قدري الارضروملي بين الثراء و البؤس
ابراهيم الارضرملي(او الازرملي ) كما يسميه الكرخيون والد قدري الازرملي يعتبر احد اثرياء بغداد في وقته مع بيت الخضيري وبيت الدامرجي وبيت زهير الجنابي وبيت الجده وبيت شاكر العكيلي وبيت حداد وغيرها شخصيه محترمه من اصول تركيه من مدينة ارض روم التركيه..
قدم اجداده منها وسكنوا بغداد اما ثروته الكبيره فجاءت من رسوم الدفن في الاماكن والعتبات المقدسه ابا الحكم العثماني ثم الحكومه العراقيه فكان وشقيقته نفيسه التي لم تتزوج تملك ايضا ثروه طائله.
يسكنون في بستان وسط الكرخ اطلق عليه بستان الارضرملي فيه قصر لشقيقته نفيسه تزوج ابراهيم ورزق بولد اسماه قدري كان مدللا لديه ومن قبل عماه نفيسه ايضا.
كان ألاغنياء الايرانين والباكستانين والطائفه الاسماعيليه في الهند يدفنون موتاهم في النجف الاشرف وكان ابراهيم الازرملي يرتب كل هذه الامور ويحصل منهم على الهدايا والهبات جراء مايقدمه من خدمات جعلته يزداد ثراء فقام بشراء البساتين والاراضي الزراعيه التي تحيط بالكرخ منها منطقه حسون اغا والازرملي والتي كانت تدر عليه اموالا طائله وكان بعض الشخصيات تطلب من ابراهيم الازرملي ان يجعل هذه البساتين اراضي سكنيه لكنه كان يرفض حتى توفي واصبح كل مايملكه الى ابنه الوحيد قدري وكذلك توفيت شقيقته نفيسه وكانت قد سجلت كل ماتملك الى ابن شقيقها قدري..
ولد قدري ابن ابراهيم الازرملي عام ١٩١١ كان طفلا مدللا خجولا طيبا درس في مدارس الكرخ وتخرج منها وكان يحب الرياضه فلعب كرة القدم واصبح حكما.
فيما بعد كان قدري الازرملي يعشق الفروسيه والخيول فكان يشتري الخيول الاصيله وبدأ يتابع سباقات الخيل وكان بعض الاصحاب المنافقين واصحاب السوء الذين تعرفوا عليه كانوا يحاولون جره الى طريق القمار وسباقات الخيول (الريسز) والمجون في جلسات ورديه جعلت منه مدمنا على هذا الطريق.
فكانت خسائره تتوالى يوما بعد يوم على سباقات الخيول وعلى مناضد القمار حيث كان يعشق لعب البوكر والكونكان وغيرها كانت ثروته تتناقص يوما بعد يوما.
فقام ببيع البساتين على شكل قطع سكنيه منها محلة الازرملي التي سميت باسمه ومحلة الدورين التي سكنها ناس جاءوا من قضاء الدور كان قدري الازرملي لاعاتب احد حتى من سرقه.
ومن ضمن ماباعه سينما بغداد التي كانت تسمى سينما قدري احد الصروح الثقافيه في الكرخ كان قدري الازرملي يمتلك قرابة خمسون رأسا من الخيول كانت ابرزها (محاسن بغداد/وأم العبايه ) ورغم فوزهن عدة مرات لم يمنع ذلك من افلاس قدري وبيع قصر عمته نفيسه في شارع ٦ والذي اصبح متوسطة الثوره فيما بعد .
وبعد افلاسه لم يجد غير الباشا نوري السعيد رحمه الله يطلب عطفه لعلاقته الوثيقه به فعينه في شركة نفط كركوك الا انه لم يستمر طويلا وفي عام ١٩٦٨ عينه الرئيس البكر مديرا لمضمار سباق البصره للخيول قبل ذلك اصبح شريكا الى اللواء حميد قادر السامرائي مدير الشرطه العام حتى عام ١٩٧٣ وكان قدري الازرملي من الذين اسسوا اللجنه الاولمبيه الوطنيه واصبح عضوا فيها كذلك الف كتاب عن الخيول بعنوان(العراب وفضلها على الانسال العالميه) وكان في عام ١٩٧٠ قد خسر مبالغ كبيره فلعب على سيارته نوع رويس رايس وخسرها ايضا في جلسة ضماه مع سلمان اللوتي وغني جوير وجبار كردي وطالب علي الشيخ وابراهيم الحاتي صاحب باجة الحاتي واسماعيل السامرائي وكان اغلب طعامه في مطاعم بغداديه راقيه مثل ابن سمينه والحاتي بعد فقدانه كل شيء فكر في الذهاب الى ابنه ابراهيم الذي يمتلك ثروه لابأس بها يعيش في لندن فارسل له ابنه تذكرة السفر الى لندن ليعيش هناك ماتبقى من عمره رغم كل شيء كان قدري الازرملي صاحب اخلاق عاليه وكريم جدا وسخي على من يجده فقيرا محتاج لكنه مرضه كان مزمنا بلعب الريسز والقمار وفي ثمانينات القرن الماضي توفي قدري الازرملي رحمه الله لتطوى صفحه من صفحات احد ابرز اثرياء بغداد الذي جلس في احد الايام ليجد نفسه لايماك شيء.
الكاتب:مهند الكيالي
1047 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع