صناديق ألأقتراع .. وحلم الممكن

                                        


                     سعد هزاع عمر التكريتي

تثير معركة ألأنتخابات البرلمانية ألأخيرة التي جرت في الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل الماضي، تثير الكثير من التساؤلات حول أهمية هذه المعركة ودورها في التغيير الذي ينشده المواطن الذي سأم أحد عشر عاماً من البؤس والفاقة يحيط بهما القتل والتشريد اليومي وملفات الفساد والصفقات الوهمية،

ويستهدف كذلك المواطن بذاته ومنه الى بعثرة وتمزيق مكونات العراق وطوائفه المتعددة وصولاً الى تطبيق عملي لنظرية بايدن في تمزيق وحدة التراب الوطني، بعد أن تمكن شذاذ ألآفاق من سياسيي الغفلة من تمزيق وحدة المواطن ألأجتماعية من خلال بث وإشاعة روح الفرقة والطائفية البغيضة التي أصبحت سدوداً فاصلة بين أغلب مدن ومناطق العراق.
إلا أن ما سوف تتمخض عنه نتائج ألأنتخابات ألأخيرة من تغيير في المشهد السياسي يتبعها بشكل أوتوماتيكي تغيير مواز له في ألأتجاه في الواقع ألأجتماعي للمجتمع العراقي، وذلك من خلال إتفاق ألأئتلافات الكبيرة والتي روجت ودعت مراراً وتكراراً الى عدم التجديد للمالكي وحزبه الطائفي لولاية ثالثة، والتي إن قدر الله وتمكن منها فستكون سبباً في تعميق الفرقة المجتمعية وضرب ماتبقى من الوحدة الوطنية في الصميم وستكون بداية لحرب أهلية لاتستثني أحداً من أهوالها إن نشبت لا سامح الله.
أن أغلب الكتل السياسية مطالبة اليوم بأن تطمئن الناخبين الذين قدموا جل ما يستطيعون وهي أصواتهم الثمينة لمرشحي هذه الكتل بغية إفراز وجوه جديدة تحضى برضى الجميع وصولاً الى التغيير المنشود، يتوجب عليها أن ترد لهم جميلهم بأفضل منه من خلال تقديم هذه الكتل لبرنامج وطني طموح يتجاوز البعد الطائفي الضيق الى البعد الوحدوي المجتمعي ألأرحب وألأوسع، فالأرقام التي تسربت من صناديق ألأقتراع تؤشر الى أنه ولأول مرة قد يكون بالأمكان تحقيق حلم المواطن بأختيار رئيس للحكومة وفريق عمل يتناغم معه يتمتعون ببعد وطني يضم كل العراق وليس بعدا طائفيا يشضي ما تبقى من العراق. كما أصبح بالأمكان التفكير والحلم بأبعد من ذلك من خلال خلق حالة توافق سياسي ترفض فيه كل ما قام به ( حزب الدعوة) الطائفي النزعة، بل والبدء بمحاسبة وملاحقة الفاسدين وسراق المال العام الذين بددوا ثروة البلد على مدار أكثر من عقد تحت سمع وبصر وحماية أقطاب هذا الحزب العميل.
إن هذه المعطيات التي ستقود الى النتائج التي ذكرناها آنفاً ستولد حالة من الطمأنينة لدى المواطن داخل القطر وصولاً الى إشاعة هذه الطمأنينة الى ألأغلبية التي أجبرت على الهجرة من البلد مكرهين وغير مخيرين والذين يمثل أغلبهم كفاءات علمية وثقافية وفنية سببت هجرتها الواسعة بإفقار المجتمع والمؤسسات الحكومية والعلمية وهي الحالة التي أستغلتها ألأحزاب الدينية الطائفية في شغل أماكن هؤلاء بأشخاص فاقدين لأبسط درجات المعرفة همهم الوحيد هو الكسب الحرام ونشر روح الفساد والتي من خلالها يعيش ويتنفس مثل هؤلاء الهواء الفاسد الذي ملأ البلد وزكم ألأنوف وجعل العراق يهبط الى أخر سلم التطور بين أقرانه من الدول وفي أخر مراحل الفساد ناهيك عن فقدان ألأمن وتدمير البنى التحية للبلد في مشاهد موثقة عالمياً من خلال أغلب الجهات التي تؤشر هذا ألأنحدار نحو ألأسوأ.
إن المواطن سيراقب عن كثب تصرفات هذه الكتل وسيحاسبها أشد الحساب إن هي أذعنت لألاعيب السياسة ولضغوط دول الجوار وقوة المحتل في محاولة حرف بوصلة القرار الذي يريده المواطن والذي ضحى بفترة أحد عشر عاماً عزيزة عليه لم يشاهد فيها بصيص أمل أو مقاربة حلم .. فليكن قرار الجميع وتوجهها وطنياً شاملاً متسعاً لكل القوى التي تدافع وتقاتل من أجل وحدة التراب العراقي ونبذ كل طائفي لعين وفاسد ألعن وإن غداً لناظره قريب.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع