علاء کامل شبيب
من يستحضر أمامه مجريات الامور و الاحداث و المواقف بين الدول الغربية و نظام حکم صدام حسين بشأن أسلحة الدمار الشامل و مقارنتها بمواقف هذه الدول مع النظام الايراني، يتيقن من أن الغرب يکيل الامور بمکيالين وانه لايسلك سبيلا و نهجا قاطعا و حاسما مثل الذي سلکه و إنتهجه مع النظام العراقي السابق.
طوال فترة المفاوضات بين الدول الغربية و النظام العراقي السابق و خلال کل جولات التفتيش و المراقبة المکثفة و المفاجأة، لم يصدر عن مسؤول عراقي موقف مشدد مثل تلك المواقف و التصريحات ليست الوقحة وانما المتسمة بالصلافة الاستثنائية أيضا ضد الدول الغربية و التي تعلن و بصراحة کاملة تمسکهم الکامل بمشروعهم النووي و عدم إستعدادهم للتخلي عنه بل وانهم حددوا ماإعتبروه خطوط حمراء لايمکن التنازل عنها، لکن و عوضا عن إتخاذ موقف جدي و حازم و صارم تجاه هذه المواقف و التصريحات خصوصا وان زمام المبادرة في يدهم، فإنهم يلتزمون بنهج أشبه مايکون بالمتميع و غير المتوازن مما يسمح لهذا النظام بالتشدد و التطاول أکثر ضد العالم کله، الى الحد الذي يعلن فيه المستشار العسکري لمرشد النظام و قائد الحرس الثوري سابقا و بصراحة بالغة، بأن حدود نظامه الحالية هي البحر الابيض المتوسط!
الناطق بإسم منظمة الطاقة النووية للنظام الايراني، وفي تصريحات جديدة و کالعادة متشددة، أکد بأنهم لاينفذون البروتوکول الاضافي وکذلك لايحق للمفتشين زيارة موقع بارتشين! هذا الموقف يأتي في أعقاب سلسلة من التصريحات و المواقف المتشددة لمختلف مسؤولي النظام و على رأسهم مرشد النظام نفسه، ويأتي عقب المکاسب المحدودة التي أحرزها النظام السوري نتيجة لتدخله السافر في سوريا على الارض ضد المعارضة السورية، وبعد أن شعر هذا النظام بنوع من الانتعاش و الاطمئنان عقب الانفتاح الدولي المحدود عليه و الذي إستغله الى أبعد حد، وان الذي يغيب دائما عن الدول الغربية عند جلوسها الى طاولة التفاوض مع هذا النظام ان هذا النظام کالحرباء تماما و لايمکن الوثوق بلون و حالة واحدة له، ذلك أنه يتکيف و يتطبع طبقا للأوضاع و الظروف، وانه عندما وقع على إتفاقية جنيف الاساسية، فقد جاء مضطرا خانعا وکان يعاني ظروفا و اوضاعا بالغة الصعوبة ولو لم يبادر على التوقيع على تلك الاتفاقية لکان ذلك يعني سقوطه الحتمي، ولکن الامتيازات و المرونة التي أبدتها مجموعة خمسة زائد واحد معه و عدم إستغلالهم لتلك الفرصة السانحة لفرض شروطهم عليه خصوصا وان السيدة مريم رجوي قد أکدت حينها بأنه کان بمقدور المجتمع الدولي حسم الملف النووي للنظام خلال الجولة الاولى في جنيف لو أنهم إتبعوا معه الاسلوب المناسب، لذلك فإنه من العادي جدا أن يعود النظام الى تصرفاته و أخلاقيته المعهودة، لکن من المهم جدا أن يعلم المجتمع الدولي أن النظام ليس بالوضع و الموقف المناسب الذي يؤهله لکي يتخذ هکذا موقف غير انه يستفاد من لغة اللين و التسامح و الهدوء التي تتم مخاطبته بها، والحق أن هذا النظام لايفهم و يستوعب أية لغة کما يتفم و يستوعب لغة القوة فيما لو استخدمت ضده بجدية و في الوقت المناسب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع