د.وليد الراوي
ابو بكر ناجي اسم حركي لشخصية يغلب القول عنه "جهادي" مصري ويعتقد انه سيف العدل الضابط المصري والمسؤول العسكري لتنظيم القاعدة الدولي , ذكر بعض الباحثين ان ابو بكر ناجي أصدر كتابة ادارة التوحش في نهاية القرن الماضي ,
ولكن عند دراسة الكتاب لاحظ الباحث وجود اشارة الى معركة الفلوجة الاولى وقبل المعركة الثانية وهذا دليل علمي على ان تاريخ صدور هذا الكتاب الخطير هو منتصف عام 2004 , هذا الكتاب اعتبر من قبل أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية الامريكية على انه الخطط الاستراتيجية لتنظيم القاعدة .
يذكر ابو بكر ناجي في كتابه " عند سقوط الدول الكبرى او الامبراطوريات بل وحتى الدولة الصغرى سواء كانت اسلامية او علمانية ولم تتمكن دولة القوة" الاحتلال " من السيطرة على تلك الدول التي انهارت فان مناطق من هذه الدول ستتحول بالفطرة البشرية الى مناطق فوضى وبات يطلق عليها مناطق " التوحش", العراق اصبح نموذجا لمناطق الفوضى بعد فشل قوات الاحتلال ومن جاء معها في بناء دولة حضارية تتعايش فيها مكونات الشعب المختلفة تحت راية العراق الموحد.
امثلة من التاريخ المعاصر:
تعتبر الحركات والجماعات الفاعلة في المناطق التالية هي عمليات ادارة التوحش ومنها:-
1.حركة ابو سياف في الفلبين
2.حركة جون كرنغ في جنوب السودان قبل الانفصال
3.الفصائل الاسلامية في الصومال
4.الشيشان
مراحل ادارة التوحش:-
1.مرحلة النكاية والانهاك
2. مرحلة ادارة التوحش
3. مرحلة الفتح والتمكين
التوحش في الموصل
عند وصف منطقة التوحش يقودنا الكاتب الى افغانستان بعد هزيمة القوات السوفياتية منها عبر ما بات يعرف بمرحلة " الجهاد الافغاني" حيث خضعت افغانستان لقانون الغاب بصورته البدائية عبر نشوب صرعات بين امراء وقادة الحرب, وبات الشعب الافغاني ينتظرون الخلاص من هذه الاوضاع بل يقبلون ان يدير مناطقهم اي تنظيم سواء كانوا أخيار أم اشرار وبات يطلق على هذا النوع من الحكم وفق هذا المفهوم " ادارة التوحش " ويمكن ان تقود هذه العملية الى مزيد من التوحش أي مزيد من الفوضى. هذا الوصف ينطبق بشكل واقعي على وضع الموصل وما الت اليه الحالة هناك , حيث فشل حكومة المالكي مع ما صاحبها من فوضى في كل مناحي الحياة واولهما الحالة الامنية حيث الاعتقالات العشوائية والتهم الجاهزة واهانة كرامة الانسان واعتقال النساء والتعامل وفق معاير طائفية , سرقة ,استغلال ,تعامل تجاري غير شرعي من قبل قيادات الموصل العسكرية مع القوى الارهابية عبر تهريب النفط.
كل هذه الظروف الغير طبيعية التي عانى منها سكان الموصل ,نراهم قبلوا بالتغير من قبل قوى مسلحة واصبحت الموصل مثالا حيا "لادارة التوحش" والتي ستتطور باتجاه مزيد من التوحش وفق هذه النظرية
اهداف مرحلة ادارة التوحش:
بعد ان اسلمنا بدخول الموصل في مرحلة ادارة التوحش نلاحظ ان الواجبات الاساسية لقوى الادارة الجديدة ستنحصر في الواجبات التالية:-
1.نشر الامن الداخلي والحفاظ عليه.
2.توفير الطعام والعلاج.
3.اقامة القضاء الشرعي بين الناس " المحاكم الشرعية".
4.بث العلم الشرعي " دورات توعية ودينية ".
5.تدريب شباب منطقة التوحش لانشاء مجتمع مقاتل " معسكرات تدريبية ومزيد من المتطوعين".
6.تامين منطقة التوحش " الموصل" من غارات الاعداء " حكومة المالكي" عن طريق اقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية لان الحكومة في هذه المرحلة ستستخدم الضربات الجوية وعلى أوسع نطاق مستهدفة المدنيين ومواقع " المجاهدين".
7.العمل على الوصول للتمكن من التوسع والاغارة على الاعداء" الجيش الحكومي" لردعهم وغنم الاموال.
8.اقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه.
9. الترقي بالمجموعات الادارية للوصول الى " التمكين " ادارة المؤسسات المدنية.
عمليات السيطرة على الموصل ومناطق من محافظات اخرى
بالرغم من فاعلية قوى وطنية ثارت ضد ظلم الحكومة الطائفية هذه القوى متمثلة بثوار العشائر وفصائل مسلحة اخرى مثل جيش رجال الطريقة النقشبندية والجيش الاسلامي وجيش المجاهدين والقيادة العامة للجيش العراقي الوطني وغيرهما ,الا ان ادارة التوحش هي مرحلة من مراحل مشروع الدولة الاسلامية وفق اسس نظرية خاصة بفصائل السلفية الجهادية كتنظيم القاعدة وغيرها والتي تختص بادارة مناطق معينة بعد السيطرة عليها.
ان الوصول الى هذه المرحلة نتاج عن انجاز المرحلة الاولى والتي تتمثل في مرحلة النكاية والانهاك, حيث نفذت الدولة الاسلامية في العراق والشام سلسلة من العمليات العسكرية اليومية التي ادت في نهايتها الى الانهيار التام لقوات حكومة السيد المالكي والتي كانت بحجم فيلق زائد , لقد تلخصت اعمال مرحلة النكاية والانهاك بما يلي:-
1.انهاك قوات العدو والانظمة العميلة لها ( قوات الجيش والشرطة والصحوات).
2.جذب شباب جدد للعمل الجهادي عبر تنفيذ عمليات نوعية.
3.اخراج مناطق معينة مختارة من سيطرة الدولة .
4.الارتقاء بمجموعات العمل "الجهادي" بالتدريب والاستعداد النفسي وعمليا للمرحلة التالية وهي مرحلة ادارة التوحش والتوسع.
الفتح والتمكين
تعتبر المرحلة الاخيرة والحاسمة من مراحل "ادارة التوحش" والتي سيتم بها توسع مناطق العمليات عبر الاستمرار في" النكاية والانهاك" بقدر الامكان حيث يلاحظ توسع عمليات الدولة الاسلامية الى مناطق اخرى للوصل الى تاسيس ادارة توحش في عدة مناطق تتوحد في المستقبل تحت قيادة واحدة هي قيادة دولة الخلافة الاسلامية.
الخلاصة
بعد ان استعرضت ماذا يفكر دعاة الفكر الظلامي حيال العراق هذا البلد العظيم بلد الحضارات الذي علم البشرية الكتابة واكتشف العجلة , كيف اصبح العراق بلد فاشل بكل المقاييس واخطرها المقياس الاخلاقي بفعل قوى معلومة تبدا بقوات الاحتلال الاميركي وصولا الى جارة الغدروالسوء ايران ومابينهما من قوى سياسية واحزاب لايهمها الا السلب والنهب مدعومة بميليشيات طائفية مجرمة بمشاركة "داعش" لتخدم مشروع القضاء على العراق , هذا القوى ومن خلال اعمالها تستهدف كل عراقي سواء كان مسيحيا ام مسلما صابئيا ام يزيديا كرديا ام تركمانيا سنيا ام شيعيا هذا القوى المجرمة هي من اوصل هؤلاء لان يحكموا مدن وبلدات عراقية وفق مفهوم " ادارة التوحش"
الدكتور/وليد الراوي
1467 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع