نقاتل حتى النفس الأخير

                                           

                            خالد القشطيني

 يظهر أن سيادة الرجل على المرأة شيء غريزي في الرجال. النوع البشري هو النوع الوحيد بين الحيوانات يسود فيه الذكور الإناث. ولكن حملات المساواة التي تميز بها العصر الحديث امتدت لهذا الميدان أيضا، غير أنها أثبتت أنها كانت أصعبها وأشقاها.

بعد مشاركات المرأة في الحرب العظمى، طالبت المرأة الإنجليزية في العشرينات بحقها في الاشتراك بالانتخابات. قالت إذا كنا مؤهلات للاشتراك في القتال فلماذا لا نشارك في الانتخابات؟ أجاب الرجال فقالوا الحرب والقتل أسهل من إدارة السياسة والفلوس. رفضوا إعطاءها حق التصويت فشنت النساء ما يعرف بالحملة المعروفة بالسفرجت، وقدمن فيها أمثلة رائعة. وصلت أوجها من البطولة عندما قاطعت إحداهن مسار الخيل في سباق الركبي الشهير ورفعت أمام رجال الدولة شعار الحملة «حق التصويت للمرأة». داستها الخيل وماتت تحت حوافرها.

وكان للحادثة وقع كبير أجبر الحكومة على سن التشريع اللازم لإعطاء المرأة حق الاشتراك في الانتخابات. ولكن النساء بقين لا يشكلن من المجلس والحكومة غير عدد قليل حتى الآن.

بيد أن الرجال في أوروبا ظلوا يحتكرون لأنفسهم شتى الميادين المحرمة على المرأة، بما فيها بعض الجامعات والنوادي وسلك القضاء وسلاح البحرية والطيران وسواها. وفي الستينات، شنت النساء حملة الأنثوية Feminism لاقتحام سائر هذه الميادين وتحقيق المساواة الكاملة، بما فيها المساواة في الأجور. وكان من آخرها السماح لها بالانضمام إلى طواقم الغواصات النووية وقيادتها.

يظهر أن الرجال اعتبروا قيادة غواصة محملة بالقنابل النووية أسهل من تسليم بنك أو معمل لامرأة. استعصى عليها هذا الميدان. ولكن الجمعيات النسائية استطاعت فرض إرادتها فرحنا نسمع عن شتى السيدات يتولين إدارة البنوك والشركات الكبرى. ولكن الرجال عادوا لمكرهم. يتفادون هذا النقد فيعينون المرأة في المنصب العالي ولكنهم سرعان ما يحيلونها بعد أشهر قليلة للتقاعد. هذا ما قالته التقارير مؤخرا في بريطانيا.

بالطبع اشتركت المرأة في شتى الألعاب الرياضية بما فيها المصارعة والملاكمة.

ولكن الميدان المحبب للرجال والمربح أرباحا عالية، كرة القدم، بقيت حكرا على الرجال. ولكن في السنوات الأخيرة تشكلت فرق نسائية لكرة القدم، وأنا من المتابعين لمبارياتها. بيد أن شبكات التلفزيون والإعلام ظلت تتجاهلها. وفي كرة القدم الكاميرا أهم من الكرة. فتعالت الشكوى النسائية من هذا التجاهل.

رفعوا الأمر إلى رشارد سكدمور، رئيس نوادي كرة القدم في بريطانيا فعلق في رسالة خاصة وصف فيها النساء بالغباء والضعف وقلة العقل، إلى آخر ذلك من الأوصاف التقليدية الذكورية في تقليل شأن المرأة. أثارت الرسالة ضجة كبيرة وطالبوا بإقالته من منصبه الخطير لهذا التمييز العنصري ضد الإناث. ولكن يبدو أن الرجال عادوا لجمع صفوفهم والدفاع حتى آخر نفس عن زعيم من زعمائهم. فما زلت أسمع المستر سكدمور يتحدث على شبكات الإعلام وكأن أي شيء لم يحدث ولم يقل.

أنا واثق لو أن رجلا قال مثل ذلك بيننا، لطردوه من منصبه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع