قبل ان يهل شهر شعبان الفضيل اطل علينا السيد رئيس الوزراء بطلعته البهيه وهو يصرح ويقول ان ازمة الفلوجه سوف تنتهي قبل شهر رمضان المبارك ولم يفصح عن اي اجراءات او تفاصيل ولكن الاحداث التي تلت وضحت ماهية الاجراءات المحتمل اتخاذها من قبل الحكومه :
زيادة حدة وحجم ونوع القصف على المدنيين في الفلوجه باستخدام مكثف للبراميل المتفجره والمدفعيه الثقيله وصواريخ الانبوبيه وصواريخ طيران الجيش ( هيل فاير ) الامريكيه ويكفي يوم واحد من هذا القصف الذي خلف اكثر من مائة اصابه منها اصابات لكادر المستشفى في الفلوجه والذي تمنعه كل القوانين والاعراف الدوليه ..
ماذا يراد من هذا التصعيد ؟؟ هو لاختصار المده الزمنيه واجبار اكبر عدد ممكن من المواطنين الى ترك منازلهم وتفريغ الفلوجه لغرض تحقيق نصر افتراضي بدخولها من قبل الجيش وهذا ضرب من ضروب الخيال والمستحيل وهو في صالح الثوار وليس في صالح القوات الحكوميه لانه يسهل حركة المقاتلين بحريه اكبر في حالة عدم وجود مدنيين ونساء وشيوخ واطفال ولا ننسى انه صرح وقال ان عودة النازحين لن تكون الى بيوتهم بل سوف نخصص لهم بيوت جديده والمعنى واضح ..
تحقيق نصر في الفلوجه ليس مستحيلا فقط وانما ما حدث من زج قوات عسكريه لاتمتلك المهنيه وترفع شعارات طائفيه ولاتجيد استخدام الارض والسلاح ولاتمتلك الوطنيه والغيره ولا الدين سيؤسس الى انهيار المؤسسه العسكريه العراقيه عاجلا وسيشهد العراقيين انهيار هذه القوات لاسباب عديده سبق ان تطرقنا اليها في مقالات سابقه وما احداث سامراء الا واحده من مقدمات هذا الانهيار وحول ذلك لابد من توضيح ..
الاحداث في سامراء قامت بها تسعة فصائل من المقاومه العراقيه ومن قوات النخبه وهي تمتلك خزينا عسكريا وتدريبا راقيا واساليب عسكريه تعبويه مميزه وفيها مجموعات من خيرة العسكريين القدامى والمتطوعين وهم من ارغم الامريكان على الانسحاب ,, اما الحديث عن داعش فمن حق الاهالي والناس ان يتخوفوا من اي مسلحين ومن تكرار ماحصل في عام 2006 وتفجير المرقدين كوسيله لاطلاق يد الحكومه بالتصرف خارج الضوابط واثارة الرأي العام واشعال حرب طائفيه ولكن لنرى لماذا هذه القوات هي ليست داعش ..
1 . الوضع العام والصراع السياسي حول منصب رئيس الوزراء وتشبث المالكي بكرسي السلطه والذي سيؤدي في حالة خسارته الى فضائح تزكم الانوف ,, بالرغم من هذا كله الا ان الحكومه غير قادره على مثل هذا الفعل في ظل الظروف السائده بالرغم من ان الوضع العام يوحي بذلك .
2 . مافعله المسلحين في سامراء تم بتحقيق مباغته تعبويه وخلال الفجر وتحت وضع امني متردي وعدم اكتراث القيادات العسكريه والاستخباريه واصابتها بالملل وطول المدة العمليات العسكريه بدون نتائج تذكر على الارض وكثرة الخسائر .
3 . لو كانت داعش لشهدنا افعال وتصرفات داعشيه اذا جاز التعبير من قتل وتفجيرات وقطع رؤوس ولكن الذي حصل هو استسلام العديد من افراد الجيش والشرطه والسماح لهم بترك مناطقهم والذهاب الى ذويهم اضافة الى اذاعة البيانات بعدم التعرض لدوائر الدوله والعبث بها حفاظا على حقوق الناس .
4 . ظاهره اخرى تؤكد ماورد اعلاه وهي استهداف مقرات وبيوت الحزب الاسلامي وهذه دلاله على اعتبار هذا الحزب من دون الاخرين عدو ومطلوب وهذه العداوه هي لدى المقاومه العراقيه اما داعش فأنها تعتبرالحزب الاسلامي موالي للمالكي والتعرض له يخالف قواعد اللعبه .
5 . ترك المسلحين اهدافهم وانسحابهم وقد تصور الحكومه انهم انسحبوا تحت ضغط الجيش او الشرطه او تحت تأثير القوه التي قادها علي غيدان لان المسلحين انسحبو قبل كل هذا وانهم على مايبدوا قد حققوا الهدف الذي يبدو في اعتقادي ان يتألف من عدة اهداف :
اولا . رساله واضحه للحكومه العراقيه ان المقاومه العراقيه قادره ان تتحرك وتسيطر على اي جزء من العراق بسهوله .
ثانيا . اثبات هزالة القوات المسلحه العراقيه وضعفها امام قوات المقاومه .
ثالثا . نوع من انواع التمارين العمليه للطرق المستمر واضعاف المقابل تمهيدا لعمليات اخرى .
رابعا . تخفيف الضغط عن الفلوجه .
خامسا . وقد تكون عمليه واسعه لم تستكمل كل حلقاتها وتطلب الموقف التاجيل .
اين كانت القوات التي احتلت جنوب وشرق سامراء وسيطرت على مساحات واسعه وفرضت سيطرتها واغلقت جميع المداخل الرئيسيه والطرق ومهما كانت الاهداف فأنها اشاره واضحه الى ان القوات الحكوميه باتت على شفى حفرة من الانهيار الواسع وتقع مسؤولية ذلك بكل تفاصيلها على نوري المالكي ولاننسى فقد اتبعة هذه العمليه انهيار جزئي في نينوى وسليمان بيك وحضر تجوال في الرمادي ونينوى وصلاح الدين وكركوك واجراءات مشدده جدا في المنطقه الخضراء حضيرة حمير الحكومه ..
لم تبقى الا بضع ايام وينتهي شهر شعبان ليأتينا شهر رمضان الكريم لنشهد صدق او كذب رئيس الوزراء كعادته دائما كلام الليل يمحوه النهار....
1153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع