علي السوداني
ألحيرةُ الحيرة الحيرة . ألوحشةُ الوحشة الوحشة . ألطريق الطريق الطريق . ألرؤيا الرؤيا الرؤيا . ألمعمعةُ المعمعة المعمعة . ألعنعنة العنعنة العنعنة . التأتأةُ التأتأة التـاتأة . ألغوث الغوث الغوث . المدد المدد المدد . ألصحب الصحبُ الصحب .
تُغلق باب دوخةٍ مدواخٍ ، تأتيك منه الريحُ صافرةً كي تُريح وتستريح ، تنفتح عليك ألف بابٍ وبابان . تقول لبعض صحبك المعتّقين ، اللعنة اللعنة اللعنة عليكم وقد يبّستْ جلودكم وضمائركم قوة الدينار ولذة الطعام ، يقولون لك دعنا نأكل ونوصوص وبعدها ألله كريم . تهلسُ لحية وشارب إيران التي تقصف الآن أهلك والبلاد بما سرقت من طياراتك الحقّ ، يقولون لك إنما أنت بهذه تخوض بدم الشيعة . تنزع عن رأس آل عثمان طرابيش الخديعة ، يقولون لك أنت تأكل من جرف السنّة . تكتب وتفتي بأنّ العمامة لا يجب أن تصير صمام أمان للغزاة وللحرامية ، يأتيك واحدٌ معنفصٌ كويتبٌ ربع ردن ، فيقول لك إن فتواك غير ملزمة وغير جائزة لأنك تشرب عرق . تلعن عروش عربان الخليج الذين كسروا ظهر بلاد ما بين القهرين من قبل ومن بعد ، تأتيك واحدة ثولاء وتقول لك إنما أنت تغار من أبراجهم . تقول لهم إن الوحوش الأمريكان والإنكليز ومن والاهم هم أول من استعمل القنبلة النووية والنابالم واليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض في إبادة جماعية للخصم ، وقتلوا وحطموا وأمرضوا وفككوا بلادنا أجمعين ، يقولون لك أنت من أقحاح الصدّاميين . تقول لهم أنك منذ عشرين بائدات كتبت وقلت بوساطة اسمك المعلن ووجهك الذي لم يتبدل ، في باب التضاد من صدام حسين ، في ذات الزمان الذي كنتم فيه تردحون وتبزخون وتلطعون قدّام عتباتهِ ، يقولون لك بصوت خفيض هسيس خندريس ، والله لقد أفحمتنا وأخزيتنا وألزمتنا الحجة والسند ، لكن ماذا نصنع وسلطة المال قد أكلتنا وغصنا بها وغاصت بنا ، ولم يعد بمقدورنا الرجوع إلى أول النقاء . ترحمهم وتترقق عليهم وتقترح أن يكون لك دينك وما ترى ولهم دينهم وما يرون ، وأن كل لشّةٍ ستتعلّق من كراعينها في اليوم الموعود ، يشكرونك سراً ويتوسلونك أن لا تُشر إليهم بجملة حُبّ أمام السلطان خشية من قطع الدولار والريال والدينار والتومان . تريد بهم اليسر كي تخلعهم من فوق كرسي التنبلة والخيانة وموائد العفن ، وأن يصيحوا ويغنوا ويكتبوا من دون استعمال لغة الألغاز وحمّالات الأوجه ، يأتيك الشاعر بالمصادفة والحيّال بالسليقة والفهلوي بالدربة وأبو الثلاث ورقات بالسلالة ، حاملاً فوق راحتهِ صكَّ غفران أصفر مغبر مثل قصيدة نثر صمّاء في حب الوطن .
أُكرر من دون مللٍ ولا منّة : ليس بالدولار وحده يحيا الإنسان . جربوها أحبتي ولن تخيبوا .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع