مثنى عبيدة
مشاركة عراقية بمهرجان الطفولة وثقافات الشعوب
تسعى الجاليات المغتربة ومن خلال نشاطات وبرامج واحتفالات خاصة تحيي بها صلات المغترب بوطنه وأرضه وثقافته وفنونه الشعبية وتحاول أن تبرز كل ذلك بشكل فردي أو جماعي الهدف منه نشر ثقافة التنوع والتعايش السلمي بين الجاليات التي يجمعها بلد الاغتراب.
أقامت الجمعية التركية الأمريكية في ولاية ميشغن مهرجانها السنوي الكبير المخصص للأطفال وثقافات الشعوب والذي اشتركت فيه ثلاثين دولة ، يتضمن هذا المهرجان عرض الفنون والحرف والأزياء الشعبية لكل بلد ثم إقامة عرض جماهيري للفنون والرقصات الفلكلورية التي تؤديها الشعوب والمعبرة عن حضاراتها وتاريخها الإنساني .
كان العراق حاضراً في هذا المهرجان حيث سعت ثلة طيبة من أبناء وبنات العراق الكرام على حضور أسم العراق العزيز ضمن الدول المشاركة بالمهرجان.
لقد جاءت الدعوة متأخرة بعض الشيء ولكن بالعزيمة والإصرار تسابق أبناء الجالية العراقية الكريمة في ولاية ميشغن الأمريكية على تقديم ما بحوزتهم من مقتنيات تراثية وفلكلورية تمثل الحضارة والتاريخ العراقي المميز .
تم تشكيل لجنة لفحص وتقيم هذه المقتنيات التي سوف يتم عرضها للجمهور وتهيئة السبل الكفيلة بنجاح المشاركة العراقية وفي تسارع وتسابق مع الزمن قمنا بعرض هذه المقتنيات على الجمهور الزائر للمهرجان والذي أبدى إعجابه وتقديره للعراق وأهله الكرام.
كان الجناح العراقي تحت عنوان ( العراق مهد الحضارة ) حيث تم عرض تاريخي موجز لتاريخ العراق منذ فجر التاريخ مروراً بالحقب التاريخية المتعاقبة كما وضعت أمام هذه اللوحة أزياء ومقتنيات عراقية جميلة قدمتها العائلات العراقية الكريمة جاءت بعض تلك المشاركات والعائلات من مسافات بعيدة وبكل كرم أسهموا في تمثيل بلدهم .
كما أسهمت أحدى السيدات الكريمات من أبناء كوردستان العزيزة بمقتنيات تراثية جميلة أضفت حضوراً منوعاً يتوافق مع طبيعة الشعب العراقي وقومياته وأطيافه الكريمة .
أما أبناء كركوك الكرام من الإخوة التركمان فقد أسهموا في التعريف باللعبة الشعبية المشهورة في كركوك أيام شهر رمضان المبارك وهذه اللعبة تشبه لعبة المحيبس وتتلخص بوضع المحبس تحت أقداح القهوة ثم يقوم الفريق الأخر باكتشافه ليحصل على الفوز ، لهذه العائلة العراقية الكريمة خالص الشكر والعرفان نظير جهودها الكبيرة في إنجاح المشاركة العراقية حيث وجدنا أطفالهم وأمهم الكريمة قد ارتدوا الأزياء التقليدية لأهل العراق وبذلوا جهداً طيباً طول يوم المهرجان .
كانت مشاركة أهل الموصل الحدباء رائعة بمعنى الكلمة حيث حرصوا على عرض التاريخ العراقي أمام الجمهور الذي أستمتع بما شاهده من عرض ٍ حقيقي للكتابة المسمارية على ألواح الطين الطري.
لقد توافدت العائلات العراقية في هذا اليوم البهيج وهي ترتدي أزياءها التقليدية حيث حضر الزى الكوردي الجميل للنساء والأطفال كما كان العقال والدشداشة والعباءة العربية حاضرة لتمثل هذا النسيج الجميل لأهل العراق الكرام وكانت الوفود المشاركة بالمهرجان تحرص على التقاط الصور التذكارية في الجناح العراقي .
ما لفت انتباهنا هو رجل يبدوا على ملامحه انه عراقي ومعه أبنه الصغير حيث اقترب من الجناح العراقي المزدان بالعلم العراقي وقال له تسمحوا لي بأخذ الصورة لأبني مع العلم وهذه الأزياء والمقتنيات العراقية قلنا له تفضل فأنت أبن العراق وهذا الجناح هو جناح وطنك واهلك العراقيين وقد فرح الرجل وأبنه فرحاً كبيراً ثم قال مع الأسف لم أجلب الثياب العربية لولدي فهل ممكن أن أتصل بالبيت لكي تجلب أمه ثيابه العربية لكي أخذ صور أخرى قلنا له تفضل ونحن بانتظارك وفعلاً جاءت أم هذه الفتى وارتدى زيه العربي الجميل وكان هذا الرجل من أبناء العراق الكلدان الأصلاء .
تخلل المهرجان عرض للفلكلور المحلي لكل دولة وللأسف لكون الدعوة وصلتنا متأخرة لم نستطع المشاركة في هذه الفقرة حيث حاولنا أن نـُشرك أطفالنا في فرقة الجوبي العراقية ولكن لم يتسنى لنا ذلك لذا قررنا بإذن الله تعالى على المشاركة القادمة أن يكون لنا فرقة من أبناء الجالية العراقية تكون مدربة على أداء الفلكلور العراقي المتنوع والجميل .
بعد أن انتهى الحفل الجماهيري والذي حضره ممثلون رسميون يمثلون الدولة والإدارة المحلية للمدينة صعدت جميع الفرق الفلكلورية على المسرح تحمل أعلامها الوطنية وهنا لم نحب ونتمنى أن يغيب علم العراق فأسرعنا إلى رفع أطفالنا على الأكتاف وزجهم على المسرح وهم يحملون العلم العراقي الكريم .
نعم لقد رفع المسيحي العراقي الأصيل أبني الحارث المسلم على كتفه لكي يرتفع علم العراق وكان يونس ترك الطفل التركماني صورته ملصقة على جداريه العراق الرسمية للمهرجان لكي يمثل بلده وكانت بنت السليمانية وكوردستان الكريمة الأخت نيكار حاضرة طوال المهرجان لتقول ها نحن جميعاً أبناء العراق ، يوسف الفتى أبن الموصل حاضراً مستمتعاً مع أخوانه العراقيين أما الطفل احمد أبن الفلوجة الكريمة الصابرة فقد لفت الأنظار بثيابه العربية الأصيلة ، الفتى الياس الكلداني العراقي كان على المسرح مع الأطفال يفخر بكونه أبن العراق .
كان كرنفال عراقي أصيل حضرت فيه الغيرة العراقية والحب والأخوة العراقية الحقيقة بين مكونات هذا الشعب الأصيل حيث اختلط فتيان وأطفال العراق ( زيد ، حسن ، أسامة ، نور مثنى ، نور ورنا محمد ، مصطفى ويوسف ترك ، يوسف الحمداني وغيرهم ) بكل عفوية وبراءة ومحبة مع أطفال الجاليات الأخرى ، لأطفالنا الأعزاء لهم منا كل الحب ويكفيهم فخراً أنهم أبناء العراق .
ننتهز هذه الفرصة الطيبة وبكل ود وأخوة لكي نحث كل العائلات العراقية الأصيلة على المشاركة والإسهام في تعزيز العمل الجماعي وإعلاء شأن العراق ذلك لأن الأمر يحتاج تكاتف جميع الجهود الخيرة والمحبة لبلدها وأهلها وتاريخها المشرف لذا ندعو كل أهل العراق الاصلاء أينما كانوا إلى المشاركة والتفاعل ورفع أسم العراق عالياً في كل المحافل .
خالص التقدير والعرفان لكل عراقي أسهم في نجاح هذه المشاركة العراقية والتي تمت بجهود شخصية مشتركة غايتها ودافعها الوحيد هو حب العراق ورفع أسمه في المحافل والمهرجانات الدولية. ( تم وضع أسم العراق وعلمه وصورة مسجد الجندي المجهول والنصب القديم الذي كان قائماً أمامه في الكتاب الخاص بالمهرجان والذي وزع على كل الوفود المشاركة ورواد المهرجان ) .
بارك الله بكل عراقي أصيل ...
حفظ الله العراق وأهله الكرام الذين أينما كانوا وأينما ارتحلوا فغن قلوبهم وأرواحهم تنبض بحبك يا عراق يا حبيباً بالقلب ليس له ثاني ...
1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع