سيف الدين الأوسي
في نهاية الاربيعينيات من القرن الماضي , كان يدرس في الجامعة الاميركية في بيروت ثلاث طلاب أصدقاء ..
هم السادة حسين السيد محمد الصدر وسعدون عبد العزيز القصاب وسعد صالح جبر , في أحد أيام عطل نهاية الاسبوع قرروا الذهاب الى أحد المطاعم اللبنانية المحترمة في أحدى ضيع بيروت الجميلة , ذهبوا وطلبوا كونهم عراقيين أطباق من التمن والمرق (همزين ما طلبوا حكاكة ) , تم جلب الطلب ولكون مطاعم لبنان نازكة , فقد كان ماعون التمن يحتوي على كمية قليلة ( كوب مقلوب ) !! ومما أثار حفيظة السيد حسين الصدر وتجادله مع النادل( البوي حسب اللهجة العراقية في قرون ما قبل التأريخ ) وتطور الامر الى تدخل مدير المطعم ومن ثم تدخل الدرك اللبناني لكون السيد سعد صالح جبر يحمل معه مسدسا دون أطلاقات ومن نوع كان يستعمل في أفلام مصر القديمة !!
ذهب الثلاثة مخفورين الى مركز الشرطة أو الدرك , وكان الضابط الخفر منزعجا كالعادة كونها عطلة , فأرسل عليهم واحد واحد مستفسرا عن أسمه وشغله وأسم أبيه وشغله ,,,
دخل سعدون عبد العزيز القصاب أول واحد , فسأله عن مهنة أبيه , فقال رئيس مجلس النواب العراقي , فهاج الضابط وقال أنت بتتمسخر مني أرجع الى الحبس !! ودخل الثاني سعدصالح جبر فسأله نفس السؤال , فأجاب والدي رئيس وزراء العراق , فتخبل الضابط وأرجعه الى الحبس , ثم نادى على السيد حسين محمد الصدر وسأله , فأجاب والدي رئيس مجلس الأعيان , تخبل رسمي هذا الضابط وأمر بحبسهم , ثم طالبوا بالأتصال بالسفارة العراقية وحسب التعليمات بشأن مواطني العراق في الخارج بذلك الوقت , تكلموا مع أحد موظفي السفارة ومن ثم السفير للتوسط بخروجهم من هذه الأزمة التي تعمقت وتطورت الى ما يحمد عقباها !!!
بعد ربع ساعة أتاهم الضابط يعتذر لكون وزير الداخلية اللبناني قد شرفه بالاتصال به شخصيا ووبخه بشده لعدم تصديق ما قاله الطلاب العراقيين والاستهزاء بهم وبعد تدخل السفير العراقي في بيروت والخارجية اللبنانية !! ثم تم أطلاق سراحهم لكون القضية بسيطة ولا توجد مشكلة في الموضوع !!
أيام فاتت وشكرا للأخ الفاضل السيد علي حسين الصدر الذي روى لي تلك الحادثة نقلا عن أبيه رحمه الله تعالى .
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع