مصطفى الآغا
لست متخصصاً في التحكيم ولكن لي عينان أرى بهما، وأقرأ بهما أيضاً ما يقوله خبراء التحكيم في العالم، والذين كان بعضهم جلادين وظالمين خلال فترة قيادتهم للمباريات ثم تحولوا بفعل فاعل إلى محللين ينتقدون زملاءهم معتمدين على التكنولوجيا والكاميرات التي لم تترك أي هامش للخطأ في التقدير.
نعم حزنت لفوز هولندا على المكسيك ليس لأنني أشجع المكسيك أو أكره هولندا، بل لأنه فوز غير مستحق ومسروق وبركلة جزاء رآها كل العالم إلا حكم المباراة البرتغالي بيدرو بروينكا الذي منح الشرعية لتمثيل روبن، ولن أتحدث عن حكم مباراة البرازيل وكولومبيا جاره الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربلو الذي قد يغير هوية بطل الكأس من الأساس بعدما أظهر ضعفاً مستغرباً في التعامل مع الخشونة الكبيرة التي بدرت من لاعبي المنتخبين، وبدا وكأنه دخل المباراة وفي نيته عدم إشهار البطاقات (بحسب تعليمات «فيفا» أو التسريبات التي وصلت للإعلاميين بتوجيهات «فيفا» للحكام بأن لا يشهروا الكثير من البطاقات حتى تبدو البطولة نظيفة)، ولكنها الآن نظيفة من نيمار مثلاً الذي انتهى كأس العالم بالنسبة إليه بعدما كسر ظهره الكولومبي زونيجا، والأنكى أن الضارب لم ينل حتى بطاقة صفراء، وفي الوقت نفسه تم منح قائد البرازيل الكرت الأصفر على حادثة لا تستحق قياساً على «البلاوي» التي ظهرت منه ومن زملائه قبلها، ومن تابع تلك المباراة سيجد كماً هائلاً ومذهلاً من الأخطاء أجمع عليه كل العالم بمن فيه الخبراء الكرويون واللاعبون السابقون والحكام المعتزلون إلا «فيفا».. رأى عكس ذلك واختار أن يهنئ الحكم على «أدائه المبهر»!
ولا أعرف إن كان يقصد «فيفا» ذلك أم لا، ولكن الذي أعرفه أنه مؤسسة غير نظيفة ويشهد على ذلك عشرات التحقيقات والتوقيفات التي طاولت أعضاء مكتبه التنفيذي وبطولاته وحتى انتخاباته، وهو عندما يوحي أو يطلب من الحكام أن يقللوا من استخدام البطاقات الملونة فهو عملياً يتدخل في عملهم وفي واقع المباريات، الذي قد يفرض غير ذلك ويؤثر في قرارات الحكام حتى لو بشكل غير مباشر، وسبق أن طلب «فيفا» من الحكام الحزم والشدة في مسألتي الضرب من دون كرة وإضاعة الوقت وشاهدنا عشرات اللاعبين يتم طردهم، فما الذي تغير ولماذا؟
بكل الأحوال فالتحكيم أحد أضعف ملامح كأس العالم الحالية وقد يكون أحد أسباب فشلها أو تغيير هوية بطلها، لأن من تأثروا بالتحكيم كثر وأولهم البرازيليون الذين سيفتقدون نيمار وقائدهم سيلفا أمام ألمانيا، التي فازت أيضاً بقرارات تحكيمية على حساب غانا، فمن سيُقنع البرازيليين أنهم ليسوا ضحية لـ«فيفا» الذي عاقب سواريز أقسى عقوبة في التاريخ لعضة واحدة، بينما هنأت حكم مباراة خرج فيها أحد أفضل لاعبي العالم مكسور الظهر من دون أن يتم إنذار كاسره؟
1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع