مثنى عبيدة حسين
يسأل المرء دوما عن الصداقة والأخوة بين الأصدقاء وغالباً ما تنشئ هذه الصداقة بناءً على موقف أو حدث أو زمالة وغيرها من أوجه الالتقاء بين شخصين أو أكثر ليشمل ذلك الطباع والسلوك وتقارب الأفكار والرؤيا لمجمل نواحي الحياة ،
لقد كتب الفلاسفة والمفكرين وحتى العوام والبسطاء عن الصداقة شعراً ومقالات وكتباً ومجلدات كما سمعنا وصادفنا الكثير الكثير من قصص الوفاء والمحبة بين الأصدقاء ولن تستطيع كلمات هذا المقال أن تلبي جميع أوجه هذا الموضوع الإنساني والاجتماعي المهم جداً في حياتنا ولكني أحببت أن أسهم أسهامه بسيطة متواضعة في معنى جميل من
معاني الصداقة علني أسير في دروب الوفاء والعرفان لصديق ٍ يستحق كل اعتزاز واحترام وصدق الدعاء .
في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك يتنادى أهل الخير والإحسان إلى البذل والعطاء ومد يد العون للمحتاجين والفقراء والمساكين ويسعى هؤلاء الكرام إلى إقامة مؤائد الرحمن الخاصة بإفطار الصائمين وتوزيع السلة الغذائية على العائلات المتعففة والتي تنظر وعيونها ترقب وقلوبها تدعو وتطلب من رب غفور رحيم كريم أن يسخر لها جل في علاه من يسعى لخدمة الفقراء ويرسم البسمة على الوجوه الكريمة .والتي تجتمع في هذا الشهر المبارك مع أمثالها ومع المقتدرين والكل سواء أمام الله تعالى ، أكرمني الله عز وجل وشرفني خلال هذا الشهر بالعمل
على خدمة هذه الموائد وتجمعات الصائمين وتقديم الماء والطعام لهم من خلال عملي مع زملائي وأخواني وأخواتي في المنظمات الخيرية والإنسانية في ديار الاغتراب والتي يشعر المرء فيها بأهمية اللقاء والتجمع العائلي والإنساني مع بقية أخوانه الصائمين من كل الأعمار .
بينما أنا مشغول في تهيئة وترتيب المكان وقد تسارعت عقارب الساعة نحو الغروب أذا بي أسمع هاتفي يرن ويظهر فيه رقم زوجتي الكريمة..
السلام عليكم كيف الصحة خير أن شاء الله هكذا حدثتها وأنا منشغل الفكر
فإذا بها تقول لي عظم الله أجرك قلت بمن قالت لقد مات
الأستاذ ألطاف عبد الحميد ،قلت ماذا تقولين قالت لقد مات الكاتب ألطاف عبد الحميد والخبر منشور على موقع الگاردينيا .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لقد مات الحكيم
مات الفيلسوف الإنسان
مات العراقي الأصيل
مات المقاتل الشهم الطاف عبد الحميد
الأستاذ المرحوم والمغفور له بإذن الله تعالى ألطاف عبد الحميد تشرفت بمعرفته عبر موقعنا العزيز الكاردينيا ومنذ أول مقال نشره على الموقع شدني أسلوبه وفخامة التعبير وسلاسة الأفكار وعمق التجربة الإنسانية للكاتب ، كانت كلماته تحتاج التأني والتأمل والوقوف عندها للتفكير ومحاولة سبر أغوارها .
حروف تنطق بالإنسانية والقيم النبيلة والمواقف الكبيرة المعبرة أصدق تعبير عن مكنون شخصية ليست عادية استطاعت أن تطوع قلمها لكي يترجم أحاسيس ومشاعر مرت بها أو مررت أنا بها أو مر بها الكثيرين
مقال أول ويتبعه مقالات أخرى جعلتنا نحن عائلة الكاردينيا الكريمة نشعر بالسعادة والغبطة وترقب لكل مقال يرسله فيلسوف الموقع ويوماً بعد يوم يزداد المعجبين المنبهرين من هذا الشلال المنهمر من الدرر والجواهر البلاغية العميقة ذات المدلول الأخذ باتساع رقعة الإنسانية وقيمها النبيلة ..
نشر المقالات والقصص الرائعة التي تحاكي زمن الفروسية وكرم الرجال ورحمة النساء وحنانهن ، مقالات تخاطب أم الشهيد الذي قدم حياته من اجل البصرة والعراق لأنه يؤمن ويشعر أنه وأن سكن الموصل فإن الفيحاء شقيقة الحدباء .
كانت هذه المقالات تعوزها صورة تعبر عن كاتبها فإذا بالفيلسوف الحكيم الطاف عبد الحميد ينشر صورته وهي أصدق صورة لوصف حال الحكماء المتصوفين في محراب الكلمة والزهد والنقاء جعلتنا نستذكر كل صور الحكماء والفلاسفة وأهل التصوف الذين جلل وكلل تعبهم وحنوا ظهرهم بيضاء الشيب على الوجنات واللحية تكسوها بالوقار وهيبة العلماء .
أرسلت له رسائل على البريد الخاص أدخلت السرور إلى قلبه الكبير وكان جوابه درس لي بليغ يدفعني لطلب المزيد، نعم ليس كل يوم نلتقي بمثل هذه الشخصية الكبيرة نعم علي أن أستفيد وأنا التلميذ البسيط من معلم كبير.
لقد شرفني الله تعالى بمعرفة أناس أخيار كرام في مشوار حياتي وكان منهم أخي الكبير وأستاذي الطاف عبد الحميد الذي لم أعرفه منذ عشرات السنين ولكني كنت أحس بأنه أخ وصديق تثق به وبنصحه وإرشاده تتعلم منهم وتعرف وتستزيد .
منذ يومين وأنا ساهر الليل اطلعت على (الفيس بوك ) فإذا بي أجد طلب دعوة صداقة من الأستاذ الطاف عبد الحميد رحمه الله .. دمعت عيناي وبكيت على فقد أخ وصديق وقلت في نفسي نعم أيها العزيز أتشرف بكم حياً وميتاً ..
نعم شرف لي صداقة ميت أختاره الله تعالى أن ينتقل في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك إلى جوار ربه الكريم ليكون من الفائزين برضوان ربه وجنة ونعيم بإذن العزيز الرحيم.
رحم الله فيلسوف الگاردينيا الحكيم الأستاذ الطاف عبد الحميد الذي ترك أثراً جميلاً في حياتي وحياة الكثيرين ...
لي رجاء من عائلة الفقيد الكبير أن تبقى على تواصل معنا نحن أهلهم وأعمامهم وإخوانهم وأخواتهم في الگاردينيا وممكن ذلك عن طريق شيخ هذا البيت العراقي الجميل الأخ الفاضل جلال چرمگا رعاه الله لكي نطلع على أحوالهم ونسعد بإخبارهم وهذا أقل واجب نقدمه وفاءً وعرفاناً للراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم الأستاذ الطاف عبد الحميد ...
1140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع