احمد طابور
من المسلم به بان داعش وفصائل اخرى ارهابية إسلامية متشددة والتي تقوم بالافتراس الإجرامي الذي يحيق بالعراق الان والمتكالب على الاشتراك به بعض الدول الاسلامية وخصوصا العربية والمؤشر عليها بأصابع واضحة ترتبط بشكل وبأخر بالإدارة الامريكية لكن هذا لا يدعونا بان لا نقاضي العرب ونقوم ب ( المگاومة ) ضدهم فلنتتظر قيامنا بعد شفاء جراحنا والجريمة لا تسقط بالتقادم .
أفغانستان بعد ١١ سبتمبر
بعد الهجمة الإرهابية التي قام بها اتباع الإرهابي الأشهر اسامة بن لادن في ١١ سبتمبر اتخذت الادراة الامريكية برئاسة احد صقورها ( بوش الابن) قرارا بإخراج المارد الامريكي من قمقمه ودك الإرهاب في عقر داره ضمانة لسلامة أمريكا لان حدودها وأهلها مقدسين باعتبار أمريكا صاحبة القوة التي تستطيع بها احياء او اماتت اي شعب يقع عليه المصير والقرار حسب أدارتها ، فلذلك جاء القرار بغزو أفغانستان( ٢٠٠٢) متوقعا حيث كانت أفغانستان مرتع يتجمع فيه الاسلام الإرهابي بقيادة اسامة بن لادن ( قتل لاحقا في الباكستان بضربة أمريكية في ٢٠١١ ) .
بعد ان انتصر الأمريكيون في أفغانستان وبسهولة ، فر الإرهابيون الى جبال تورا بورا المحصنة جيولوجيا فحاول الأمريكيون دك تلك الجبال ولكن كعادتهم اصحاب رؤوس الأموال يحسبوها كما يقال بالقلم والمسطرة فتوصلوا بان معركة دك أوكار الإرهاب في تلك الجبال العصية هدرا للوقت والمال وهم في عصر الأكلات السريعة فكانت الخطة B والتي تقوم باختيار بلد اخرى لتصفية الإرهاب الاسلامي العالمي فكان ان وقع الاختيار على العراق لان الطريق معبدة ورائعة لهم ، ففي العراق كل المقومات اللوجستية فهو يتكون من عرقين رئيسين والاهم من ذلك الطائفية التي نخرت الفكر العراقي وجعلته قنبلة موقوتة تنفجر بسرعة لكل من يسحب صاعقها فضلا عن ما يمتاز به العراق من أرض منبسطة سهلة للرؤيا والاصطياد ، وعذر الاحتلال موجود بل صفق له الغالبية وذلك بإسقاط الدكتاتورية الصدامية ( انا من المصفقين له وبحرارة) .
وكان ان سقط الصنم في ( ٩/٤/٢٠٠٣) وبسهولة بالغة بحيث هرب جيش صدام باللباس الداخلي وارتمت مدنا ( الان لديها ثورة العشائر بالاتفاق مع عسكريي الملابس الداخلية ضد حكومة عراقية منتخبة ) باحضان الامريكي بدون حتى غطاء علنا وإمام أنظار الجميع .
تنفيذ الخطة B
من منا لا يتذكر معركة الفلوجة( ٢٠٠٥) حيث شن الأمريكيون معركة صغيرة وانسحبوا بسرعة وقام جنرالاتها آنذاك بتصريحات مؤكدين فيها على قوة الإرادة وباس المقاتلين الذي لايقهر في الفلوجة ومن الصعوبة اقتحامها وأعطت الضوء الأخضر لتابعتها قناة الجزيرة ( لم ينتج الامريكيون قناة العربية بعد) بتضخيم الحدث حيث أرسلت الجزيرة المتشدد احمد منصور احد اهم أعمدة الجزيرة ليكون مراسلا لها من الفلوجة وقد بث الكثير من الرسائل الإعلامية الحماسية التي تؤكد ما جاء من تصريحات من قبل الجنرالات الامريكية وكان ان فتحت الحدود على مصراعيها بغض نظر أمريكي ، فتشكلت حينها دولة إسلامية في الفلوجة تقيم ( حدود الله ) والمعيشة في الفلوجة مثالية كصدر الاسلام الاول ! هذه البروبكاندا المدروسة وإمام فتح أبواب الحدود العراقية الغربية ومع ظهور ابو مصعب الزرقاوي ( قتل لاحقا في هبهب التابعة لمحافظة ديالى بضربة جوية أمريكية في ٢٠٠٦) فكان ان هب بعض من الشباب العربي المغسول دماغه والمؤمن بفكر التشدد للانضمام في صفوف تنظيم ابو مصعب الزرقاوي الاسلامي المتطرف في الفلوجة وذلك من خلال دخول العراق عبر الحدود المفتوحة وخصوصا العراقية السورية ، وبعد ان تجمع بعض جموعهم وكان العدد في ذاك الوقت ولمدينة مثل الفلوجة كافيا حسب ما وصل للأمريكيين من معلومات استخباراتية فاوعزت بغلق الحدود ( وطير ما يطير ) وهذا ما حدث فعلا فاحكمت الطوق في الارض السهلة والمنبسطة والواضحة المعالم ( وين يروح المطلوب إلنا ) فقامت وبأيام قليلة بسحق ( المجاهدين ) وقتل أكثر من الف وثلاثمائة من عينة الإرهابيين وحين أوشكت بالقضاء عليهم جميعا فتحت من طوقها مسارا من الفلوجة الى سامراء ليتسرب من بقى وأهمهم ابو مصعب الزرقاوي ، اما حدود كربلاء فكانت دائما مفتوحة لان الهارب من محرقة الأمريكيين سيرى جهنم من الكربلائيين حيث ان النعرة الطائفية تبلورت بشكل واضح آنذاك والشواهد معروفة للجميع لان الذاكرة والحاضر لا يزال ينتجها .
السماح بهروب ابو مصعب الزرقاوي
قامت القوات الأمريكية كما أسلفت بالسماح بهروب بعض من المقاتلين في الفلوجة والاهم منهم ابو مصعب الزرقاوي وذلك بغية فتح جيب جديد من المعارك في المناطق المتهئية لحضن الإرهاب الاسلامي فكانت المحطة الاخرى ديالى ومن ثم الموصل وهكذا استمر نفس السيناريو السابق لحصد الإرهابيين من قبل القوات الامريكية وبسهولة جداً حيث لم تخسر تلك القوات الا بعض من افرادها في الوقت الذي تكبد الإرهاب خسائر كبيرة بين صفوفه وأهمهم ابو مصعب الزرقاوي ولا ننسى في معرض هذا الوقت كم تكبد الشيعة الأبرياء من قتل بالجملة وهي نتيجة حتمية لتفعيل الإرهاب التشددي الطائفي .
تنفيذ الخطة C
بعد تلك المعارك الآنفة الذكر والتي كانت المجس المهم لمعرفة ان كان تطبيق الخطة C ممكنا بالنسبة للأمريكيين وهذا ما حصل فعلا فشرعوا بتنفيذها
ماذا تعني الخطة c
تعني الخطة c بتكوين جيب أمن يتجمع فيه كل إرهابي العالم الاسلامي ( العينة العينة) وحسب دراساتهم الستراتيجية فسهل الفرات ودجلة من اهم تلك المناطق لان جميع الأمور اللوجستية مهيئة لتكوين (دولة الاسلام )الإرهابية ليهاجر اليها كل من يحمل نفسا تشدديا او كل من سيكون مشروعا إرهابيا محتملا او مفترضا ومن كل اجزاء المعمورة ، فكانت ان قامت بالربيع العربي لتفتح الباب على مصراعيه نتيجة التسيب الذي حصل بعد ازالة الحكام الدكتاتوريين الذين كانوا يتحكمون حتى في الهواء فلذلك صعوبة الانتقال والتحرك كانت ملموسة وواضحة ، فبعد الربيع العربي السني تحديدا لان الشيعة ليس وقتهم الان كما حدث في البحرين ، فكان ان انتقل من يجد في نفسه التشدد الى صفوف المتشددين في سوريا باعتبارها جزء من الخطة c وأصبحت سوريا هي نقطة الالتقاء، فسيطروا على المناطق الواقعة في سهل الفرات وتحديدا الرقة ليعلنوا منها (دولتهم الاسلامية )في العراق والشام ، وحدث ان هجموا على الموصل واحتلوا سهل دجلة ولديهم سهل الفرات فتبلورت بوضوح الحدود الجغرافية (لدولتهم الاسلامية) المتشددة (الدولة الاسلامية) في العراق والشام داعش وأعلنوا عن الخليفة ابو بكر البغدادي الذي ظهر علنا بساعته ( الرولكس) وفي اليد اليمنى كما يفعل الماسونيون.
من المستفيد من كل هذا ؟
بعد ان نفذت الخطط كما مذكور في أعلاه لنبحث عن المستفيد ، الخطة فيها شقين استفادة ، شق يتعلق بأمريكا ومحاربتها الإرهاب العالمي للحفاظ على سلامة أهلها وأراضيها وذلك من خلال تجميع كل إرهابي العالم في منطقة سهلة منبسطة ستتركها كما فعلت سابقا في الفلوجة بتكريس ذاتها لتبتلع الطعم الامريكي من خلال زهو النصر والمكتسبات التي حققت على الارض فسيئمها معظم الإرهابيون ومن كل أصقاع الارض وهذا ما حدث ويحدث لحد اللحظة وحين يستتب الامر ويكون العدد كافيا ستتم المذبحة والمقصلة الامريكية لتدمر الدولة الاسلامية المزمعة والوليدة لتسلم الى من تبقى منهم منهكة خاوية وبعنوان اخرى لتكون مكملة لهدف الشق الثاني . والشق الثاني يتعلق بإسرائيل وتقسيم البلدان المحيطة بها او تلك التي تقع على مقربة منها والتي تشكل خطرا عليها ، والتقسيم يكون على أساس عرقي واثني كما يحدث لسوريا والعراق الان وسيحدث لاحقا للسعودية ولبنان وربما ايران ايضا رغم صعوبة ذلك ، حيث ستكسر شوكة وقوة تلك البلدان بتحويلها الى دويلات صغيرة منهكة من الحروب والتي تحتاج الى وقت طويل بغية لملمة جراحها وبناء حياتها ومجتمعها الجديد وهذا كله يصب في صالح دولة اسرائيل والتي ستكون الطرف المؤثر الاقوى في تلك الجغرافيا فسنجد اسرائيل مستقبلا معترف بها كدولة دينية أسوة بالدول المبنية كما أسلفت على الاثنية والعرق وسنجد فريقها الكروي يلعب في اسيا معية الدولة المستحدثة بدل لعبه في اوربا وهذا ما تصبوا اليه اسرائيل منذ ان اغتصبت ارض فلسطين .
ما يهمنا كعراقيين والعبرة لمن اعتبر
بعيدا عن التغولات والسفططة وإعطاء النفس اكبر من حجمها لتحصد المزيد من الويلات والثبور والموت ، الذي يهم العراقيون الشيعة ان يحافظوا على أنفسهم وعوائلهم ، لأنني وبخبرة المتابع لا اجد مفرا من المخطط الامريكي ان صح تصوري وتحليلي لأننا العرب اقصد المتصدين وببساطة جداً نقوم كمعصوبي العيون بالانقياد لليد الامريكية وبسلاسة لتنفيذ ما ترمي اليه خططهم لان تلك اليد ماهرة جداً في رسم طرقها ، فعليه دعونا نستبق الزمان الافتراضي الذي ستحقق أمريكا مبتغاها والحفاظ على أهلنا وحياتنا مستغلين ما يحدث الان ونقوم بالإسراع بفصل جغرافيتنا عن الآخرين والتي ستنفصل عاجلا ام آجلا وان نستلهم العبرة من الدروس الماضية ونقوم ببناء وتماسك وحدتنا المصغرة والتي تؤي نفس العرق والطائفة وذلك من خلال حفر خندق كما يفعل الكورد الان ونعزز قوانا بحماية حدودنا دون الولوج بحروب خاسرة والالتفات الى داخل مدننا ونقوم بعملية بناء حياة مدنية ونشحذ الهمم من اجل ذلك وبالتوازي نبني ترسانة حربية دفاعية قوية كما فعل ايضا الكورد ، وهذا افضل وأنجع الحلول واعصبوها برأس الشعب وستكون النتائج رائعة .
وكما قالوا " للبدايات الصعبة نهايات طيبة "
احمد طابور
1144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع