محمد علي الأمام
في كلمته الاسبوعيه ( الاربعاء ) ظهر المالكي مهزوزا وتعبا وبدت عليه علامات الانفعال وطلب انشاء جيش جديد سماه بالجيش الرديف لتلافي الفشل والهزيمه التي حاقت بالجيش الاصلي بعد عملية نينوى المذهله التي ادت بالخبراء والمحللين من اطلاق وصف ( الانهيار الاسرع في التاريخ ) لجيش حكومه المنطقه الغبراء..
ولايخفى عن العارفين من ان الجيش العراقي الذي شكله الاحتلال الامريكي بعد 2003 وتعهد بأن يكون جيشا حديثا ومدربا وفق العقيده العسكريه الامريكيه ومجهزا باحدث ماتمتلكه التكنولوجيا الامريكيه العسكريه وتقدر الاموال التي صرفت على انشاء هذا الجيش بأكثر من مائة مليار دولار وبلغ تعداد الجيش والقوات الامنيه الاخرى باكثر من مليون ومائتان الف عنصر والالاف من العجلات والمعدات والنفقات والتجهيزات ..
هنا لابد من وقفه قصيره للتعرف على الجيش الاصيل قبل الخوض بالجيش الرديف ..
1 . اكثر من 80 % من منتسبيه هم من المطرودين والمحالين على التقاعد لاسباب جنائيه او اخلاقيه او الاخلال بضوابط الخدمه ومنهم على سبيل المثال قائد القوات البريه وقائد الحرس الوطني السابق وآخرين .
2 . اعتمد الجيش على الموالين للمذهب الشيعي اي تم البناء على اساس طائفي وليس عراقي بمعنى جيش غير وطني وبالتالي فاقد الاخلاص للبلد لان اخلاصه للمذهب على حساب العراق .
3 . يشوب قادته من القائد العام للقوات المسلحه الى وزير الدفاع الى اصغر ضابط وضابط صف ملفات فساد وصفقات مريبه وعمولات وابسطها على سبيل المثال ان ماكان مخصصا لطعام الفرد في القوات المسلحه لاطعامه ثلاث وجبات هو مبلغ 17 دولاريوميا ثم قلصت الى 13 دولار وما يصرف فعلا لايتجاوز 5 دولار فقط والباقي تذهب الى القيادات من امر فوج صعودا الى امر اللواء ثم قائد الفرقه وهكذا حتى الوزير .
4 . انعدام الضبط العسكري وهو العمود الفقري لعمل القطعات العسكريه مع وجود عدد لايستهان به من الضباط الاميين والجهله من ما يسمى ( الدمج ) ويقدر عددهم باكثر من 25 ألف منتسب اضافة الى القبول العشوائي للمتطوعين وطلبة الكليه العسكريه والطيران وخارج الضوابط المعتمده عالميا وعراقيا .
5 . غياب العقيده العسكريه التي تستند عليها القيادات العسكريه في التدريب والتوجيه والدراسات والتمارين والاستخبارات .
6 . استخدام الجيش كقوات حفظ للنظام السياسي داخليا حرف واجبه الرئيسي وهو الدفاع عن سيادة الوطن وارضه ومياهه واجوائه .
7 . اعتبار الجيش جزءا من السياسه ومتأثرا بها ومنفذا لمتطلباتها هو اهم سبب لفشله وانحرافه عن اهدافه الرئيسيه وعدم بقائه في منأىء عن السياسه وميولها .
8 . لم يجرب الجيش في اية عمليات عسكريه على مستوى البلد في الدفاع عن الارض والسياده وانما انصرف لمكافحة الارهاب والامن الداخلي وعمل الجيش كان عمل شرطه وخارج واجباته .
9 . يمتلك الجيش اكثر من 17 فرقه عسكريه وبعض الالويه المسقله واذا ما اضيف اليها ثلاث فرق شرطه اتحاديه وشرطه محليه وقوات محافحة الارهاب فان حصيله كل هذا جيش مترهل لواجب واحد هو الامن الداخلي .
كل ماورد اعلاه من مواصفات للجيش ومعه الشرطه اثبت انه غير قادر على تحقيق واجب امني داخل العراق مما يدل دلاله واضحه عل هشاشة التنظيم والتدريب وانعدام الحس الوطني وعدم الانتماء للمؤسسه العسكريه والاعتزاز بها وابسط دليل على الفشل هو واجب اقتحام الفلوجه وهي قضاء عراقي ضمن محافظه تبلغ مساحتها ثلث مساحة العراق فكيف كان سيقوم باقتحام المحافظه باكملها ؟؟
الجيش الرديف
ماعمله وهيأله العراق ممثلا برؤساء الوزراء الثلاثه الذين تعاقبوا على الحكم في العراق خلال عشرة سنوات ومعهم الجيش الامريكي وخبرته وتجهيزاته وسلاحه ومعداته وكلها انهارت امام بضعة مالاف من قوات تعنتب مدنيه بالرغم من ان اكثرها من العسكر القديم والانهيار كان في اقل من 24 ساعه ويمثل هذا اسرع وأسوء واذل انهيار تشهده المؤسسه العسكريه العراقيه والتي لم يمر عليها مثل هذا ولاحتى جزءا يسيرا منه على مدى تسعة عقود منذ تشكيل الجيش العراقي وحتى حله من قبل بريمر ..
كل هذا ولم يستطع الجيش العرمرم من الصمود ولو 48 ساعة على الاقل لرزم التجهيزات والمعدات قبل الهرب ولكنها قطعات قد قررت سلفا انها غير قادره على القتال وانها يجب ان تستسلم لاي قادم وكانها بضاعه رخيصه تفتقر لاي مواصفات او راغب بشرائها .
الجيش الرديف سيتم بنائه على اسس اردىء واسوء من سابقه لانه سيبنى على اساس المذهب وكأن القتال سيكون طائفيا ويراد بذلك بعض الامور غير الهدف الرئيسي وهو محاربة الارهاب كما يدعي ..
1 . تحشيد الشيعه البسطاء لمعركه اكبر منهم يعتقد انه سيربحها ليكون زعيما شيعيا كما يهلل الشيعه للمختار الثقفي وسيكونوا وقودا سهلا واهداف يعتقدون انهم قادرين على هذا الحمل ولهم في ذلك مثلا من اليوم الموعود وعصائب الخزعلي وحزب الله وهؤلاء مدربين فكيف بالاخرين ؟؟.
2 . استدرار عطف الممتنعين من الشيعه وترغيبهم وترهيبهم بان السيف اصبح على الرقاب ولامناص من الدعم .
3 . تثبيت الولايه الثالثه باسلوب من ابتكارات ايران وقد نوهنا عن ذلك قبل اكثر من سبعة شهور في الكاردينيا من اعلان حالة الطوارىء بأفتعال ازمة ما لغرض تثبيت ولايته الثالثه ومن السيناريوهات المحتمله ..
اولا . تفجير احد المراقد الدينيه والمرشح ليس الاماميين العسكريين فقط لانهما اوراق محروقه بل سيكون مرقد مهم للشيعه بحيث يثورهم ويدفعهم بشكل اعمى نحو القتال والمراقد المرشحه هي ( موسى الكاظم ، الحسين ، العباس ، علي بن ابي طالب ) .
ثانيا التركيز العالي وبكل الموجات والاعلام على داعش بحيث اعطيت داعش اكثر بكثير جدا من قيمتها الحقيقيه لغرض تسويق الفعل في اولا اعلاه ولصقه بداعش وهي العملاق الذي اجتاح نصف العراق ..
ثالثا . سيناريو ادخال قوات اجنبيه والذريعه داعش والبقاء في المنصب لحين اخراج المحتل او القضاء على داعش .
الجيش الرديف واعتذر عن الوصف فانه اشبه بقطيع من الخرفان سيقاد الى المجزره والجزار خبير في ذبح الخراف التي لاتعلم ولاتدري الى اين ومن اين ولماذا .. اذا كان الجيش الاصلي لم يتمكن من تدارك الامور فكيف سيمكن للرديف ممن تداركها ؟؟
ظل شيء اخير فالبعض يعتقد انها لعبة كبيره يلعبها المالكي ستؤدي الى تحقيق الاهداف المطلوبه وهي :
تقسيم العراق / بقاء المالكي ليس لولايه ثالثه بل الى مالانهايه / التخلص من السنه في اقليم او دوله ضعيفه / شرذمة الشيعه بين مراجعها ومقليدها وولاية الفقيه / تمكين ايران من ضم ماتبقى من العراق الى الجمهوريه الاسلاميه كما صرح بذلك اكثر من مسؤول فارسي ....
سلاما ياعراق....
1150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع