د.وليد الراوي
مثل عربي قديم له دلالات عميقة تصف ببساطه حالة الذي يختار النار اتقاء من الرمضاء نتيجة معاناته ومكابدته لحالة سيئة جدا بحيث تراه يختار ما هو اسوء مما هو فيه, هذا القول ينسحب على معظلة كبرى حلت على ارض العراق خصوصا في المحافظات السنية حيث تشهد ثورة عشائرها ضد ظلم الحكومة الطائفية .
ان الجدل المثار الان والذي ساتحدث عنه هو في الحقيقة اكبر من جدل بل معظلة هذه المعظلة تسهدف منهج وسياق عمل وتحالف ومستقبل مشروع.
ان النار التي استجار البعض اليها هي "داعش" والرمضاء التي استيجر منها هو سلوك الحكومة الطائفية مع المكون السني حصرا في حين يصف البعض الاخر بأن النار هي افعال الحكومة الطائفية وقواتها المسلحة ولايوجد نار أشد وأهول منها.
يذكر القيادي في المجلس الاعلى الدكتور همام حمودي ان السنة تعرضوا الى الاقصاء منذ عام 2003 هكذا كلام يصدر من قيادي في حزب ديني, اين كان صامتا طوال الاعوام المنصرمة حيث مارس حزبه وجناحه العسكري المتمثل بفيلق "الغدر" هذا التهميش والاقصاء ليس في جانبه الاعلامي فقط بل تعداه الى القتل والتهجير وفي مختلف مناطق العراق من البصرة وحتى صلاح الدين.
وقبل قول همام حمودي , صرح السيد مقتدى الصدر في خطاب له عام 2012 ان الشيعة غادروا التقيه وان السنة الان يعملون بالتقيه" بالرغم من ان تقيه السنة تختلف عن تقيه الشيعة" الا انه قصد التقيه حسب معتقده وببساطة اتقاء الخوف والقتل بالتظاهر والادعاء والكذب وكانه بعيدا عن جرائم جيش المهدي ذراع تياره العسكري الذي نفذ وباوامر من قيادات التيار الصولات والجولات لقتل الابرياء.
سوف لا انجر الى طروحات طائفية مقيتة فاني ارى ان كل طائفي مجرم بحق الشعب العراقي مع سبق الاصرار والترصد والطائفي أخ "داعش" التوأم في الاخلاق والعقلية والتوجه والفعل الا ان لونه المذهبي مختلف فالطائفيون من الشيعة هم دواعش في نظر أهل السنة العقلاء المعتدلون .
ان النار التي اكتوى منها اهل السنة منذ عام 2003 قد تجاوزت كل الحدود , اعتقالات ,تهميش ,تشريد , عدم احترام ,اهانة كرامة المرء ,اعتقال النساء , اغتصابات في السجون للرجال قبل النساء , طائفية حد النخاع.
لقد وصل حد االاستهانة وعدم المبالاة , ان تعلن حنان " الفلتاوي " حيث انفلات لسانها قائم على قدم وساق "اذا قتل 7 من الشيعة فيجب قتل مقابلهم 7 من السنة", هذه حال المثقفة التي تدعي العلم والوعي فما بال جهلة القوم,ان السبعة من الشيعة الذي يقتلون نتيجة اعمال ارهابية هم ابرياء ونحسبهم الى الله شهداء قتلتهم يد الارهاب, فما ذنب 7 السنة ومن سيقتلهم وهل سيقتلون لان الارهاب قتل 7 من الشيعة , اقوال تعقبها افعال ليست ذات صلة بابسط مفاهيم الانسانية انها المفاهيم الحيوانية والتي جلبها الاحتلال والاحزاب الاسلامية العميلة له, الفتلاوي قيادية في حزب اسلامي " حزب الدعوة" ومن المفترض ان يكون التزامهم مطلق بالنصوص القرانية حيث قال الله جل علاه " ولاتزر وازرة وزر اخرى" فكيف تريد ان يقتل 7 سنة مقابل سبعة شيعة واين القران الكريم في عقيدتهم , انهم ابعد مايكون عن القران الكريم واحكامه حالهم حال" داعش".
ان النار التي استجاروا بها هي "داعش " التي اصبحت في بعض المناطق والمدن أهون الشرور فاما قوات طائفية تهين كرامة الانسان وتعتقل وتسرق وتغتصب او" داعش" التي تتعامل وفق فقه متشدد تكفيري مرفوض , لكنها ازاحة عن كاهلهم تسلط القوات الامنية التي اذاقتهم ويل العذاب.
ولكن كيف لسكان هذه المدن والقصبات من سبيل للتخلص من "داعش" ومن القوات الحكومية الطائفية والميليشيات , هل هو مشروع صحوات جديد مرفوض من قبل غالبية السكان لكونه اصبح ذيلا للحكومة ومشروع تجاري يدر ارباحا خيالية على القائمين عليه.
ام مشروع وطني يتفق عليه ابناء الشعب العراقي بجميع اطيافهم مدعوم دوليا واقليميا يعمل على تغيير المعادلة السياسية من معادلة محاصصة عرقية وطائفية الى معادلة وطنية هذا المشروع كفيل بطرد داعش والميليشيات الطائفية , او الذهاب الى التقسيم ولكن المقسم عدا كردستان سيكون تحت ولاية كل من , ولاية الفقية وولاية الخليفة ابراهيم.
الدكتور
وليد الراوي
1147 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع