د.نوف علي المطيري
" أخاف من سوء الاختيار , لا أريد الزواج من رجل يشبه والدي الذي حول حياة أمي إلى جحيم ثم نبذها لتحمل لقب مطلقة وهي على اعتاب الخمسين من عمرها , ثم إنني لا أريد حمل لقب مطلقة ,انظري حولك لتري عدد المطلقات في السعودية"
بهذه الكلمات بدأت إحدى الفتيات حديثها حينما سألتها عن سر إحجامها عن الزواج حتى الآن وفيها من المزايا ما يتمناه كل شاب من جمال وعلم ودين , هذه الصورة السلبية للزواج التي رسمتها الفتاة في مخيلتها نتيجة مشاهدتها لمعاناة والدتها , وهذه المخاوف التي تمنعها من خوض التجربة خوفا من حمل لقب مطلقة ليست قاصرة على هذه الفتاة بل موجودة لدى العديد من الفتيات اللاتي يخشين من الخوض في أمور الزواج فضلاً عن الإقدام على هذه الخطوة نتيجة أسباب كثيرة , وقد اعترفت لي إحدى الفتيات المتخوفات من مشكلات الزواج وسوء اختيار شريك الحياة من أن حلم الأمومة يشغل بالها كثيرا , وقد يدفعها للتفكير في الزواج من أجل الإنجاب ثم خلع الرجل !.
بات ارتفاع معدلات الطلاق يشكل هاجسا لدى المجتمعات العربية , و يقض مضاجع الكثير من الأسر التي تخشى على بناتها من حمل لقب مطلقة , وما يتبعه من نظرة المجتمع السلبية للمطلقة حتى لو كانت هي الطرف المظلوم الذي كان يعاني من المعاملة السيئة , كل هذه المفاهيم الخاطئة بالنسبة للزواج أو الطلاق والتي تمنع الكثير من الفتيات من الزواج قابلة للتغير حينما تتغير نظرة المجتمع للمرأة فتصبح منطلقة من تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على العدل والإحسان , وما احوجنا هذه الأيام إلى جعل الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج إلزامية كالفحص الطبي قبل الزواج من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة , وتدريب الزوجين على كيفية التعامل مع الطرف الآخر في حالة النزاع ,والتحلي بالواقعية والإيجابية, وعدم توقع المثاليات سواء في الشريك أو الزواج نفسه .
د.نوف علي المطيري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
855 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع