تصريح بلا طعم للجعفري

                                   

                          عدنان حسين


شخصٌ مثل ابراهيم الجعفري لا ينطق عن الهوى عندما ينتقد جهة سياسية أو حكومية.. انه من العارفين بحكم موقعه الحالي رئيساً للكتلة الأكبر في البرلمان ومواقعه السابقة ، رئيس للحكومة ونائباً لرئيس الجمهورية.. انه في موقع مَنْ عنده الخبر اليقين.

السيد الجعفري أدلى بتصريح مهم في موضوعه وفي توقيته.. ولكن!
في بيان له تحدث الجعفري بلغة الواثق عن "ظاهرة الفساد في التعيينات العشوائية في مؤسسات الدولة، والمتزامنة مع المواسم الانتخابية بهدف شراء الذمم"... ولكن!.. نعم، ولكن السيد الجعفري كان في هذا التصريح مثل ذلك الروزخون الذي أريد منه الا يذكر يزيد بن معاوية بوصفه قاتل الإمام الحسين!.. نعم السيد الجعفري تحدث بلغة توحي بان الحسين لم يسقط شهيداً في ساحة الوغى وانما مات بـ"نتلة" (صعقة) كهرباء!
مَنْ تُراه قادراً على ان يبيع الوظائف والمناصب لقاء الأصوات الانتخابية في هذا الوقت بالذات؟.. بالتأكيد السيد الجعفري يعرف انه ليس "التحالف المدني الديمقراطي" على سبيل المثال، فهذا التحالف النازل الى ساحة الانتخابات الحالية عارياً من أي مظهر أو شبهة من مظاهر وشبهات الفساد، لا يوظّف غير السمعة السياسية والاجتماعية والمهنية الطيبة لمرشحيه المتميزين بكفاءاتهم وخبراتهم ونزاهتهم ووطنيتهم والذين يصفهم صديقنا الشجاع رسام الكاريكاتير سلمان عبد بـ "المكاريد" ، وقد نصّب نفسه شيخاً لهم، وبايعناه نحن على هذه المشيخة.
والسيد الجعفري يعرف ان القادر أكثر من غيره على شراء الأصوات الانتخابية مقابل الوظائف والمناصب هو الأكثر نفوذاً في الدولة، والأكثر نفوذاً في الدولة الآن هو ائتلاف دولة القانون .. ويعرف السيد الجعفري ان أبناء عمومة الأكثر نفوذاً في الدولة قادرون هم ايضاً على هذه الممارسة التي ينتقدها. وأبناء عمومة دولة القانون هم شركاء دولة القانون في التحالف الوطني ثم حلفاؤه، وأولهم كيان الجعفري نفسه "الاصلاح" ثم منظمة بدر وحزب الفضيلة وتنظيما حزب الدعوة الاسلامية الآخران (تنظيم الداخل و..)، واخرهم المجلس الأعلى، ومن الحلفاء الكتلة البيضاء والكفاءات.. بعد هؤلاء يندرج متحدون والقائمة العربية والتحالف الكردستاني .. هؤلاء هم الأقوياء وأصحاب النفوذ في الدولة .. فلماذا يُحجم السيد الجعفري عن التصريح باسم من يفعلها من هؤلاء ويشتري الاصوات؟
ما نفع تصريح الجعفري وقيمته مادام لا يُسمي الأشياء بأسمائها؟ أين الشجاعة والبطولة في هذا؟
في الواقع، لا تلزمنا تصريحات من نوع تصريح السيد الجعفري هذا، ولا يلزمنا سياسيون يريدوننا أن نعتقد بان الحسين "إنّتل" بالكهرباء كالسيد الجعفري .. يلزمنا السياسيون الشجعان الذين لا يخشون في الحق لومة لائم ولا يبالون بالمناصب والامتيازات عندما يتعلق الأمر بمصالح الشعب والوطن، وحتى الآن لا يبدو السيد الجعفري واحداً من هؤلاء... والتصريح شاهد.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1010 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع