محمود الوندي
كانت الجماهير الكوردية تعتقد ان بعض من الأحزاب جاءت من اجل تخليصها من العذاب والقهر الدكتاتوري وتحريرها نهائيا من المستعمر،والاستقلال الحقيقي وقيادة الشعب الكوردي نحو مدارج التقدم والحرية .
مع الاسف ان مواقف بعض الاحزاب المتصارعة اصطدمت مع ارادة الشعب وطموحاته القومية . وكما حدث هذه الحالة المأساوية في مدينة دبس ( التابعة اداريا الى محافظة كركوك ) والتي من شأنها ان يقوي نفوذ المعادين لآمال وطموحات الشعب الكوردي في محافظة كركوك والمدن التابعة لها تلك القوى الشوفينية التي يتحدون وجود الكورد التاريخي والاعتراف بواقعهم ، مع رفضهم المستمر في تطبيق 140 واعتبارها ميتة لديهم بسبب تقادم السنين عليها. ومن الطبيعي ان مآل هذا الصراع الغير الحضاري بين بعض الاحزاب يؤول في مصلحة الاطراف التي ترفض انضمام كركوك الى اقليم كوردستان ، واضعاف دور الكورد فيها .
وقد انعكس عدم وعي تلك الاطراف وعدم استيعابهم لحساسية الوضع السياسي والنفسي على مدينة دبس ، والتي حدثت فيها تلك الهجمة الشرسة على دوائرها الحكومية وتحديدا الهجوم الوحشي الذي ايده ودبره طرف محدد ومعروف الذي يعرفه جميع اهالي الدبس عند هجومهم على البيوت وعلى بناية المحكمة وحرق جميع الملفات والاوراق والمحتويات في داخلها والاعتداء على الموظفين ومن ثم التطاول على حرمة بيت القاضي العادل محمد نديم الداوودي المشهود لدى كل اهالي الدبس باخلاقه الحميدة ولنزاهته في تطبيق القانون وحياديته المطلقة في اصدار حكمه القضائي ، وحرق ونهب بيته مع جميع محتوياته بحجة وجود الارهاب في المنطقة واطلاق سراحه للموقوفين في مركز الشرطة . للاسف ولحد هذه الساعة لم تأخذ السلطات المسؤولة وبالاخص السيد نجم الدين كريم ومجلس المحافظة اية إجراءات قانونية صارمة بحق تلك المجاميع الخارجة على القانون ، ولو لا وجود جموع من الناس الشرفاء في المدينة لكان السيد القاضي الداوودي وعائلته ضحية تطرف المجاميع الخارجة على القانون في المدينة . وكلنا نعرف ان الارهابيين متواجدين في جميع المدن والقصبات العراقية وبما فيها مدينة كركوك وتحدث يومياً في كركوك وفي المدن التابعة لها العشرات من التفجيرات بسبب ضعف الاجهزة الامنية ، وليس بسبب تهاون دوائر العدل او ضعف رئيس المحكمة في الدبس .. وان هذا العمل البربري الذي قام به الطرف المهاجم يجب ان يدان من قبل الجميع وبالاخص من قبل المنظمات المدنية والمدافعين عن حقوق الانسان في كوردستان والعراق . ضد حاكم المدينة محمد نديم الداوودي والذين اتهموه ظلما وعدوانا بانه افرج عن الموقفين ولا يعرفون انه احد ضحايا يد الارهاب القذرة عندما استشهدوا اخية المحامي في حسينية طوزخورماتو في 2013، وتضرر بيته جراء العمل الانتحاري القريب من بيته وكيف انسان متضرر بيد الارهاب والارهابين يعقل ان يفرج عن موقوفين بتهم الارهاب .. واتهامه بانه متواطئ بل محسوب على الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالرغم انه انسان مستقل وليس له علاقة مع اي حزب من الاحزاب لان القاضي احد شروط تعينه ان يكون مستقلا ومحايدا حتى يكون قراراته صائباً . وأن ما حدث عليه من اعتداء من قبل المحرضين والقتلة وحرقهم للمحكمة ودار القضاء . أمر غير مقبول وتهديد مباشر على القضاة وترويهم واهانة كبيرة لهيبة المؤسسات القضائية .. ولميزان الحكم والعدالة في كوردستان وفي العراق الديمقراطي.
نناشدكم جميع المسؤولين في اقليم كوردستان وفي العراق الفدرالي كسر حاجز الصمت واليعاز بتشكيل لجان تحقيقية في كشف ملابسات القضية ومعاقبة المتجاوزين وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه من الاعتداء على قيم وحرمة رمز العدل في قضاء الدبس.
1179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع