معاهدات الصداقة وحسن الجوار في عهد الملك فيصل الاول
نبراس الذاكرة/د.اسراء شريف الكعود
لقدْ رغب الملك فيصل الاول في تقوية اواصر الصداقة وحسن الجوار فأبرق في شباط 1921 الى الملك عبد العزيز ال سعود والى امام اليمن يحيى حميد الدين والى شقيقه لامير عبد الله بن الحسين امير شرق الاردن،معرباً عن رغبته هذه .
وما كاد يتلقى منهم اجوبة الاستحسان حتى سارع فأوفد الى الاردن في صباح 25 اذار 1931 على متن طائرة خاصة وفداً برئاسة رئيس الوزراء نوري السعيد وعضوية رئيس اركان الجيش طه الهاشمي ومدير الامور الخارجية موفق الالوسي وسكرتيروزير الدفاع احمد المناصفي فعقد في اذار 1931 معاهدة الصداقة مع شرق الاردن..
رئيس أركان الجيش/ طه الهاشمي
ثم غادر الوفد الى القاهرة في 28/اذار 1931 قصد الاسكندرية ومنها ابحر الى جدة ومن ثم توجه الى مكه المكرمة فعقد مع الامير فيصل ال سعود النائب العام لملك الحجاز ونجد وملحقاتها ـ وفي 7نيسان 1931 معاهدة صداقة وحسن جوار وبروتوكول تحكيم ووقع في اليوم الثاني على معاهدة تسليم المجرمين وتم التفاهم على الدخول في مفاوضات في العراق من اجل اوقاف الحرمين الشريفين ولعقد اتفاقية تتعلق بجوازات السفر وبالرسوم الكمركية .
الباشا / نوري السعيد
وبعد ان اتم الوفد مهمته في الحجاز ، سافر الى صنعاء رئيس اركان الجيش طه الهاشمي ومدير الامور الخارجية موفق الالوسي ، فعقدا معاهدة صداقة بين العراق واليمن في 10 ايار 1931 اما نوري السعيد فقد عاد من الحجاز الى القاهرة بصحبة سكرتير وزارة الدفاع احمد المناصفي ،وعقد معاهدة تسليم المجرمين بين العراق ومصر ثم عاد الى بغداد في 24 نيسان 1931 وعاد اليها من صنعاء طه الهاشمي وموفق الالوسي في 10 حزيران 1931 .
وفي جلسة النواب يوم 31 ايار 1931 قبلت بالاجماع معاهدتا (الصداقة وحسن الجوار ) و(تسليم المجرمين) المعقودتين بين العراق والمملكة العربية السعودية ، والمعاهدة العراقية ـ الاردنية ومعاهدة تسليم المجرمين المعقودة بين العراق ومصر .
وابرم المجلس المعاهدة العراقية اليمنية في 12 تشرين الثاني 1931 بالاجماع ايضا لان عاقديها عادا الى بغداد بعد انتهاء دورة المجلس النيابي غير الاعتيادية ودعا رئيس الجمهورية التركية الرئيس كمال اتاتورك الملك فيصل لزيارة تركيا زيارة رسمية ، فلبى الملك دعوته ووصل انقرة في السادس من تموز 1931 اجرى رئيس الوزراء العراقي ووزير المالية في اثناء هذه الزيارة مفاوضات مع الوزارة التركية في شأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين ، وشروط اقامة رعاياهما والتدابير المتخذة لضمان الامن والنظام في مناطق الحدود .
ومكث الملك فيصل عشرة ايام في تركيا زار خلالها اسطنبول ثم غادرها في 15 تموز الى فينا وباريس ، عاد الى بغداد في29 ايلول 1931 . وفي 9 و 10 كانون الثاني عقدت معاهدة تسليم المجرمين واتفاقية الاقامة والسفر والمعاهدة التجارية ما بين العراق و تركيا ، وابرم مجلس النواب الاتفاقية والمعاهدتين في 12 اذار 1931 .
اما العلاقات العراقية ـ الايرانية ،فأن موقف حكومة (رضا شاه بهلوي) من الحكومة العراقية كان مشبعاً بروح الجفاء ، وتاخرت (ايران) على الاعتراف بالعراق مدة ثماني سنوات ، وبقى الممثلون الايرانيون في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة وخانقين يرجعون الى (دار الاعتماد البريطانية في بغداد) في الصغيرة والكبيرة من قضايا الحدود والجنسية ونحوهما . وكان في مقدمة اسباب هذا الجفاء مطالبة ايران بمعاملة رعاياها معاملة متميزة خاصة ، والاستفادة من بنود الاتفاقية العدلية التي فرضتها بريطانيا على العراق بخصوص الامتيازات الاجنبية . وبعد مساع جمة من الجانب العراقي لارساء العلاقات على وفق ما تقتضيه قواعد حسن الجوار باعتبارها المبادئ الاساسية للقانون الدولي ، ابرق رضاه شاه الى الملك فيصل الاول في اول نيسان1929 بمناسبة موافقة عصبة الامم على استبدال اتفاقية جديدة بالاتفاقية العدلية العراقية ـ البريطانية ، الغيت فيها الامتيازات الاجنبية ،مهنئاً بزوال العراقيل الموجودة بين الطرفين مؤملاً انشاء العلاقات الودية على اسس رصينة.
فرد الملك فيصل على تهاني الشاه بالمثل ، واوفدت الحكومة العراقية الى طهران وفدا برئاسة رئيس الديوان الملكي رستم حيدر يحمل رسالة شخصية من الملك فيصل الى شاه ايران . وفي يوم 25 نيسان 1929 تلا رئيس وزراء ايران اعتراف ايران بالعراق ، فشكر الوفد العراقي لايران اعترافها وبعد الاتصالات الدبلوماسية وتبادل التمثيل السياسي ، رغب الملك فيصل الاول في زيارة ايران، وفاوض الوزير العراقي المفوض في طهران (توفيق السويدي ) السلطات الايرانية في شأن هذه الرغبة الملكية ، فوجه (رضا شاه ) الى الملك دعوة لزيارة ايران .
فتوجه اليها من بغداد في 22/نيسان 1932 مصطحباً رئيس الوزراء ونزل ضيفاً على رضا شاه في طهران وتبادل الوفد العراقي الاراء مع المسؤولين الايرانيين في المسائل التي تهم البلدين،وفي القواعد التي ترتكز عليها علاقاتهما واتفقا على المبادئ،وان يشرع الجانبان في مفاوضات لعقد معاهدات واتفاقيات بغية حسم تلك المسائل وعاد الملك فيصل الاول الى بغداد عن طريق المحمرة في الخامس من ايار 1932 وكان من النتائج المتمخضة عن هذه الزيارة عقد اتفاقية تنظيم العلاقات لسكان الحدود.
796 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع