إرم نيوز:يعتقد الكثير من البالغين الذين يعانون مرض السكري أن الاستمتاع بتناول الحلوى بعيد المنال، إذ يتجنب العديد منهم تناولها، معتقدين أنها ضارة بالتحكم في سكر الدم.
ويبين تقرير نشره موقع "Eating Well" أنه ليس من الضروري أن تكون الحلويات جميعها محظورة، فهناك طرق للاستمتاع بالحلوى مع الحفاظ على مستويات صحية .
ووفقًا لخبراء التغذية، يمكن أن تتسبب الحلويات الغنية بالكربوهيدرات البسيطة والسكريات المضافة و الدهون المشبعة بارتفاع كبير في سكر الدم، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الحلويات المناسبة لمرضى السكري، التي توفر توازنًا بين البروتين والألياف والدهون الصحية لتقليل هذه الارتفاعات.
وبحسب أخصائيي التغذية الرياضية، فإن الجمع بين البروتين والكربوهيدرات يحسن استجابة سكر الدم، لذا ينصح الخبراء بالبحث عن الحلويات التي تحتوي على نسبة كربوهيدرات إلى بروتين 1:1 أو 2:1، إلى جانب بعض الدهون المضافة. وتلعب الألياف أيضًا دورًا رئيسا، إذ تساعد على استقرار مستويات الجلوكوز.
يوضح الأخصائيون أن الحلوى المتوازنة جيدًا تساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم المرتبط بالخيارات عالية الكربوهيدرات ومنخفضة الألياف والبروتين، مثل الكعك أو الآيس كريم. بينما يمكن أن تؤدي مستويات السكر في الدم المرتفعة باستمرار إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكلى والاعتلال العصبي.
أفضل خيار للحلوى لتحسين نسبة السكر في الدم
وقالت أخصائية التغذية جينا براون: "يمكن للتوت مثل الفراولة تحسين مستويات السكر في الدم والأنسولين، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون مقاومة الأنسولين أو متلازمة التمثيل الغذائي".
وأضافت براون أن "قالب الزبادي اليوناني بالفراولة والشوكولاتة" يعد الخيار الأبرز للحلوى الصديقة لسكر الدم، إذ يجمع بين الزبادي اليوناني العادي المصنوع من الحليب الكامل، وهو مصدر جيد للبروتين والدهون، والفراولة الغنية بالألياف والسكريات الطبيعية.
كما أن إضافة المكسرات إلى قالب الزبادي يمكن أن يعزز محتواه من الألياف، وهو أمر مفيد للتحكم في نسبة السكر في الدم.
وتؤكد الأبحاث أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف تعمل على تحسين مستويات الجلوكوز والدهون في الدم والالتهابات، وهي عوامل حاسمة لأولئك الذين يديرون مرض السكري.
يتوافق قالب الزبادي اليوناني بالفراولة والشوكولاتة مع نسبة الكربوهيدرات إلى البروتين الموصى بها، إذ يقدم أربعة غرامات من الكربوهيدرات وغرامين من البروتين وغرامًا واحدًا من الدهون لكل وجبة.
ويضيف تضمين الشوكولاتة الداكنة طبقة إضافية من الفوائد، إذ توضح براون أن "الكاكاو في الشوكولاتة الداكنة غني بالبوليفينول، الذي يرتبط بانخفاض مقاومة الأنسولين".
يوفر مزيج الزبادي اليوناني والفراولة والشوكولاتة مزيجًا متوازنًا من الكربوهيدرات والبروتين والدهون، مما يدعم إدارة سكر الدم بشكل فعال.
نصائح إضافية لتوازن سكر الدم
إن الحفاظ على مستويات سكر الدم مستقرة لا ينطوي على مجرد اختيار الحلوى المناسبة، فتناول وجبات منتظمة ومتوازنة أمر ضروري، كما أن تخطي الوجبات أو الانتظار لفترة طويلة بينها يمكن أن يؤدي إلى انخفاضات كبيرة في مستويات الجلوكوز ، مما يتسبب بانهيار الطاقة.
يوصي الخبراء بتناول الطعام كل ثلاث إلى خمس ساعات لتجنب هذه التقلبات، حيث يرتبط تخطي وجبة الإفطار بشكل خاص بمرض السكري.
وعند اختيار الكربوهيدرات، يفضل اختيار الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف التي توفر ما لا يقل عن ثلاثة غرامات من الألياف لكل وجبة.
وإلى جانب الخيارات الغذائية، فإن دمج النشاط البدني المنتظم وضمان النوم الكافي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على مستويات صحية من السكر في الدم.
بهذا، لا يعني التحكم في مرض السكري التضحية بمتعة الحلوى، فمن خلال اختيار خيارات تحتوي على توازن من البروتين والألياف والدهون الصحية، يمكن للأفراد المصابين بمرض السكري الاستمتاع بشغفهم بالحلويات من دون فقدان السيطرة على نسبة السكر في الدم.
869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع