علاء کامل شبيب
إنفضت المحادثات النووية الاخيرة في فينا بين مجموعة خمسة زائد واحد و النظام الايراني، بدون أية نتائج ملموسة و کالعادة تم الاتفاق على جولة أخرى في حزيران/يونيو القادم، ومع أن اوساط مقربة للرئيس روحاني أشاعت أجوائا من التفاؤل و الامل بالنسبة لمحادثات فينا، لکن المراقبون و المحللون السياسيون کانوا يعتقدون بأن التوصل الى إتفاق مازال بعيدا و صعب المنال لأن طهران لازالت تماطل و تسوف و تبحث عن المبررات.
طوال عقد من جولات المحادثات و إجراء الاتصالات المختلفة مع النظام الايراني من أجل إيجاد حل سلمي للقضية النووية، لم يشهد العالم أي تقدم قد تم إحرازه بل ظلت الامور و المواضيع تنتقل من جولة الى جولة أخرى و ظل الکلام و التنظير هو الاساس فيما بقي الفعل و التطبيق أبعد مايکون عن القضية النووية الايرانية، وبين هذا و ذاك، ظل النظام الايراني يستفاد و بصورة واضحة جدا من العامل الزمني و يقوم بإستغلاله على أحسن مايرام، وليس بغريب أن نجد وضع النظام الايراني في کل مرحلة او جولات جديدة من المحادثات، يختلف عن السابق، فهو الان يتحدث عن حق التخصيب و يعلن و على لسان مرشد النظام ذاته تمسکه بصواريخه البالستية و أمور أخرى بنفس الاتجاه.
طوال الاعوام الماضية ظلت المقاومة الايرانية تشکك في نوايا النظام الايراني و في مصداقيته، ودعت المجتمع المجتمع الدولي مرارا و تکرارا الى أخذ الحيطة و الحذر من النظام و انه يراوغ و يخادع المجتمع الدولي و يستغل عامل الوقت من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة و الحصول على السلاح النووي، وقد طالبت المقاومة الايرانية و عوضا عن شن الحرب على النظام لإجباره على التخلي عن برنامجه النووي، او إجراء جولات محادثات معه حيث يستغل ذلك لإظهار شرعيته أمام الشعب الايراني، فإنها طرحت خيار دعم طموحات الشعب الايراني و تطلعاته للحرية و الديمقراطية و کذلك دعم مقاومته الوطنية کممثل ومعبر عن آمال و أماني الشعب الايراني، مؤکدة بأن هذا الخيار هو السبيل الاکثر فعالية و تأثيرا لحسم القضية النووية، ذلك أن القضية النووية و کما ترى المقاومة الايرانية من خلال فهمها و رؤيتها للمشهد الايراني من مختلف جوانبه، هي قضية مصيرية لايمکن للنظام أن يتخلى عنها بتلك السهولة التي يعتقدها البعض، حيث أنه يحاول جعله أساسا و رکيزة لمشروعه الديني أي (نظرية ولاية الفقيه)، وان قادة النظام الذين يتحدثون هذه الايام و بکل وقاحة عن حدود نظامهم لجديدة التي تنتهي عند البحر الابيض و جنوب لبنان، و يطرحون نظامهم کوصي على العرب و المسلمين جميعا، هکذا نظام هو أحوج مايکون الى هذا المشروع المشبوه و لن يتخلى عنه لافي الجولة القادمة و لا التي تليها و سيبقى هکذا دواليك ينقل العالم من جولة الى أخرى حتى تحين اللحظة المناسبة و يحقق هدفه بإمتلاك السلاح الذري، ويومها سيعرف العالم الخطأ الکبير الذي إقترفه ولکن لات حين مناص!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع