شهر رمضان المبارك

                                              

                           صالح الجبوري

             

                        

بعد أيام قلائل يحل علينا ضيف كريم .. رؤوف .. رحيم الا وهو شهر رمضان المبارك ، شهر الخير الرحمه والغفران ذلك الشهر المميز من خلال اشهر السنه لما يحتويه من خصال فريده من خلالها يصبح المسلم المؤمن في موضع تغير في سياق حياته الرتيبه ،

حيث يسعى للألتزام بضوابط وحيثيات هذا الشهر من تعبد والتزام ازاء الخالق جل وعلا سبحانه ، عسى أن ينال الرضا والقبول .
لايخفى عليكم ان البعض للأسف يعد العده لشهر رمضان في مايتعلق بتهيأ طعام الجسم والجسد اكثر مما ينتبه لاعداد طعام الروح والنفس .. " أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لابالجسم أنسانا ". القصد هنا ان بني آدم خُلق من تراب لذا غذائه الجسماني مصدره التربه أي الأرض وما تنتجه بقدرة الله تعالى من ثمار وبقوليات وماشابه ، بينما روح بني آدم مصدرها روح الله وهي من السماء لذا يكون غذائها مصدره السماء ايضا وهو التوحيد والدعاء والأستغار تقربا الى الله تعالى من خلال الأعمال الأنسانيه الطيبه المرجوه التي يقدمها المسلم في حياته اليوميه .
أن سر  وفلسفة شهر رمضان تكمن في جوانب عده على رأسها يعتبر هذا الشهر بمثابة فلتر يصفي ذنوب العباد طوال أشهر السنه  من خلال ادائهم هذه الفريضه بالشكل المطلوب طبعا في رمضان ، قال رسول الله عليه السلام
من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنب
بديهي ان الصيام هو ليس التوقف عن الطعام والشراب من فترة مابعد الفجر حتى الغروب ، انما هو صيام الجوارح ، فهنيئا لمن يلتزم خلال شهر رمضان ويكبح جماحه ويروض نفسه بكل مايقربه الى الله تعالى من عمل وقول ، أن الاستغفار في شهر رمضان له وقع ايجابي كبير جدا للمسلم المؤمن .. لان الأستغفار يمحو الذنوب .
تصورا ان رسول الله محمد بن عبد الله الذي غفر الله له ماتقدم وماتأخر من ذنب كان يستغفر الله سبعون مره باليوم .  فما بال المسلم المؤمن بهذا الكلام . أن الاستغفار كفار للذنوب ويزيد الرزق ويطيل العمر :
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا

في شهر رمضان ينظر رب العزه لعباده نظرة عطف اولها رحمه واوسطها مغفره وآخرها عتق من النار يقول رب العزه في حديث قدسي :
 يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك . هذا في الأيام العاديه ، فكيف سيكون الحال في شهر رمضان ، أكيد سيكون العفو والغفران مضاعف جدا من رب العالمين بحق عباده المسلمين المؤمنين .
يقول الرسول محمد صلوات الله عليه وسلامه : لو يعلم بني آدم خصوصية وابعاد شهر رمضان ، لتمنى ان تكون سائر ايامه كلها شهر رمضان لما يحتويه هذا الشهر من ايجابيات كبيره جدا تجعل المسلم المؤمن في موقع اكثر بهاء ورفعه . اما لو تحدثنا عن جوهرة شهر رمضان فهي دون شك ليلة القدر المباركه التي خلالها ينزل الباري عز وجل للسماء الدنيا حيث يرضيه جدا اداء المسلمين
فريضة الصوم بكل خشوع وتضرع وتقرب لله سبحانه وتعالى .
ومن خلال هذا الباب نتمنى لكافة الأخوان والأخوات المسلمين ان لايضيعوا ايام شهر رمضان هباء حيث ان استثمارها للخير هو الأفضل دون شك ولايخفى علينا ان الصوم هو احد أركان الأسلام الخمس وقد كتب على الذين من قبلنا : بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
صدق الله العظيم
اما بالنسبه للحسنه في شهر رمضان قد يصل الأجر ازائها نحو 700 مره وليس فقط الحسنه بعشر امثالها كسائر الأيام دون شهر رمضان حيث سبق ان الحسنات في شهر رمضان يتضاعف اجرها للمسلم بشكل عام خصوصا لمن ينفق أي مبلغ من باب المساعده او الصدقه او حتى فطرة رمضان ، انطلاقا من قوله تعالى :
﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم
تصورا عندما ننفق درهم واحد كصدقه خلال شهر رمضان نحصل على آجر من رب العالمين وكأننا اعطينا 700 درهم ... ويضاعف الله لمن يشاء .
لايخفى عليكم ان رب العالمين يقول : ثلاثه لاترد دعوتهم . من ضمن اولئك الثلاثه هو صائم حتى يفطر ، أي ان للصائم منزله مميزه عند رب العالمين .
ومن المعلوم ايضا ان الصوم لايقع على المريض حتى يشفى ولاعلى المسافر حتى ينتهي من سفره
قوله تعالى : أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَام مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون

نسأل الله تعالى ان يتقبل اعمال المسلمين المؤمنين خلال شهر رمضان الفضيل ويضاعف لهم حسناتهم ويجزيهم خير جزاء.
أن الله رؤوفاً بالعباد .

صالح الجبوري
21-6-2014

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1039 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع