علي الزاغيني
ما حصل في مدينة الموصل مرارة كبيرة لايمكن تصديقها يتحمل الجميع مسؤوليتها من قادة ميدانيين وحكومة محلية يجب ان لا تمر مرور الكرام بدون عقاب وان لا يكون هناك مجاملة في هذا الامر واعتقد ان الخلاف بين القادة الامنين والحكومة المحلية له الدور الاكبر لما حصل اضافة الى ضعف الاجهزة الاستخبارية التي ربما فشلت في ذلك الى حد كبير في ايصال المعلومات الدقيقة عن تحركات داعش وتسليحها وهذا يقودنا الى ضعف التدريب وكفاءة البعض من الجنود والضباط في مجابهة العدو في المدن اضافة الى الفساد الاداري المستشري في صفوف القوات المسلحة .
قد تختلف تسمية داعش من تنظيم ارهابي متطرف الى ثوار او مجاهدين كما يصفهم البعض للاسف هذا سمعته من احد الزملاء في مدينة الموصل عندما اتصلت به لاطمئن عنه وعن عائلته اجابني بان الثوار قد بسطوا سيطرتهم على المدينة بعد انسحاب الجيش وقد وفرا الكهرباء والماء والامور تسير بشكل طبيعي واعتقد ان زميلي هذا مخطئ اكثر مما يتصور هو بانه ينقل الحقيقة وان الاقنعة المزيفة لداعش سوف ترفع ويظهر الوجه الحقيقي لهم ويكشرون عن انيابهم وبعد ذلك يعرف الجميع بعد ان يتركوا ضحاياهم على قارعة الطرق ويعودوا الى مغارتهم في الظلام .
المؤامرة كبيرة ضد العراق وتشترك بها العديد من دول الجوار والدول الاقليمية من اجل لا يتعافى العراق ويبقى ضعيفا وهذا بالتاكيد خطط له ولازال يخطط له وتدفع ملايين الدولارات من اجل تدريب الارهابيين وان تبقى خلايا الارهاب تجوب في وطننا وتبث الرعب والقتل وتحاول ان تجعل من العراق ملاذ لكل الارهابين من كل الدول تسمح لمجرميها بالقتال في العراق لكي تبعد الشر عن اراضيها وتبقى في مأمن من كل هذه الاعمال الارهابية والا لماذا دول الجوار في امان والعراق تحيطه النيران من كل جانب ؟
في هذه المرحلة بالذات قد يكون الحل العسكري هو الخيار الوحيد ولكن يجب ان لاننسى الحل السياسي الذي يمكن ان يقرب المسافات وبالتالي تقليل نسبة الخسائر وهذا ياتي بتكاتف الساسة ومدى ولائهم للوطن وعدم التلاعب بالالفاظ في وسائل الاعلام فالامر لا يحتاج الى تصريحات وتنافرات وانما يحتاج الى وقفة واضحة وصريحة بوجه الاعتداء على وطننا وشعبنا فليدع من يختلف على المناصب هذا جانبا وينظر بعين مفتوحة لمستقبل العراق وشعبه بعيدا عن كل ما يحمله من بغض وكراهية لكتلة او حزب او شخصية سياسية معينة فهذا الامر اصبح اكثر من مخزي ومعيب , العراق يمر باصعب واعنف فترة منذ سقوط الصنم وتكالبت عليه مؤامرات قد لا تنتهي على خير الا اذا اتحدنا ونبذنا كل الخلافات جانبا من اجل ان يبقى العراق سالما معافى .
لماذا لم يتكمل نصاب مجلس النواب من اجل عقد جلسة طارئة لاعلان حالة الطوارئ هل هي مؤامرة اخرى يلعبها اعضاء البرلمان في ايامهم الاخيرة بعد ماطلوا كثيرا في اقرار الموازنة ؟
اذا كان البعض من اعضاء البرلمان والكتل ضد السيد المالكي ويحاولون بشتى الطرق ان يبقوه وحيدا في هذه المؤامرة الكبرى التي يمر بها العراق عليهم ان يتذكروا ان العراق اكبر من السيد المالكي ومنهم وعليهم ان يتذكروا ابناء الشعب الذين انتخبوهم و عليهم ان يتذكروا تلك العوائل التي هجرت من منازلها بسبب الارهاب وهي الان تعيش في العراء في هذا الطقس الحار , عليكم يا اعضاء البرلمان ان تكونوا صادقين مع انفسكم مرة واحدة قبل ان تتركوا البرلمان وان تسجلوا للتاريخ وقفة مشرفة يحسبها لكم الشعب لا ان تخذلوه وهو بحاجة الا ان يكتمل النصاب مرة واحدة بتاريخه ويتفق مرة واحدة على مصلحة الشعب وليس لمصلحتكم الشخصية .
ربما توجد هناك حلول كثيرة لاعادة السيطرة على مدينة الموصل وفرض القانون فيها ومن هذه الحلول هو الحل العسكري باستخدام كافة الاسلحة المتوفرة وخصوصا الطائرات بعد استمكان مقرات وتجمعات داعش ومن انظم اليهم وهذا بالتاكيد سوف يوقع خسائر كبيرة في صفوف المدنين الابرياء اذا ما بقوا داخل منازلهم ولكن بالاخر سوف يلحق بداعش شر هزيمة , اما الحل الاخر عسكري ولكن بطريقة اخرى باستخدام وسائل ترهيب نفسية بحيث تجعل من العصابات تهرب دون قتال والحل الاخر هو صحوة ابناء الموصل بثورتهم وتعاونهم مع ابناء القوات المسلحة وقتالهم داعش وطردهم الى حيث لا رجعة واعتقد ان هذا اهم الخيارات واكثرها نضوجا اذا ما استخدم بصورة صحيحة .
ستنقشع هذه الغيمة عن وطننا ويعود السلام من جديد ولكن سيذكر التاريخ الموقف المخزي والمشين لبعض اعضاء البرلمان الذين تخلوا عن شعبهم في وقت المحنة وبقوا صامتين وابوا ان يقفوا وقفة حقيقة يسجلها التاريخ وظلوا مرتدين الاقنعة المزيفة التي تعودا ان يرتدوها بكل قخر .
1137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع