق وسوريا لاوربا لتفريغ الارض من المسيحيين ومن الشيعة لكي تنفذ السعودية وقطر مخططاتها في نشر الوهابية في العراق وسوريا ومصر  في هذا الوقت الحرج الذي تمر به الدول العربية من طائفية الحكام العرب وخاصة الحكومة العراقية الطائفية بامتياز التي تقاعست عن حماية الشعب العراقي من عصابات داعش يقول الاستاذ سامي لبيب الذي  من المفروض انه لاديني علماني والمفروض انه يرى جميع الاديان بمستوى واحد عندما تتزاوج مع السياسة فلادين افضل من دين كل الاديان تتحول الى ارهاب عندما تتزاوج مع السياسة الا ان الاستاذ سامي لبيب في مقولته التالية  " لن تجد أعلى من الخطاب الإسلامى عداءاً لليهود وهذا يرجع لميراث ثقافة الكراهية التى يُصدرها الدين الإسلامى لتابعيه "رغم ان العديد من اللادينيين يعتبرون القران نسخة ثانية عن توراة اليهود... ويضيف سامي لبيب "ليمد محمد مشاهد العداء إلى يوم القيامة فى سرد فنتازى ساذج يجعل الحجر والشجر يبوح بمكان اليهودى المُختبأ وراءه ليدعو المسلم لقتله والإجهاز عليه" .!
وانا اقول للاستاذ سامي لبيب لو كان الاسلاميين يكرهون اليهود كما تقول لتحررت فلسطين في عام 1949 لاحظ ان العصابات التكفيرية داعش التي ترفع اسم الاسلام وهي تقتل الابرياء لاتقتل اليهود في اسرائيل ولم تهاجم اسرائيل التي تقتل اطفال غزة بل عصابات داعش تقتل اخوانهم الشيعة المسلمون والمسيحيين في بلادهم ولايقاتلو اليهود في اسرائيل ؟ لماذا وهم كما تصفهم يرفعون اسم الاسلام الكاره لليهود لماذا لم يحرروا الجولان وفلسطين من اسرائيل؟ لو كان الاسلام ورث كره اليهود كما تصف انت لتحررت فلسطين والجولان على ايدي المسلمين من عقود؟

وختاما اقول ان اليساري الحقيقي هو من يناهض اسرائيل ويعترف بحق الشعب الفلسطيني بارضه ويندد باغتصاب اسرائيل لفلسطين ويندد باعتداءات اسرائيل على الشعب الفلسطيني .

قبل كم يوم وضع الفلسطينيون في ساحة البلدية في كوبنهاكن اكثر من ستمائة نعش لشهداء غزة وعليها اسماء واعمار الشهداء كنت اقف امامهم واقرا وبجانبي وقف شاب دنماركي يقبل التوابيت ويصلي عليها برسم صليب على صدره فسالته هل لديك معارف هناك او اهل فقال كلا بل انا مجرد انسان
مكارم ابراهيم

هوامش
1.مقالة الكاتب المصري سامي لبيب http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426228
2.علم الآثار يكشف زيف الحق التاريخي "الإسرائيلي"
3.بوليفيا تعلن اسرائيل دولة ارهابية http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=30072014&id=76c7f503-7dc7-4f6c-8bfe-e7a1050c9acc
4. http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=11&t=19534

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1202 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع