عندما يُهدد الامن الوطني

                                       

                         د. علوان العبوسي


يعجز القلم أحياناً التعبير عن حالة تمس الامن الوطني غير متوقع  حدوثها اسبابها معروفة مسبقاً ، تم  التنبيه عنها  باساليب وطرق رسمية وشبه رسمية ولكن بعناد واصرار المتسببين لها  وعدم اكتراثهم او مناقشتها بشكل مهني ادى ذلك وصول الحال الى ما لا يحمد عقباه أنعكس على كل مفاصل وقوى الدولة العراقية  سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكرياً .

مقالي حول الاحداث الاخيرة التي جرت في العراق ادت الى سقوط محافظات  الموصل وصلاح الدين وبعض المدن في سامراء وديالى وخروجها عن سلطة الدولة سببها  الانتكاسة الخطيرة لمليشيات عراقية مشرعنة بقوانين  اطلق عليها كنايتاً بالجيش العراقي الجديد ، وجيشنا العراقي الاصيل بتاريخه المشرف بريئ  منها ، تركت أثراً غير محمود  للعالم اجمع   ودق ناقوس الخطر وتهدد الامن الوطني العراقي تجاه ابسط التهديدات معلنا عدم تمكن هذه المليشيات من ادارة الملف الامني .
 في القوات المسلحة عند اتخاذ  قرار عسكري لموضوع معين مهما كان حجمه ومستواه نتناول خلفياته ومبرراته وغاياته وهدفه ومستلزمات تنفيذه ...الخ ثم يدخل موضوع الادارة العلمية في التخطيط والتجهيز والمتابعة والاشراف والتنفيذ ثم التحليل .
منذ احتلال العراق في 9 نيسان ( ابريل ) 2003 وحتى 2014 كتبنا ووجهنا وارسلنا رسائل وبحوث سواء عن طريق اللقاء مع مسؤولين في الحكومات المشكلة او مجالس نوابها او عن طريق اللقاءات التلفزيونية او المواقع الالكترونية ، موضحين أخطاء تاسيس واعداد وادارة الملف الامني في المؤسسة العسكرية عموماً سببه الرئيس الفساد الاداري والمالي الذي شمل كل مفصل من مفاصلها المهمة بداً من القائد العام وهيئات ركنه والقادة والامرين وحتى الجندي البسيط فيها ، هذه المؤسسة من حيث العناصر الغير كفوءة والمحسوبيات ومنح الرتب  العالية جداً دون استحقاق لعناصر لاتعي او تقدر حجم المسؤولية الملقات على عاتقها ناهيك عن الرواتب والمخصصات الخيالية والنفس الطائفي الذي يكتنفها ، وعليه ما يجري اليوم على ارض الواقع هو ناتج طبيعي قد يحدث في اي وقت ، وقد حصل فعلا بالشكل الدراماتيكي الذي لمسناه في تلك المحافظات  وقد يكون بارادة الله سبحانه لكي ينقذ العراق وشعبه من كارثة لايعرف عقباها الا  هو سبحانه ، بسمه تعالى(... وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى...)الانفال 17
لااريد الخوض بتفاصيل سبق الكلام عنها من الكثير من الكتاب المدنيين والعسكريين بمختلف مستوياتهم وعقائدهم واطيافهم على السواء حتى باتت  لمن ينشد الاستقرار والامن والتقدم لعراقنا الحبيب .
لقد انشغلت الحكومة في امور اقل ما توصف بانها شخصية او فئوية او طائفية همشت طائفة عن الاخرى بل لعلي اقول كرهت بل قتلت تلك الطائفة ونعتتها بابشع الالفاض كونها طالبت بمطاليب مقبولة ومشروعة منذ سنتان تقريباً دون ان تلتفت لها الحكومة الحالية حتى فسرت اسبابها طائفية.
بعد الذي جرى من استسلام اعداد هائلة من جيش المليشيات فَقَد رئيس الحكومة ثقته بهذا الجيش  ولجأ الى المرجعيات الدينية الشيعية  حيث اصدرت فتواها المتسرعة باسم الجهاد لابناء هذه الطائفة  ضد الفصائل المسلحة وهو بذلك يخطأ  مرة اخرى بزج عناصر لاتفهم ولا تعي اساسيات القتال الصحيحة سيزج بهم في القتال دون رحمة ولا بُعد نظر مستغلين حماسهم المبني على الفوضى العاطفية ، وعليه فان مثل هذه التصرفات الغير منضبطة يتحملها ابناء العراق عن مضض  يكتنفهم الخوف من المجهول وهم يرون المليشيات المسلحة بشكل جيد تجوب الشوارع  ترهب المواطنين معلنة وجودها دون خوف او وجل من قانون او سلطة وهي بذلك لاتختلف عن داعش او غيره من المسميات ، وهذه مشكلة جديدة تضاف الى مشاكل العراق السياسية تدلل على الافلاس السياسي الخطير والتمسك بالسلطة بدل التعقل واللجوء الى مايفرضة الواقع الجديد .
في هذا الصدد ومن ضمن الدراسات التي قدمت للحكومة الحالية باعادة موضوع الخدمة الالزامية لكي يساهم بها كل ابناء العراق حيث كان بالامكان زجهم بمثل هكذا ظرف وفق تسلسل مواليدهم  ضمن خطة تعبية مرتبة حسب الاصول وكما هو معمول به في الجيش السابق وبكل جيوش العالم بدل اللجوء الى المرجعيات الدينية التي اقل ما توصف  بالفوضوية وزجهم في امور لامعنى لها وغير معنيين بها ولكن الحكومة ايضاً تعي ان هذا الامر يوّحد ولا يفرق ابناء العراق في اجتماعهم ضمن مؤسسة عسكرية واحدة هدفها وغايتها واحدة .
ان الوضع العراقي الحالي اقل ما يقال بانه حرج وينذر بالخطر الجسيم  ويجب اجبار رئيس الحكومة ومن على شاكلته  بالتنحي لمن هو اقدر واكفئ لادارة البلاد ويفضل ان يكون من العسكريين السابقين او السياسيين المعتدلين لكي ينتخي له ابناء  العراق والقوات المسلحة السابقة لاعادة الاوضاع الى حالتها الطبيعية وسحب اسلحة المليشيات منها وفرض القانون مع الاحكام العرفية بصلاحيات معقولة والا فالبلاد قادمة على فوضى مبرمجة  لانهاية لها باسلوب كلا يعمل وفق تصوره .
عاش العراق حرا ابيا مستقلا بابناءه البررة وما النصر الا من عند الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع