بعد ان انتهت الحرب العراقيه الايرانيه في عام 1988 وبالرغم من ادعاء الكثير انها انتهت بدون غالب ومغلوب الا ان العراق كان قد خرج من الناحيه السياسيه والعسكريه وخاصة الاقليميه كقوه كبرى لها تأثيرها ووزنها في المنطقه والعالم..
اضافة الى امتلاكه لاكبر جيش في الشرق الاوسط وخامس جيش في العالم ويحتوي على اكبر عدد من الاسلحه الرئيسيه من الطائرات والدبابات والمدافع وعجلات القتال المدرعه مضافا اليها خبرة قتاليه عمرها ثمانية سنوات وصناعه عسكريه وصلت بعض مراحلها الى مستويات متقدمه ومتطوره ومنها على سبيل المثال تطوير وتحوير طائرات ( الاواكس ) بحيث امتلك العراق كأول دوله من العالم الثالث لاول مره على سلاح متطور لاتملكه الا الدول العظمى كما كان يتوقع الخبراء انه كان سيكون عضوا في النادي النووي في عام 1995..
كل ذلك جعل الانظار تتجه اليه وكان القرار ايقاف ذلك والحد منه كمرحله اولى ثم تدميره كمرحله ثانيه وكان هذا طلب اسرائيل بالحاح وتأييد امريكا ورغبة من دول الخليج وقد تم الايعاز الى دول العماله في الخليج ومصر والذين يحملون حقدا متوارثا ضد العراق فتآمروا ودفع العراق دفعا لاحتلال الكويت لاسباب لامجال لذكرها ومنها قصورالقياده السياسيه والغروروعدم تكوين رؤيه سياسيه استراتيجيه للعراق والمنطقه من قبل القاده السياسيين ..
في فجر يوم الثاني من آب 1990 دخلت القوات العراقيه الى الكويت وحصل الذي حصل وجيشت امريكا وعملائها اكثر من اربعين دوله لهدف معلن وهو تحرير الكويت ولكن ماخفي كان لتدمير العراق وايقاف عجلة تقدمه وتطوره وخاصة في المجال العلمي والعسكري وفي سابقه تحدث لاول مره اصدر مجلس الامن عددا من القرارات في وقت لم يتجاوز ثلاثة ايام مالم يصدره في ثلاثة سنوات وباشرت قوات التحالف تقودها امريكا بقصف جوي عنيف ومستمر لمدة 42 يوما على مدار الساعه ودمرت وحرقت الكثير من المنشآت والمعسكرات والبنى التحتيه والملاجىء وقتلت وفعلت مافعلت وقتلت وجرحت ما يعادل ضعف سكان الكويت المراد تحريرها ..
من نتائج الضربات الجويه والتي تركزت على القواعد الجويه كافه وكانت اكثرها تركيزا على القواعد الجنوبيه لقربها من الكويت وسرعة وصولها الى اهداف التحالف ومن هذه القواعد كانت قاعدة الامام علي بن ابي طالب في الناصريه والتي كان من المقرر ان تكون فيها مجموعه من طائرات سوخوي 25 المتطوره وهيأت القياده مستلزمات هذا الموضوع ومنها وجود عدد من محركات طائرات سوخوي 25 الحديثه والتي لاتمتلكها اي دوله خارج الاتحاد السوفيتي في حينه عدا سوريا والعراق ..
تحطمت هذه القواعد وحصلت اضرار كبيره في المنشآت والمستودعات الفنيه وغير الفنيه وفي عموم العراق وقد شكلت القيادة لجنة لبيع هذه المواد التي اصبحت متضرره ولافائده ترجى منها بعد تعرضها الى القصف واعلنت اللجنه عرضها في الصحف ووسائل الاعلام وتقدم العديد من ذوي المصالح لشراء هذه المواد والتي فيها الكثير من المواد المتنوعه من الصفيح والشيلمان والهناكر ومعامل فنيه ومعدات وسكراب وتم البيع وبشكل اكوام خرده لم تخضع للتدقيق ولا للفحص وترأس اللجنه الرئيسيه المرحوم حسين كامل ورفعت المواد من قبل المناقصين الى خارج مواقع الجيش بسرعه رغبة من رئيس اللجنه للمباشره في الاعمار وهو يرأس لجنة اعادة الاعمار ايضا ..
حملت مجموعه من الشاحنات بمواد غذائيه وتحركت وعليها لافتات تشير الى ان الحموله مواد غذائيه للشعب الفلسطيني مرسله من العراق وغادرت العراق بسهوله واجتازت الاردن ولم تؤخرها اسرائيل في الدخول الى الضفه الغربيه كما هي عادتها دائما ولكن شاء الحظ ان يتأخر احد سواق هذه الشاحنات في داخل الضفه الغربيه ولم يعرف الجهه التي توجهت اليها الشاحنات الاربعه الاخرى وسهل الامر له ذهابه الى مقر منظمة التحرير الفلسطينيه وبدورها قامت المنظمه بافراغ الحموله حيث تفاجأت بوجود صناديق وبعد الفحص تبين انها محركات طائرات ووصل الخبر الى المرحوم ياسر عرفات الذي اتصل بدوره بالرئيس صدام الذي اتخذ اجراءات داخليه ولكنها غير مفيده في الضفه الغربيه التي تمكن الاسرائيليون من سحب الشاحنات وافراغ حمولتها في اماكن خاصه ..
شكلت في العراق لجنة على مستوى عالي وتم اعتقال مجموعه من الاشغال الجويه لعدم اشعار اللجنه الرئيسيه بالمواد وعدم فحص المباع منها وصدر حكم بالاعدام على المجموعه ..
وصلت المحركات التي كانت تحلم اسرائيل في الحصول عليها ودراستها وتقييمها والاستفاده من خواصها لاغراضها الدفاعيه والحربيه بسبب اهمال بعض الضباط وتسرع القاده وجهلهم الاساليب الاداريه ..
هذه الاحداث حصلت في منتصف عام 1991 بعد الهجوم الامريكي على العراق في سمي بحرب الخليج الثانيه والقصه رواها احد الضباط المهندسين المنسوب الى شعبة اشغال قاعدة الناصريه ولكنه برأ من القضيه لعدم تواجده مع اللجنه ..
مع تحيات
صديق المجله / بغداد
1218 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع