أستحالة تقسيم العراق وأستقراره

                                         

                        عبد القادر ابو عيسى

     ( أستحالة تقسيم العراق وأستقراره )

شعار المقال

أذا غامرتَ في شرفٍ مرومٍ ~ فلا تقنع بما دون النجومِ

فطعم الموت في شيءٌ حقيرٌ ~ كطعم الموت في شيءٌ عظيمِ

 

 تتبارى الآراء والأجتهادات ألأميركية والايرانية والغربية والعربية والعراقية

منهم من يتكلم عن تقسيم العراق على اساس طائفي أو قومي ومنهم من يتوقع ظم اجزاء من العراق لدول الجوار . كل هذه التوقعات والاقاويل برزت بعد الاحتلال , صار العراق ( علج ) لبان في أفواه   الناس

لكن ماهي الحقيقة المستقبلية للعراق وما هو الوضع الذي سيكون عليه . بعد هذا التشاطر والتوقع القائم على نظرة مبتورة ورؤيا قصيرة النظر مشوشة وضبابية كون العراق يعيش وضع وحالة اشبه مايكون ( ريشة في مهب الريح ) تتجاذبه الصراعات المحلية والمناطقية والعالمية . أعداء العراق فكروا كثيراً ويفكرون لو انهم قسموا العراق ما الذي سيحدث وما هو مقدار المكسب والخسارة من ذلك

قطعاً ستحل الكارثة . التي تحيق بهم قبل غيرهم وتطيح بهم وبأوطانهم ومصالحهم حال الاطاحة بالعراق كوحدة واحدة أرظاً وشعباً. خرائط التقسيم تُنشَر هنا وهناك على العديد من الصحف الورقية والألكترونية العالمية والعربية والعراقية . والناس الشرفاء جافلة يقتلها القلق ويعذبها الأرق ممزقين بما سيكون عليه العراق قانعين معتقدين بأنه سَيُقَسّم الى ثلاثة أقسام . وكما تَحلو لهم تسميته . كرد ستان وشيعة استان و سنة استان . والنقاش دائر وثائر بين الاصحاب والعوائل,وكأن الناس بأنتظار خبر موت عزيز في حالة احتظار .

المصيبة الأكبر ان الاطراف المرشحة للتقسيم تنادي وتهدد به . يطلع علينا بين الفينة والاخرى مسعود البرزاني ويهدد بالانفصال وقسم من الشيعة والسنة . وهم يعلمون بأستحالة ذلك , هم يهددون ويتوعدون , لكنهم لايجرؤون نعم لايجرؤون . فويل لمن يتجرء ويعلن انفصاله . فسيندم ويلعن اليوم الذي ولدته امه فيه . مسموح لك  ان تهدد وتتوعد وتخيف ألآخرين الذين ليسوا على دراية ببواطن الأمور وخفايا تداعياتها الخطيرة . لكن ليس مسموحاً لك أن تنفصل ؛ في تصريح لجلال الطلباني يقول ان قيام دولة كردية حلم غير قابل للتحقق يبقى في قصائد الشعر والقصة والرواية ؛ من يقول هذا ويمنع الانفصال وهو قادر من . . ؟ سنرى وسنتصور ما الذي يحدث لو أن الاكراد مثلاً أعلنوا الانفصال . ماذا سيحدث في المنطقة وما هو الوضع الذي سيكون عليه اقليم كردستان .

في أول الغيث سيحرم نفسه من العائد المالي المقرر له من المركز وهذا يعني تدهور الوضع المالي والاقتصادي بالكامل حتى لن تتمكن حكومة الاقليم من دفع رواتب الموظفين وقواتها الامنية والجيش والمال المخصص لتشغيل البنية التحتية . وبسببها من الممكن ان يعاد الصراع بين الاحزاب الكردية نفسها . والجانب الآخر الذي سيصيب الاقليم بمقتل , هو تدهور القطاع السياحي وأنحساره وانكماش موارده المالية مما سيزيد الطين بلة . ولو عول الاقليم على تصدير النفط المستخرج فأن مردوده المالي بالكاد سيغطي تكاليف أنتاجه وتسويقه . بسبب كون تركيا او غيرها سترفع اجورها على مرور النفط عبر اراضيها مما سيقلل كثيراً من العائد المالي . وهناك جانب آخر أهم مما ذكرناه . هو استحالة موافقة ايران وتركيا وسوريا على انفصال الاقليم واعلانه الدولة الكردية وفك ارتباطه مع المركز . والاسباب كثيرة ومعروفة منها هذا الأجراء سيشكل ذريعة وحجة وتحريض لأكراد هذه الدول على الاستقلال واعلان دولها . وهذا لايجوز بعرف هذه الدول , وستبادر ايران فوراً بضرب الأقليم وسيسمعون ( هدير المدافع ) بحجج شتى منها تواجد القاعدة ( البعبع ) الذي يخيفون به العالم وستشتعل مدن الاقليم بالمفخخات التي ستقلب النعيم الكردي الى جحيم لايطاق وستشتعل الحرائق في كل مكان . وملالي ايران اشطر الناس في خلق وتصدير المشاكل والمساوء والمآسي , وسيجعلون الكردي ( يركض والعشه خباز ) كما يقول المثل الدارج هذا أن وجد الخبّاز , وتركيا ستفعل بالأقليم نفس الشيء بحجة دعمهم لحزب العمال الكردي التركي وستشغل عليهم المدفعية والطائرات وتتوغل داخل الاقليم . هذا ومن المحتمل ان تحتل كركوك بحجة الدفاع عن التركمان مثل ما فعلت في جزيرة قبرص وفي هذه المرة الحالة مغرية اكثر كون كركوك غنية بالنفط . وسوريا ايظاً ستفعل نفس الشيء بما تستطيعهُ وتقدر عليه وسوف تُنَسّق المواقف الخارجية لهذه الدول بخصوص هذه القظية . بالمقابل ستعلن الثورات الكردية في هذه الدول مطالبين بحقوقهم أسوة بأكراد العراق مطالبين بالأستقلال والانظمام الى دولة كردية العراق وهناك مشكلة أخرى ستواجه أيران . فمنطقة عربستان هي الأخرى تتطلع الى الاستقلال والانفصال عن ايران وفيها كل مقومات الدولة على اساس العوامل التاريخية والامكانات النفطية وأرتباطاتها العشائرية مع عشائر العراق العربية , وهناك ايظاً تركمان سيطالبون بأستقلالهم والانفصال وهناك أقوام أخرى مثل البلوش والطائفة السنية التي ستثور مُطالِبة بحقوقها المهظومة .

أما على مستوى دولة شيعة استان . فسيكون هناك صراع بين أحزاب الداخل المستقلة العربية وبين الاحزاب الشيعية الحالية المرتبطة بأيران والمسيّرة من قبلها مثل حزب الدعوة والصدريين والمجلس الاعلى ومنظمة بدر والخزعلي والبطاط ومن لف لفهم . سيطردون خارج الدولة الشيعية شر طردة ولن يبقى منهم احد وستتوتر العلاقة بين ايران ودولة شيعة استان قد تتطور الى نزاع مسلّح بسبب الاختلاف على الحدود , وقد يتمدد الصراع عمودياً بين المرجعيات الدينية ( الفارسية والعربية ) وسيتغير الموقف من العلاقة مع شركات النفط الاميركية .

وفيما يخص دولة سنة استان . فستكون مصدر قلق للآخرين من حيث سيطرتها على مجرى نهري دجلة والفرات ومتعلقاتهما المائية سدود وبحيرات . وفرض ضرائب عالية على مرور البظائع والأفراد وستشكل حاجزاً يقطع ألأمتداد الشيعي بين ايران سوريا لبنان وستكون مخلب للسعودية ضد سوريا وتركيا . ومن المحتمل ان تكون ملاذ آمن للمعارضين من شعوب هذه الدول . وقد تتحالف دولة سنة استان مع دول الجوار مثل الاردن والسعودية وحتى تركيا , وستكون اكثر استقراراً من بقية الدول المُقَسمة نتيجة فقر مواردها المالية ورغبة دول الجوار الكبيرة المحاذية لها. وستعتمد على الزراعة بالدرجة الاساس وبعض الصناعات البسيطة والمساعدات الخارجية .

أين المصالح الاميركية من كل ذلك . ستكون اميركا في ورطة ومصالحها قلقة غير راكدة وربما تخسر بعضاً منها في هذه الدول الثلاث .

في الجانب الآخر لو قُدّر للعراق أن يستقر سياسياً وأمنياً واقتصادياً ويمارس الديمقراطية الحقيقية ويتخلص من هذا الوضع المزري ويعيش كدولة مدنية متحظرة تعتني بمواطنيها اسوة بدول العالم المتقدم . ماذ سيكون الحال والنتيجة والتأثير المعكوس على دول وشعوب المنطقة ..

سيشكل خطراً كبيراً لا يقل عن خطر التقسيم . فَسَيُحرج عدد من انظمة الجوار مثل ايران والسعودية والكويت وسوريا التي تسود فيها الانظمة الدكتاتورية المتخلفة الرجعية .وسيكون العراق مصدرتحريض لشعوب هذه الدول كونه نموذج منصف ومعتدل ومتطور مناقض للتخلف والتعصب وتداعياته . وسيحفز ذلك بسعي هذه الشعوب للتخلص من هذه الدكتاتوريات الجاثمة على صدورها . وكذلك سيعاد النظر بالعلاقة مع هذه الانظمة عل اساس المصالح المتوازنة وليس على اساس آخر , وكذلك الحال مع اميركا وستضطر لرسم علاقة جديدة مبنية على مصلحة العراق بالدرجة الاساس وسيكون الموقف السياسي انعكاس لهذه العلاقة لكن في الغالب ستكون قلقة وغير مستقرة بسب مواقف اميركا وميولها السياسية .

لهذه الاسباب يتفق الجميع . على ابقاء العراق ظمن دوامة العنف وعدم الاستقرار وتردي الخدمات والبقاء على الشلل والجمود في بنيته التحتية والاستمرار في عملية تخريب النسيج الاجتماعي والترويج للصراع الطائفي المسيطر عليه وسيادة التيار الشيعي الظالم لأهل السنة مستغلين ذلك لتوظيف وتنفيذ برنامج الأبادة الجماعية ولأزاحة السكانية , وهذا الحال من الصعب تغيّره أو تعديلهُ لأنه برنامج متفق عليه مرسوم قبل احتلال العراق ويخدم كل من أميركا واسرائيل وايران والسعودية والكويت وغيرها من الدول المستفيدة من هذا الوضع المزري الذي يعيشه العراق

ما هو الحل في مواجهة هذا الحال . مقاومة دول الغزو اميركا وايران وعملائهم ومقاطعة بضائعهم وضرب مصالحهم . وفضح جرائمهم وكذبهم بكل الوسائل والعمل على منع تمرير مشاريعهم الاجرامية بحق الوطن والمواطن وكشف فسادهم المالي والاداري وسرقتهم للمال العام . وليكن هذا في ضمير كل عراقي شريف يرفض الظيم والحيف الذي لحق بهِ جرّاء هذا الغزو الأجرامي الذي لا مبرر لهُ ألا سرقة خيرات العراق وأعاقة دوره العربي والأنساني وتطوره الحضاري ومنعه من مقاومة دول الشر المجرمة بحق الانسان والانسانية في العراق وغيره . . أخيراً تقبلوا فائق الاحترام

عبد القادر ابو عيسى ~ 5 / 5 / 2014

· شعار المقال ـ شعر للمتنبي
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع